آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

أطباء بلا حدود: كارثة بدأت تتكشف بالمركز الوحيد لعلاج كورونا في عدن

الخميس 21 مايو 2020 الساعة 04 مساءً / سهيل نت

قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن عدد الوفيات الواقعة في مركز العلاج الوحيد لمرضى "كورونا"، الذي تديره المنظمة، في عدن، يعكس وجود كارثة أوسع نطاقا في المدينة، بدأت تتكشف فصولها الآن.

وأفادت أطباء بلا حدود، في بيان لها، اليوم الخميس، أنه لا بدّ للأمم المتحدة والدول المانحة أن تبذل المزيد من الجهود بسرعة للمساعدة في الاستجابة.

وقالت المنظمة إنها استقبلت في المركز الذي تديره في عدن 173 مريضاً، لقي على الأقل 68 منهم حتفهم، مشيرة إلى أن العديد من المرضى يصلون إلى المركز وهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مما يجعل إنقاذ حياتهم مهمةً صعبةً، ويشير إلى أن في منازلهم مصابون آخرون.

وأضافت "هذا وتُظهر إحصائيات الدفن الحكومية أن الكثير من الناس يموتون في منازلهم، وتكشف أيضاً أن 80 شخصاً توفوا كل يوم في المدينة خلال الأسبوع الماضي، بعدما كان المعدل المعتاد في فترة ما قبل انتشار المرض 10 حالات وفاة يومياً".

وأوضحت أطباء بلا حدود "أمّا المؤشر الآخر الذي يدل على مدى انتشار وباء كورونا، فهو عدد المتخصصين في الرعاية الصحية الذين يتلقون العلاج في المركز، إلى جانب العدد الكبير من موظفينا المرضى أيضاً".

وقالت مديرة عمليات أطباء بلا حدود في اليمن كارولين سيغين، "إن ما نراه في مركز العلاج الذي نُديره هو مجرد غيض من فيض، من حيث عدد الأشخاص الذين يُصابون ويموتون في مدينة عدن".

وتابعت "يلجأ الناس إلينا لنُنقذهم بعد فوات الأوان، ونحن نعلم أن آخرين كُثر لا يأتون على الإطلاق، يموتون ببساطة في المنزل، هذا الوضع يفطر القلب".

وأضافت "تحتاج الأمم المتحدة والدول المانحة إلى بذل المزيد من الجهود وبشكل فوري، ليس فقط من أجل عدن، بل من أجل اليمن بأسرها".

وقالت مدير عمليات أطباء بلا حدود فيث اليمن، إنه يجب تأمين الأموال لدفع أجور العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما يجب تزويدهم بمعدات الوقاية الشخصية اللازمة للحفاظ على سلامتهم.

مشيرة إلى أن اليمن بحاجةٍ ماسةٍ أيضاً إلى المزيد من مكثفات الأوكسجين لمساعدة المرضى على التنفس، وأن على السلطات المحلية أن تبذل كل ما في وسعها لتسهيل عمل المنظمات الدولية - مثل منظّمة أطباء بلا حدود - التي تتعاون معها للتصدي للفيروس وضمان دخول الإمدادات الطبيّة والموظفين الدوليين لدعم الفرق في الميدان.

وتضيف سيغين، "إن المستوى المرتفع للوفيات التي نراها بين المرضي في اليمن يعادل مستويات وحدات العناية المركزة في أوروبا، غير أن الأشخاص الذين يموتون هم أصغر سناً بكثير ممن يموتون في فرنسا أو إيطاليا، إذ أن معظمهم رجال تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً".

وتطرقت منظمة أطباء بلا حدود، إلى أن عدن كانت تعاني مسبقاً، قبل وصول وباء "كورونا"، من نظام رعاية صحية شديد الهشاشة بسبب الحرب القائمة منذ خمس سنوات في اليمن، بينما تفتقر السلطات إلى وسائل الاستجابة بالشكل الصحيح للجائحة، لأنها لا تملك المال لدفع أجور الموظفين، وهي غير قادرة على توفير سوى عدد قليل من معدات الوقاية الشخصية وأقل بعد من المواد اللازمة لإجراء الاختبارات، وبالتالي لا يمكن معرفة العدد الدقيق لحالات الإصابة.

تظهر على المرضى الذين يموتون أعراض فيروس "كورونا"، ومع ذلك، فإن أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك وشيكونغونيا متوطنة في مدينة عدن، إلا أنه لم يسبق أن يسفر عنها هذا العدد الكبير من الوفيات في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة.

وقالت مديرة عمليات منظمة أطباء بلا حدود في اليمن "تُغلق المستشفيات أبوابها في الأرجاء الأخرى من مدينة عدن أو ترفض مرضى معيّنين، لأن الموظفين يفتقرون إلى معدات الوقاية الشخصية للحفاظ على سلامتهم، ما يجعلنا قلقين للغاية بشأن الآثار السلبية لهذا التفشي على أنواع أخرى من الأمراض".

واختتمت سيغين، تصريحها بالقول "نحن نفعل كل ما في وسعنا، ولكن مواجهة فيروس "كورونا" بمفردنا مستحيلة، من غير الأخلاقي أن يترك العالم عدن وبقية اليمن وحدهما في وجه هذه الأزمة".