آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

في خطاب له بمناسبة شهر رمضان..
الرئيس هادي: مليشيا الحوثي دمى تحركها طهران واليمن ليس مرتعا للأفكار الهدامة (النص)

الأربعاء 22 إبريل-نيسان 2020 الساعة 09 مساءً / سهيل نت
 

قال الرئيس عبدربه منصور هادي، إن "شهر رمضان يعود علينا وأجزاء عزيزة من وطننا الغالي، لازال يرزح أبنائها تحت سيطرة مليشيا الحوثي الكهنوتية الدموية، التي تسببت بانقلابها المسلح المدعوم إيرانيا في كارثة إنسانية لم يشهد اليمن مثيلا لها، وكل ذلك لتنفيذ أجندة طائفية دخيلة يقف ورائها ملالي طهران".

وأضاف، في خطاب موجه للشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مساء اليوم، أن "هذه الحرب لم تكن يوما خيارنا، وحاولنا بشتى الطرق والوسائل تفاديها، حتى وبعد أن أشعلتها المليشيات الانقلابية، عملنا ولا نزال على إنهائها وقدمنا التنازلات تلو التنازلات".

مستطردا بالقول: "لكن للأسف الشديد وكعادتها قامت المليشيات الانقلابية بتكثيف عملياتها العدوانية والقتالية في أكثر من جبهة وأطلقت الصواريخ البالستية على الأحياء والتجمعات السكنية في مدينة مأرب مستغلة التهدئة".

ووجه الرئيس هادي، "تحية إجلال وإكبار لكل الأبطال الميامين في جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة المرابطين في جبهات العزة والكرامة والذين يتصدون بشجاعة وبسالة وبصمود أسطوري لكل هذه الأعمال العدوانية والهمجية من قبل مليشيات الغدر والعمالة ويجودون بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية من أجل وطنهم وكرامة وحرية شعبهم".

مضيفا: "نؤكد لهم أن التاريخ سيحتفظ بجميلهم هذا وستدرس الأجيال القادمة قصص بطولاتهم وسيفتخر أبناؤهم بهذه الألقاب العظيمة، ألقاب الشهداء وألقاب البطولة والفداء، ونترحم على شهداء الوطن الأخيار، ونتمنى للجرحى الأبطال الشفاء وللأسرى والمختطفين الحرية ونعدهم باقتراب فجر حريتهم".

وأكد أنه "آن الأوان بعد أن رأى العالم كيف تعاطت ميليشيا الانقلاب الحوثي مع هذه الهدنة أن يدرك المجتمع الدولي حقيقة هذه المليشيات الحوثية الدموية، وأنها مجرد أدوات ودمى تحركها طهران لخدمة أجندتها المشبوهة والمساومة بدماء اليمنيين".

فيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه العزيز:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، صدق الله العظيم وأصلي وأسلم على رسوله الصادق الأمين وخاتم الأنبياء والمرسلين..

 

الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات:

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل وفي المهجر،،،

يسعدني أن أتوجه إليكم، وإلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، بالتهنئة القلبية الصادقة مقرونة بالابتهال إلى المولى العلي القدير في هذا الشهر الفضيل أن يجعله شهر خير وسلام.

الإخوة والأخوات، أيها الشعب اليمني الصابر والأبي:

هاهو رمضان للعام السادس يعود علينا وأجزاء عزيزة من وطننا الغالي، لازال يرزح أبنائها تحت سيطرة مليشيا الحوثي الكهنوتية الدموية، التي تسببت بانقلابها المسلح المدعوم إيرانيا في كارثة إنسانية لم يشهد اليمن مثيلا لها، وكل ذلك لتنفيذ أجندة طائفية دخيلة يقف ورائها ملالي طهران.

