تحاشاه الموت كثيرا
عدنان الجبرني
عدنان الجبرني

لا اعتقد أن أي مقاتل في الجبهة، سيفاجئُه استشهاد القائد ناصر الذيباني.

يعرفونه جميعاً، جميعا.

يعرفون إصراره وجلَده وبسالته وشجاعته النادرة.

يتذكرون كم مرة عاد من فم الموت، وكم مرة أخرجوه من وسط الرصاص وهو يتقدمهم؟

يتذكرون كم مرة حاولوا أن يثنوه عن الخطر المباشر ولم يسمع لهم.

يتذكرون إصاباته المتكررة، وجراحه ودماءه التي تنزف من وريد اليمن.

يعرفون جميعا أن هذا القائد قد تحاشاه الموت كثيراً.. كثيرا جدا.

كانت مرافَقة الفندم ناصر، واحدة من أخطر المهام، مرافقته لا تعني أنك ستحصل على ميزات إضافية، بل أن تكون في وجه الرصاص مباشرة، وأن تكون على جاهزية للتحرك نحو أي جبهة بأي وقت، وقد تنخرط في اشتباك مباشر في جبهات تصل إليها لأول مرة، وكم استشهد من مرافقيه، وكم كان يحن عليهم ويتذكرهم وبطولاتهم في كل جلساته، القصيرة عادة.

التعريف المختصر للبطولة والجسارة في الحرب: ناصر الذيباني.

كان اسمه ملهما للثبات والإقدام على حد سواء.

وعند وصوله أي جبهة محتدمة كان صوته في أجهزة اللاسلكي تعزيز بحد ذاته وحافزا أكبر وطمأنينة للمقاتلين.

وبتقديري أن الذيباني، أكثر قائد عسكري رفيع شارك في المعارك، على امتداد الجبهات كافة، وأكثر قائد عسكري يمني خاض المعارك المباشرة بنفسه.

نم بسلام أيها البطل العنيد.. هذا الجيش أعظم مخزن للقادة الكبار.. وما زال الكثير يسطرون البطولات وسيأتي اليوم الذي نتذكر كل ما سطروه جميعا قادة وأفرادا بما يليق بهم.

آن أن تستريح أيها القائد.. فالشباب الذين ألهمتهم وأسهمت في تقوية عودهم وتصعيدهم، هم الآن يقودون الميدان، وكما كنت تقول مؤخراً عندما تزور جبهة وتجد قائدا شابا يستقبلك بروح جنرال وجسارة من خبر الحرب طفلا: "إحنا إلا نجي نتعلم منكم ونجدد أرواحنا وعزيمتنا، وتمازحهم أحيانا: ونتصور".

لكنك كنت أبعد القادة عن حب الظهور، لكنه تواضع الكبار وود الأخ الأكبر.

روحك التي ما بلِيَتْ يوما ولا استكانت تحلق الآن في الأعالي يا أبا منير، وتبث الروح من جديد أيها البطل.

سلام.


في الثلاثاء 14 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:06:42 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=837