مجلس الأمن وإرهاب الحوثي وسخرية الزمن
يحيى الثلايا
يحيى الثلايا

لطالما أصر الحوثي، بطريقة بشعة وقذرة على تقديم نفسه للعالم وللقوى الدولية بأنه مؤهل ليكون يدا وأداة لمحاربة اليمنيين، الذين كان ولازال يسميهم "الإرهابيين"، لكن العالم ذاته دمغهم البارحة بالصفة ذاتها "جماعة إرهابية".

من أوقد نار الفتنة كان وقوداً لها، وعلى الباغي تدور الدَّوائر.

في خطابها الداخلي، منذ نشأة هذه الجماعة، ظلت تحاول تقديم نفسها امتدادا للسماء والوحي والسلالة والإمامة وحارسا للدين ورقيبا حتى على الضمائر، واتخذت من صراخها السخيف وصرختها السوقية، ستارا للظهور كجماعة دينية، ومارست تحت هذه المسميات أبشع صنوف التطرف والكهنوت واللصوصية والعنصرية وجرائم الإرهاب والإبادة والتدمير والخراب والإفساد.

لكنها في خطابها الدولي المعلن والخفي، حاولت بكل استماتة، تقديم ذاتها للغرب والشرق أنها تصلح وكيلا ومقاولا لممارسة مهمة تسويق الشعب اليمني كله كجماعة ومجاميع إرهابية ستتولى هي محاربتهم نيابة عن الغرب والأطراف الدولية.

الحلقة الزمنية الأخيرة، التي اكتمل فيها مشروع الإمامة عسكريا، بداية أعوام الألفية الثالثة، تزامنت مع توسع الحملة الدولية لمحاربة الإرهاب، التي كانت تقودها الولايات المتحدة بعد تفجيرات سبتمبر 2001، ويومها توهمت السلالة أن هذه فرصة سانحة تمنحها الحظوة.

بقي الصريع حسين الحوثي، في أغلب محاضراته "الملازم"، يعلن جاهزيته وعصاباته لمحاربة من أسماهم بالإرهابيين نيابة عن الشرق والغرب، ومع وصول ابن سلالته ومذهبه المرجع الشيعي السيستاني، إلى بغداد، على متن دبابة المحتل الأمريكي توهم أنه مؤهل لذات الدور.

لكنه لم يستطع إخفاء حقيقته طويلا، وكان من الصعوبة بمكان أن يخدع مشعوذ مران، دول عظمى، في بعض محاضراته ذاتها قال الحوثي، إن أسامة بن لادن - كنموذج ملهم له- ليس مؤهلا لقيادة الأمة لسبب وحيد هو أنه ليس من "آل البيت" فقط!

كانت السلالة تعتقد أن الإرهاب وتهمة الإرهاب تخص مذهبا لا فكرة أو ممارسات إجرامية، وظل يتمحور خطابها الخارجي حول هذه النقطة، حيث قسمت اليمنيين جميعا إلى قاعدة ودواعش وإرهابيين ووهابيين وتكفيريين وإخونج، وشهرت في وجوههم القذائف والألغام!

لكنها بعد تمكنها من إسقاط الدولة اليمنية، سقطت عنها آخر قشور الزيف والتضليل، وبدت على حقيقتها كواحدة من أخطر جماعات الجريمة والانحراف، التي تهدد الأمن والسلم المحلي والإقليمي والدولي، ومارست أكثر مما مارسه إسلافها الإرهابيون من إجرام وظلامية وتطرف وتدمير.

أكثر من 20 عاما عاشها شعبنا في مواجهة مع الطبعة الإمامية الأخيرة، ليتبين بعدها للعالم أن هذه السلالة هي وكر الإرهاب الأول، ومصدر كل الشرور وشاهدنا العالم اليوم في مجلس الأمن الدولي بإجماع كل أعضائه يتكلم عنها باعتبارها "جماعة إرهابية"، وفق مفهوم وتعريف المجتمع الدولي للإرهاب.

أما شعبنا اليمني العظيم الصابر المكافح المجاهد، فهو يعرفها ويعرّفها على حقيقتها وطبيعتها الكاملة منذ أكثر من ألف عام، وتحديدا منذ دنست تراب بلادنا الطاهر أقدام وعمامة الإرهابي والمجرم المؤسس يحيى الرسي، ومن تعاقب من سلالته العنصرية.

الجديد اليوم ونحن نشاهد العالم يجمع بكل أقطابه ومؤسساته على توصيف القوم بما ظلوا يصفون به شعبنا طيلة سنوات واتفقت الأضداد والأنداد على تسميتهم كجماعة إرهابية، هو أننا نتذكر المقولة التاريخية التي تنطبق عليهم "من سل سيف البغي قُتل به".


في الثلاثاء 01 مارس - آذار 2022 08:19:46 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=870