الزمن الفبرايري
مجيب الحميدي
مجيب الحميدي

يصل الشعب إلى ذروة التنوير السياسي حين يؤمن بقدرته على الفعل، وصناعة المستقبل، ويخرج للدفاع عن الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية، ويقدم الشهداء في سبيل هذه الأهداف السامية.

وهذه الذروة من التنوير قد لا تتكرر في حياة جيل واحد إلا مرة واحدة يشعر فيها الشعب بقدرته على التغيير ويبدي استعداده للتضحية قبل أن يحطمه اليأس.

هذه اللحظة يجب أن تمجد وتخلد لأنها عنوان شرف هذا الشعب ولأنها الإثبات الأبرز على أنه شعب له كرامة ويستحق الحرية ولأنها قد لا تتكرر.

يقول جان جاك روسو إن الثورات العظيمة قد يعقبها اضطرابات أمنية وحروب داخلية تؤدي إلى فقدان الشعوب شعورها بكرامتها وعندما تفقد الشعوب كرامتها فإنها تبحث عن سيد يحكمها ولا تبحث عن محرر وقد يحتاج الشعب حينها إلى خمسين سنة من العبودية حتى يستعيد ثقته في نفسه وإحساسه بكرامته ويناضل مرة أخرى من أجل الحرية.

لكل ذلك لا ينبغي أن نسمح بإدانة ذروة النضج السياسي لشعبنا اليمني، فالزمن الفبرايري هو الزمن الذي أحس فيه الشعب اليمني بقدرته على الفعل وقام بتوجيه هذه القدرة للنضال من أجل الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية والديمقراطية والحكم الرشيد.

اللحظة الفبرايرية هي التجلي الأعلى للتنوير السياسي، وإدانة هذه اللحظة إدانة لأقدس أحلامنا في النضال من أجل كرامتنا كمواطنين.


في الخميس 15 فبراير-شباط 2024 09:06:07 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=1167