آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات سامي عليسهيل وأخبار اليوم (ثورة.. وبناء)

سامي علي
سامي علي
عدد المشاهدات : 17,439   
سهيل وأخبار اليوم (ثورة.. وبناء)

من وحي شعار برامجها الرمضانية



قناة سهيل

سهيل وأخبار اليوم (ثورة.. وبناء)



لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي قامت به كل من: قناة سهيل وأخبار اليوم على صعيد الصحافة والفضائيات المحلية، من أدوار استثنائية خلال أيام الثورة الشعبية السلمية.. فمن وحي شعارها الرمضاني الذي تبنته في فواصلها وفلاشاتها الإعلانية (رمضان ثورة وبناء) تشبه قناة سهيل، إلى حد كبير، في انتهاجها طريق البناء بالتوازي مع الفعل الثوري، ما تقوم به كثير من المؤسسات الوطنية في تبني هذا النهج دعما لأهداف الثورة وشدا لأزر حكومة الوفاق وسلطة ما بعد صالح، ومنها صحيفة أخبار اليوم..


على أنه ومن خلال زيارة قصيرة قمت بها ذات نهار رمضاني رفقة الزميل محمد الجماعي معد وسينارسيت برنامج قناديل الفجر، تمكنت فيها من تلمس روح المكان الذي كان يوما ما مجهولا لدواع أمنية، فيما كانت كاميراته تقتنص اللحظة الثورية بدون هوية أو شعار.. ذات الروح الشبابية التي تسود مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم، من حراس البوابة حتى قمة الهرم الإداري في القناة مديرها العام الدكتور محمد قيزان..

هنا ينتج الشباب برنامج عاكس خط الأشهر خلال عامين، وهناك يستعرضون حلقة جديدة من برنامج تباتيك الذي يعده ويقدمه المبدع محمد الحاوري، وفي هذا المكتب يتم مكسجة ومعالجة الصوت بأيدي شبابية، وهناك يقوم فنيو وفنيات الجرافيكس بوضع لمساتهم على برنامج "للتاريخ" و"بناء" و"طفلي والقرآن" و"نحو المعالي" و"جائزة الشيخ الأحمر" للقرآن الكريم.. وجوه لا نراها في الشاشة، تعمل ليل نهار في إدارة الأخبار وإدارة البرامج والإنتاج والتسويق والاستعراض والمحتوى والشريط التفاعلي والإخباري، ومخرجون كبار لا نرى سوى أسماءهم في شاشة التلفاز، كالمخرج هلال عكروت وخليل العامري وفايد الشميري ومحمد الزنجبيلة، كما هم المصورون الذين شهدت ساحات الثورة والبناء صولاتهم وجولاتهم، ككمال المحفدي وأحمد فراص ومحمد المخلافي وأنور الحاوري ونبيل القليصي وعبد المجيد النمر، وغيرهم الكثير والكثير، كذلك أيضا هم المذيعون وكتاب التقارير..، خلية نحل لا تتوقف ولا تكل ولا تمل..


قد لا يكون من نافلة القول الحديث عن حاجة مؤسسة صحفية كأخبار اليوم، إلى زيارة مماثلة للاطلاع على قاعات وإدارات وخبرات وكوادر هذا المطبخ الإخباري اليومي الذي يغذي اليمن بكاملها دون انقطاع، وتجد مناطق اليمن قاطبة نفسها في صفحات هذه الجريدة اليومية، فضلا عن أحداثها وأخبارها وفعالياتها اليومية بمهنية وانحياز للحقيقة كاملة، الكل يجد هنا قضاياه ومناشداته وشكاواه، ومن هنا تنقل الخدمات الإخبارية والفضائيات وأشرطتها التفاعلية سبقها الإخباري نقلا عن أخبار اليوم، وجازما أقول هنا مصنع الخبر والمزود الأول لمعظم وسائل الإعلام الباحثة عن الحقيقة..

سجلت أخبار اليوم، وسهيل أيضا، في التقارير الصادرة عن مراكز الرصد الحقوقي في اليمن، أعلى الأرقام في اليمن من حيث الانتهاكات التي تعرضتا له في العام 2011، والاعتداء على مراسليها ونهب ممتلكاتها وغير ذلك.. غير أن ذلك لم يفت من عضد الإدارات الصلبة للمؤسستين الإعلاميتين في مواصلة ذات الخط المتحيز جدا للشعب صاحب القرار والمستهدف الأول في كل البرامج والأعمال الصحفية والإعلامية..

وسط الزخم الإعلامي الصادر عن جهات متباينة، يجد الإعلام الوطني نفسه محاصرا بكمٍّ هائل من الزخارف والبهارج الإعلامية، إن صح القول، ليبقى إعلام الثورة والبناء فريدا في إعلاء شأن القيم والمبادئ والانحياز للفائدة والترفية والتسلية بذات الترتيب الذي يحتاجه الوطن في هذه الأيام..


ما لمسته خلال زيارتي لسهيل، هو توأمة هذه المؤسسة التي لا تختلف مع أخبار اليوم، سوى في وسيلة العرض، وقد أوحت إليَّ برامجها القيمية والتربوية، مثل تباتيك وبناء ونحو المعالي مع البروفيسور داوود الحدابي، والثورية كقناديل الفجر وفرسان الحرية وللتاريخ، وكذا الترفيهية كعاكس خط ومذكرات سائح، والدينية كالفقه يمان ومسابقة القرآن الكريم وطفلي والقرآن.. وغيرها، أوحت لي بعمق الصلة بين صفحاتنا وبرامجهم، فالوطن للجميع والكل يتسابق في بناء عقلية المواطن وإدراك نزيف عقله، وهو الذي عاش ردحا من الزمن يرتع في فضائيات الجهل ويوميات الأمية الصحفية التي لا تفسح المجال سوى لصور الاستقبال والتوديع واستعراض حرس الشرف، ويوميات الزعيم الأوحد، بينما أصبح المواطن اليوم يستمع لأصغر التفاصيل وأبعد الفعاليات، بل وأمكنه أن يجد نفسه ويرى صورته ويعبر عن رأيه بكل سهولة ويسر، ودونما مقص لأي رقيب سوى رقابة المصلحة الوطنية، والمصلحة الوطنية فقط!!