آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

الطفولة في تعز.. هكذا ذبحتها مليشيا الحوثي على نصب المجتمع الدولي

الجمعة 24 إبريل-نيسان 2020 الساعة 04 مساءً / سهيل نت - خاص - محمد يوسف
 

الطفلة وردة محمد، (11 عاما) فقدت والدتها قبل 3 سنوات في قصف لمليشيا الحوثي الإرهابية، ولا زالت حتى اللحظة تتذكر ما حصل لها عندما كانت مع أمها وإخوانها الثلاثة نائمين في منزلهم بمنطقة الشماسي في محافظة تعز.
استيقظت الطفلة وردة يومها في أحد مستشفيات المدينة المحاصرة، ولم تستوعب ما حل بهم، لكنها عرفت أن والدتها قد ذهبت إلى جوار جبار السموات والأرض، وأنها لن تراها بعد اليوم، وأن كارثة قد حلت بدارهم.
يقول والد الطفلة وردة، إنها تصحو بالليل مفزوعة بشكل دائم، وغالبا ما يشرد ذهنها، ولم تعد ترغب بالذهاب إلى المدرسة، ولا تتفاعل مع معلماتها كالسابق، وضعفت شهيتها وقل وزنها.

= صورة لطفلين شهيدين قتلا برصاص مليشيا الحوثي في تعز.

- جرائم مستمرة
قصة الطفلة وردة نموذج لآلاف القصص المأساوية لأطفال مدينة تعز بفعل الحرب والحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية على المدينة منذ 2015م، وسط صمت المجتمع الدولي، بما في ذلك المنظمات المعنية بحقوق الطفل والإنسان.
تستهدف مليشيا الحوثي الإرهابية الطفولة في مدينة تعز، ولازال الأطفال في هذه المدينة اليمنية يسقطون مرارا كضحايا لهذه المليشيات على مرأى ومسمع العالم.
وآخرهم الطفل صابر عبده قائد (10 أعوام)، الذي قتلته مليشيا الحوثي وأصابت شقيقه الأصغر محمد عبده قائد (8 أعوام)، في السابع من شهر أبريل الجاري، أثناء تسلقهم شجرة "ديمن" لقطف ثمارها أمام منزلهم في منطقة "عصيفرة".
لكن قناصة مليشيا الحوثي الإرهابية قطفت روح هذا الطفل الآمن قبل أن يقطف ثمرة الشجرة، وكسرت روحه شقيقة، وهما الطفلان الوحيدان للأسرة، فبأي ذنب تقنص الطفولة في تعز؟

- إحصاءات صادمة
تقول آخر الإحصاءات في محافظة تعز، إن مليشيا الحوثي الإرهابية، قتلت 456 طفلا وجرحت 1325 آخرون، بحسب منظمات حقوقية.
وأصيب نحو 889 طفلا من أبناء تعز بمرض "الصرع"، بحسب إفادة فارس الأثوري، مدير مركز الصرع بالمحافظة، ويعاني كثير من الأطفال في مدينة تعز من التبول الغير إرادي والخوف.
ووصلت الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال في تعز، إلى درجة أنها استخدمت أطفالا في مهام عسكرية وأمنية، وأرسلتهم إلى مواقع وجبهات صراع كانتهاك صارخ لبراءة الطفولة.
وكلفت أطفالا بمهام خطرة من قبيل التجسس وتصوير مواقع تابعة للجيش اليمني والمقاومة الشعبية، بحسب شهادات موثقة لأطفال تم القبض عليهم وهم يمارسون هذه المهام لصالح مليشيا الحوثي، ومنهم الطفل مهند أمين (12 عاما)، من أبناء مديرية التعزية.

- الحرمان من اللعب
وامتدت يد الإرهاب الحوثية إلى المدارس، حيث حرم الكثير من أطفال تعز من التعليم كحق أساسي خلال خمس سنوات من الحرب والحصار الحوثي، وهي المدينة التي اشتهرت وعرفت بالعلم والثقافة.
ويقدر مدير مكتب التربية والتعليم في تعز، عبدالواسع شداد، بأن ما نسبته 14% تقريبا من أطفال المحافظة قد تركوا مقاعد الدراسة نهائيا بسبب الحرب والحصار.
ووصل الإرهاب الحوثي والانتهاكات إلى حد حرمان أطفال مدينة تعز من اللعب والحدائق، فكل الحدائق والمتنفسات الخاصة بمحافظة تعز كانت واقعة في منطقة "الحوبان"، شرق المدينة.
وبفعل الحصار الحوثي الجائر على مدينة تعز لا يستطيع أطفال تعز الوصول إلى هذه المنطقة من أجل اللعب والتنزه كبقية أطفال العالم، وربما تمر طفولة الكثير منهم وهم لم يزورون حديقة، ولم يعرفون متنزها.
انتهاكات حوثية لا تحصى تطال الأطفال في تعز، وهي انتهاكات، رغم بشاعتها، لا تراها الأمم المتحدة، ولا مبعوثها الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، ولا منظمات دولية تزايد بحقوق الأطفال، وغيرهم ممن أثبتوا انحيازهم التام لمليشيا إرهابية تمارس إجراما غير مسبوق في تعز.
= صورة لطفل بترت قدماه بانفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي في تعز.