آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات احمد عثمانراعي في جبل جرة ...

احمد عثمان
احمد عثمان
عدد المشاهدات : 7,214   
راعي في جبل جرة ...


يقول الحاج علي وهو وا حد من ابناء المنطقة المحيطة بجبل جرة
في الجبل سر الانسان ومدى قوته عندما ينهض وصلابة عناده عندما يتحدى ويسترسل الحاج علي في هذا الجبل كما في كل مواقع المدينة وقرى المحافظة روح الانسان اليمني تجلت و برزت حقيقة قوة ارادة ابناء تعز.
في الجبل مخزون من الحكايات التي تزاحم المجد وتناطح هامة الزمن هنا منجم نفيس حقيقي بحاجة الى جهد لاخراجه للتاريخ ،
( العم عبده) راعي في الجبل وهو بذاته لغز حقيقي فهو عندما يتكي على جدار ويحدث نفسه تكون لغته رصينة وكانه خريج جامعة عريقة وعضو في مجلس قيادة الثورة السبتمبرية في الستينات لكنه سرعان مايخرج من حالته هذه الى حالته الطبيعية التي عرفها الناس في جبل جرة قبل وبعد المعركة وتحول التلة الى اكبر جبال المجد
العم عبده يشبه الجبل في غموضة واسرار احواله 
كل مايعرفه الناس عنه انه رجل مسن في السبعينات من عمره يقضي ايامه برعاية الماعز والارانب في الجبل في الغالب يجلب لها العشب وبقايا الطعام الى حوش منزله المتواضع الذي يعيش فيه وحيدا عدى ارانبه واغنامه التي يعيش معها وبها
بسيط في حديثه وحركته كاي راعي اغنام
عندما صعد ت المجموعة الاولى من شباب المقاومة لايتجاوز عددهم العشرة بزي اللواء 35 الذي اعلن وقوفه مع الشرعية في اول انتشار في مواقع المدينة صعد اكثر من ثلاثين فرد بسلاحهم بعضهم من سكان الجبل والحارات القريبة كانوا مدفوعين من جماعة عفاش ادعو احقيتهم بحماية الجبل مطالبين شباب المقاومة بالانصراف
كان العجوز الراعي يرسل اول تجلياته عندما اشار الى شباب المقاومة بان( هولاء اعداء لاتصدقوهمش اصحاب علي عبد الله صالح) نطق الاسم وكانه يعرفه جيدا او زميلا له في احدى معسكرات ستينات القرن الماضي قالها ومضى وعاد ليهش على غنمه، هكذا يبدوا وكأنه واحد من رجالات المخابرات في حروب التحرير العالميةو كان ماقاله الراعي عبده عن المسلحين هي الحقيقة لقد عولج الامر وطلب الشباب تعزيزات وحضرت دبابة في مدخل الجبل فتبخر المسلحون الذين قالوا بانهم سيتكفلون بحماية الجبل بهدف الالتفاف على المقاومة وانزالهم من الجبل 
كانت هذه عربون صداقة غير معلنة بين الجبل ومقاومته وراعي الجبل الغامض
......................... 
مضت اشهر وجبل جرة صامد تحول الى اسطورة كان الهجوم كل ليلة ثم تحول كل ثلاث ايام اسبوع وفي كل هجوم كانت المدينة ومتابعي المعركة ومحبي تعز واليمن في الداخل والخارج يمسكون على قلوبهم امام القنوات و شاشة التواصل الاجتماعي
ابتداء ياتي الخبر:
هجوم كاسح من كل الجهات على جبل جرة والقذائف تحرق كل شبر 
وتستمر المعركة احيانا تبقى متواصلة حتى الفجر ولاتنام المدينة والمتابعون الابخبر مثل:
الحمد لله كسر الشباب الهجوم في جبل جرة وجثث الحوثيين متناثر على جوانب الجبل خبر يكاد يكون متكرر خاصة في الاشهر الاولى
وعادة مايبدا بكتابة ماتبقى من السكان القريبين في الجهة الجنوبية بخبر على صفحاتهم في التواصل الاجتماعي مثل :
الليلة هجوم غير مسبوق و الجبل يحترق
--هل سيصمد الشباب ادعوا لهم بس
واخر يكتب : اليوم ليلة مختلفة لا اعتقد ان الجبل سيصمد حسبنا الله ونعم الوكيل
-
- وثالث :
الذخيرة ستنفد ..الشباب تركوا دون دعم ....اللعنة
عند الفجر يتلقى الناس خبر مالوف مثل :
الله اكبر لقد حقق الشباب في جبل جرة المعجزة..
كان الجبل يعصب عمامة الحرب والتحدي ليلا مقطبا جبينه ليفردها عند فجر كل صباح مبتسما يتنفس النصر بشباب هم فلتة الزمان وخلاصة القوة
وفي كل هذه الاحداث كان( العم عبده ) حاضرا في قلب المقاومة صديقا مالوفا لدى الجميع يقدم خدمات متعددة يقدم الماء للمقاومين في المواقع ..الاكل اذا وجد ويخص بعضهم بحليب الماعز، كان يوزعه على طريقته التي لاتلفت النظر كصدقة السر ويختار زبائنه بعناية بحسب الحاجة وكأنه مشرف الخدمات يساهم بجمع الحطب عندما تحول الى مادة اساسية ، وافضل شي كما قال المقاوم عبد الرحمن : ابتساماته التي كان يوزعها وباسلوب يرسل الطمانينة والثقة ويوحي بالنصر ويشعرنا بالفخر والاطمئنان
ومع هذا فقد كان (العم عبده ) غريب الاطوار فهو بقدر حماسه لخدمة المقاومين وتسديد النصائح العابرة والثمينة كان منطويا وغامضا وفي عينيه حزنا ظاهرا وتقاسيم اشبه بقصيدة بكاء وشجن مخلوطة بقهر مزمن ؟ 
ومايزيد من غموضه خروجه احيانا عن سجية الراعي الى شخصية الخبير العسكري وصاحب التجارب
يتبع