هروب الرئيس هادي حل أم أزمة؟
عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان



ما زال الوضع في اليمن يحتل العناوين الرئيسية في نشرات الاخبار التلفزيونية والصحف الالكترونية والورقية، ولا نعتقد انه سيختفي منها عن قريب، خاصة بعد نجاح الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي في الهروب من اقامته الجبرية واللجوء الى عدن، في الفشل الاول والاكبر لمحتجزيه من “انصار الله” الحوثيين.

 

الاوضاع في اليمن تتسم بالغموض دائما، ولكن اللغز الاكبر الذي يبحث عن اجابة هو كيفية نجاح الرئيس اليمني في التسلل الى خارج المنزل المحتجز فيه والوصول الى عدن رغم الحراسة المفروضة عليه، فالسيد جمال بنعمر مبعوث الامم المتحدة نفى اي دور في هذه العملية التي تذّكر بافلام جيمس بوند، كما ان التيار الحوثي التي تسيطر قواته على صنعاء لم يقدم اي اجابة شافية.

 

الجدل الآن يدور حول شرعية الرئيس هادي، فبينما يؤكد الحوثيون انه لم يعد رئيسا، ويؤيدهم حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس علي عبد الله صالح، يؤكد هو ان استقالته جرى تقديمها تحت التهديد، وان البرلمان لم يبث فيها على اي حال.

 

المقربون من السيد هادي يؤكدون انه يحظى بدعم المملكة العربية السعودية ويتطلع الى تدخل مصري على شكل ارسال قوات تحت غطاء حماية باب المندب من اي سيطرة للحوثيين وايران من خلالهم، الامر الذي قد يؤدي الى تحويل اليمن الى ارضية صراع اقليمي.

 

لا نعتقد ان دعوة الرئيس هادي بنقل العاصمة اليمنية الى عدن التي يريد تحويلها الى مقر رسمي لحكومته ستجد استجابة من القوى الاقليمية والدولية، ولكن الامر المؤكد ان اليمن سيعود الى الوضع الذي كان عليه قبل اعلان الوحدة بين شطريه عام 1990، وربما الى وضع اكثر هشاشة، وبالتحديد الى ما قبل استقلال الجنوب عام 1967 الذي كان مقسما الى اكثر من عشر سلطنات على الاقل.

 

“هجرة” الرئيس هادي الى عدن ربما تكون مثل حال الذي يهرب من الرمضاء الى النار، فالحراك الجنوبي الذي يحظى بعض اجنحته (علي سالم البيض) بدعم ايران قد لا يرحب بمثل هذه “الهجرة الرئاسية” والشيء نفسه قد يكون موقف تنظيم “القاعدة” الذي يتهم الرئيس اليمني بتوفير الشرعية للقصف الجوي الامريكي لقواعده في ابين وغيرها من مدن الجنوب.

 

الازمة في اليمن تدخل فصلا جديدا من التعقيد يضاف الى فصول اخرى، ومن الصعب حدوث اي تدخل اقليمي ارضي او جوي للقتال الى صالح الرئيس هادي، خاصة في ظل وجود جبهات عديدة مفتوحة لقتال “الدولة الاسلامية” في سورية والعراق وليبيا.

 

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو عن الرئيس الذي سيعينه السيد عبد الملك الحوثي صانع الملوك في “دولة صنعاء”، فهل يتولى الرئاسة بنفسه، ام يعيد الرئيس علي عبد الله صالح الى القصر الرئاسي، او ابنه احمد؟
الايام المقبلة ستكشف عن هذه الاجابة، لكن الامر المؤكد ان الاوضاع اليمنية ستزادا سوءا.

 

*رأي اليوم.

في الأربعاء 25 فبراير-شباط 2015 08:49:44 ص

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=56