18 مارس زلزال الكرامة
يسلم البابكري
يسلم البابكري

برغم كل الآلام والاوجاع التي أصابت اليمن خلال السنوات الأخيرة يبقى جرح "جمعة الكرامة" عميقاً لا يندمل ويستعصي على الشفاء كان يوماً صادماً بكل المقاييس.

 

منذ انطلاقة ثورة فبراير ساد اعتقاد أن الحكمة اليمانية ستظهر وأن مسار الأحداث في اليمن لن ينزلق نحو المشهد الدموي وأن صالح لن يكون كالقذافي، ووضع اليمن المعقد قد يجعل خيار الحوار أقرب من العنف.

 

كل تلك التوقعات سقطت مع أول رصاصة أطلقت على شباب الثورة في ساحة التغيير في يوم الكرامة، كانت اليمن على موعد مع واحد من أصعب أيامها وأشدها حزناً.. شلالات الدماء تتدفق في الساحة وعشرات الجثث المسجاة في مشفى الساحة وتدفق المسعفين والمتبرعين وأهالي الضحايا.. مشهد مروع تنقله فضائيات العالم نقلا حياً اختلطت فيه المشاعر، كان زلزالا حقيقيا أصاب الضمير والوعي.

 

خرج صالح يومها في أضعف حالاته وهو يعلن حالة الطوارئ في البلاد والحقيقة أنه كان يعلن سقوطه وأن الرصاص الذي صوب على صدور الشباب المعتصم هو في الحقيقية صوب نحو نظام صالح وأنهى مستقبله السياسي، وأن التوثيق لسقوط نظام صالح كان يوم 18مارس 2011م وما بعده من أحداث كانت تفاصيل اختتمت في الرابع من ديسمبر2017م بمقتله..

 

كان يوم الكرامة يوماً فارقاً قلص مساحة الحياد وأزاح المنطقة الرمادية ولم يدع لأحد من خيار إلا أن يكون مع شباب الثورة ومطالبهم السلمية التي أراقوا لاجلها دمهم الطهور أو الوقوف مع النظام الذي اختار طريق العنف في مواجهة المطالب السلمي.

 

كان يوما عاصفا كاشفا أزاح الستر عن أدعياء الوطنية الزائفة وعرى الدعاوى الواهية وكشف الوجه المتوحش للنظام لكنه أيضا كشف عن الروح الوطنية لقيادات آثرت الانحياز للشعب ورفض المساومة على دماء شباب اليمن والانتصار لقضيتهم وتأييد مطالبهم ..


في الأحد 18 مارس - آذار 2018 08:02:54 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=479