وفي هذه الأيام المباركة، نقول لشعبنا الصابر والمعتز بهويته العربية وإسلامه الوسطي المعتدل والمقاوم للأجندة الطائفية الدخيلة التي يحاول وكلاء إيران تنفيذها في موطن واصل العروبة، إننا نشاطركم معاناتكم وألمكم وما تواجهونه من أعباء وتحديات معيشية واقتصادية ازدادت صعوبة ومعاناة مع ما شهدته عدد من المدن والمحافظات اليمنية وعلى رأسها عاصمتنا المؤقتة الحبيبة عدن من سيول وأمطار غزيرة، جراء المنخفض الجوي.

أؤكد لكم أننا لن ندخر وسعا في بذل كل جهد انطلاقا من مسؤوليتنا الأخلاقية والتاريخية، لوضع حد لهذه المعاناة المتفاقمة ولقد وجهت الحكومة بالقيام بواجبها لمواجهة هذه التحديات والصعوبات واستنفار الطاقات لتقديم الخدمات الأساسية والتخفيف عن كاهل المواطنين في كل اليمن وتعزيز حضور الدولة في المناطق المحررة وبناء المؤسسات الخدمية والأمنية، فالتحديات كبيرة، ولكن الإصرار والتحدي وعزائم الرجال المخلصين ووحدة الصف ونبذ الانقسامات والاختلافات سيمكننا من تجاوز تلك التحديات والصعوبات.

وأوجه التحية كل التحية لأبناء عدن الشرفاء وشبابها الأبطال على ما أظهروه من تعاون وتكاتف وعلى السلطة المحلية القيام بدورها، وأوجه الحكومة العمل وبشكل فوري وبعيد عن الروتين برصد عاجل من ثلاثة مستويات للأضرار التي تسبب بها المنخفض الجوي وتعويض المتضررين.

علينا أن نتذكر ونحن على أبواب هذا الشهر الفضيل، المعاني العظيمة التي ينبغي أن نقتدي بها في تعزيز قيم التراحم والتكافل الاجتماعي، والبذل والعطاء، وهذا من باب التذكير فقط، لان الجميع يعلم أن الشعب اليمني العظيم، يجسد هذه السلوكيات يوميا، وذلك واضح للعيان، ولا يحتاجون لتوجيه أو إرشاد، وهو ما أثبته دائما في مختلف المحن والظروف المؤلمة التي مر بها عبر التاريخ.

ولقد كانت المشاهد البطولية التي شاهدها العالم لشباب عدن وغيرها من المدن وهم ينقذون الأهالي وكبار السن من الغرق محط إعجاب وإبهار العالم فهذه هي الروح اليمنية الأصلية، علينا أن نتضامن على المستوى الرسمي والشعبي، مع كل عائلة وأسرة يمنية فقدت أغلى ما لديها وهم يضحون بحياتهم من أجل الحفاظ على الدولة والجمهورية وإسقاط المشاريع الرجعية المتخلفة أيا كانت، لنؤكد بذلك أن الوطن لم ولن يتخلى عن كل من دافع عنه وعن الجمهورية وعن مؤسسات الدولة، وسيقف مع أسرهم وعائلاتهم مهما كانت الظروف والصعوبات.

أيها الأخوات والإخوة:

تعلمون جميعا، أن هذه الحرب لم تكن يوما خيارنا، وحاولنا بشتى الطرق والوسائل تفاديها، حتى وبعد أن أشعلتها المليشيات الانقلابية، عملنا ولا نزال على إنهائها وقدمنا التنازلات تلو التنازلات ولعل آخرها استجابتنا لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن لوقف إطلاق النار في كافة الجبهات وكذلك لمبادرة تحالف دعم الشرعية من أجل التفرغ وحشد الإمكانات والطاقات لمواجهة وباء كورونا المستجد الذي أنهك العالم وزاد من معاناة البشرية.

لكن للأسف الشديد وكعادتها قامت المليشيات الانقلابية بتكثيف عملياتها العدوانية والقتالية في أكثر من جبهة وأطلقت الصواريخ البالستية على الأحياء والتجمعات السكنية في مدينة مأرب مستغلة التهدئة.

