باحاج وعشال شهداء الوطن...
يسلم البابكري
يسلم البابكري



لا تمر ذكرى استشهاد المحافظ احمد باحاج ومحمد حسين عشال إلا وتكون مناسبة للحديث عن رفقة الحياة والممات التي تشاركها الرجلين منذ بروزهما كشابين في قمة العطاء والألق في مطلع التسعينات لتختم بالشهادة في مواجهة المشروع الإنقلابي، ومن لطائف الأقدار أن يكون الفارق بينهما في الرحيل أياما معدودات..

إن تحدثت عن باحاج فكأنما تصف عشال، كأنما هما جسد واحد وروح واحدة حتى أنها لم تطق البقاء في نصف جسد فاختارت الرحيل..

حزنت أبين لرحيل باحاج وحزنت شبوة لفراق عشال وبكتهما كل اليمن، لم نفق بعد من صدمة 23 مايو يوم غادرنا باحاج بهامة مرفوعة وصفحة نقية حتى أسقط في أيدينا يوم 10/6 بخبر مفجع برحيل محمد عشال..

عاش الرجلان كاشقاء وأكثر ورحلوا كذلك تاركين خلفهم سيرة حافلة بالعمل الوطني..

كان عشال وباحاج رجلا دولة بأفق واسع وشبكة علاقات منفتحة على كل ألوان الطيف الوطني، كانا مكسب للإصلاح كقيادين فيه لكنهما كانا أكبر بكثير من الانكفاء على الذات أو الحزب، بل يشهد لهما كل من عرفهما بعقلية فذة تبدع في بناء جسور التقارب مع كل القوى الوطنية..

من موقعه كمحافظ لشبوة أرسى باحاج أسس وقواعد مهمة في الإدارة والسياسة.. أبحر بهذه المحافظة الى الأمان في أعقد الظروف وأقساها فاستطاع بذكاء استثنائي أن يخرجها من كثير من المآزق والشدائد..

كان الإنقلاب على الدولة هو الحد الذي لايقبل أنصاف المواقف ولا اللغة الركيكة فاختار باحاج كما عشال الموقف الوطني الصارخ مع الدولة وضد الانقلاب عليها، خرج باحاج يحشد ابناء محافظته نحو بناء مشروع المقاومة للإنقلاب وقاده بنفسه حتى حل القضاء وسقط شهيدا ليلحق به رفيق الدرب وشقيق الروح عشال الذي سقط شهيدا في تعز الجريحة..

نتحدث عن باحاج وعشال ونحن في أمس الحاجة لوجودهما في هذه الأيام الصعبة لكن المقادير تمضي ويكفيهما فخرا أنهما سارا في طريق واضح لايعرف الاعوجاج ورحلا في موقف عز وشرف..


في السبت 19 مايو 2018 11:22:17 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=485