آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات احمد عثمانالمعركة بحسابات النصر والهزيمة

احمد عثمان
احمد عثمان
عدد المشاهدات : 6,589   
المعركة بحسابات النصر والهزيمة


يعتمد اليمنيون على الارادة المرتبطة بإيمانهم بالله، لديهم قضية عادلة، وهذا يكفي لنرى هذا المقدار الرفيع والمخزون الذي لا ينفد من الأمل والارادة والثقة بالنصر.
لا يعيش المقاومون الوهم، وإنما الواقع بكل تباشيره ومنغصاته ..بكل حوافزه وفرصه ومثبطاته وعوائقه.                                         
يصنعون فرص النصر وتباشير الأمل في أحلك الظروف نراهم في مأرب وعدن والضالع والبيضاء وتعز، يكرون ويفرون في معركة غير متكافئة!

علينا أن نعرف أن المقاومة هي مقاومة شعبية، عملها مقاومة الغزاة لكن امكانياتها محدودة، وتحتاج معركة التحرير إلى قيادة وإدارة مثابرة وواحدة تحرك الطاقة اليمنية المقاومة وامكانيات دول التحالف لتحقيق التحرير، وهذا الأمر بيد دول التحالف. 

لكن الملاحظ أن الأمور تسير على البركة، مع غياب لافت لغرفة تنسيق عملياتي محكم ومرن مع المقاومة معركة تعز و(جبهة الشريجة) نموذج لهذا الغياب غير المبرر وغير المفهوم مع وجود عوامل الحسم لصالح التحالف والمقاومة فيما لو سارت الأمور كما تسير أي معركة مصيرية تديرها دول.

ومع كل عرقلة وتباطؤ غامض، تبرز كثير من الأسئلة عن أسباب التأخر والتباطؤ؛ هل هو تعدد الطباخين؟ حيث تبرز حقيقة "إذا كثر الطباخين فسدت الطبخة"، لكن هذه الفرضية مستبعدة، فمن البديهي أن يكون هناك مطبخ واحد يتابع العملية الميدانية بحسابات النصر والهزيمة، وليس بحسابات سياسية قاصرة.

هل يكون السبب عدم تجانس أو ضعف ثقة بين أطراف المعركة، أعني بالتحديد بين دول التحالف أو بعضها وبين المقاومة في الداخل أو أطراف فاعلة، بحيث تتغلب الخلفيات المستجلبة من خارج دائرة المعركة زماناً ومكاناً، ومن ثم ضبابية الصورة وعدم وضوح خارطة قوى المعركة وخطتها ومعها تذهب الامكانيات إلى المكان الخطأ، وسيطرة الاهواء والنزوات الصغيرة بما يفتح الباب نحو العبث القاتل والمعلومات الخاطئة والمواقف غير الموفقة التي لا تخدم المعركة، بل تهيئ فرص لتجار الحروب والانتهازيين وسراق النصر وهذا النوع لـ"علي صالح"، باع فيه وذراع، وأذرع متلونة!

يجب أن يكون الهدف لمعركة اليمن واضح، والوسائل أوضح، يتحكم به مصلحة المعركة وحسابات النصر والهزيمة وإدارة في غاية الانضباط والجاهزية، بعيداً عن حسابات "الحشوش السياسي" والعقد الفارغة والمفتعلة، ونزوات الأسمار والمتجابرين في المقايل ومواقع التواصل الاجتماعي. 

هذه معركة تاريخية يتحدد معها ليس مستقبل اليمن، بل مستقبل المنطقة برمتها، ويجب أن تدار بمناظير واضحة وبمحددات المصالح العليا لشعوب المنطقة ومآلاتها الاستراتيجية، والتخلص من كل الأوهام والتفاصيل الصغيرة، فالإبحار في التفاصيل الصغيرة واستدعاء عقد وأوهام مرحلة ما قبل المعركة بين أطراف الدم والمصير الواحد هو خذلان تام وهدر لكل الفرص المتاحة والذهبية، واغراق لكل القوى والطاقات واستجلاباً للهزيمة، بل صناعتها بصورة قاتلة، واستبعاد النصر الكامل هنا، هو استدعاء للهزيمة فمثل هذه المعارك لا تقبل نصف نصر، لأن نتائجها وآثارها ستكون كارثية على الشعوب والاجيال، وسندخل أنفاقاً جديدة أكثر سواداً وأكثر لزوجة!