وأنا هنا أوجه تحية إجلال وإكبار لكل الأبطال الميامين في جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة المرابطين في جبهات العزة والكرامة والذين يتصدون بشجاعة وبسالة وبصمود أسطوري لكل هذه الأعمال العدوانية والهمجية من قبل مليشيات الغدر والعمالة ويجودون بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية من أجل وطنهم وكرامة وحرية شعبهم، ونؤكد لهم أن التاريخ سيحتفظ بجميلهم هذا وستدرس الأجيال القادمة قصص بطولاتهم وسيفتخر أبناؤهم بهذه الألقاب العظيمة، ألقاب الشهداء وألقاب البطولة والفداء، ونترحم على شهداء الوطن الأخيار، ونتمنى للجرحى الأبطال الشفاء وللأسرى والمختطفين الحرية ونعدهم باقتراب فجر حريتهم.

لقد آن الأوان بعد أن رأى العالم كيف تعاطت ميليشيا الانقلاب الحوثي مع هذه الهدنة أن يدرك المجتمع الدولي حقيقة هذه المليشيات الحوثية الدموية، وأنها مجرد أدوات ودمى تحركها طهران لخدمة أجندتها المشبوهة والمساومة بدماء اليمنيين.

ونجدد التأكيد، أننا لن نقبل أن يكون اليمن العظيم مرتعاً لتلك الأفكار الهدامة أو ممراً خلفياً يعبر منه المتسللون لإقلاق أمن المنطقة عبر وكلاء هنا وهناك يفتقدون روح الانتماء لأمتهم العربية، ويقامرون بحقد طائفي دفين في زمن لم تعد المقامرة فيه إلا صورة جلية للخيانة والغدر.

ومع كل ذلك، نجدد التأكيد أننا سنظل ومن موقع القوة والمسئولية في مربع الايجابية والتعاطي البناء والجاد مع كل الدعوات الصادقة والحريصة لإحلال السلام الشامل والدائم وفق المرجعيات الثلاث، بنية صادقة وحرص أيضا على ثوابت وتضحيات اليمنيين الجسيمة من أجل مستقبل أفضل ووطن نعتز ونفتخر جميعا بالانتماء إليه، لا مجال فيه للاستقواء بالسلاح أو المناطقية أو السلالية، وإقامة دولة اتحادية مدنية عادلة ترتكز على التوزيع العادل للسلطة والثروة.

 

أيها الإخوة والأخوات، يا أبناء شعبنا اليمني الحر والكريم :

في هذه المناسبة الإسلامية العزيزة، اسمحوا لي أن أكرر تقديري وامتناني نيابة عنكم لأشقائنا في دول تحالف دعم الشرعية، بقيادة ملك الحزم والعزم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذين استجابوا لندائنا الأخوي في موقف بطولي وتاريخي في مسيرة التعاضد والتكاتف العربي.

ونجدد العهد والوعد، أن اليمن لن تنسلخ من جلدها العربي لصالح ثقافة دخيلة على شعبنا وتاريخنا.

ختاماً.. أكرر التهنئة لجميع قادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة العظيمة شهر رمضان الفضيل.

وأتمنى صادقا أن يأتي رمضان المقبل وقد استعادت اليمن عافيتها، ويكون الأمن والأمان قد عم ربوع هذا الوطن الغالي علينا جميعا، وهي مناسبة جليلة وعظيمة أن نرفع أكُفنا إلى السماء متضرعين إلى الله جل شأنه أن يجنب اليمن وأهلها شر البلاء والوباء وان يحفظها من كل مكروه وسوء وأن يتقبل صيامنا وينصر شعبنا ويعزز عرى وحدتنا الوطنية ويقوي عزيمتنا وإرادتنا ويجعل شهر رمضان الفضيل شهراً مباركاً للجميع.

وكل عام وأنتم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.