آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

‏تخادم مفضوح بين مشروعين قذرين.. تسويق تقسيم اليمن بدعوى القضاء على الإمامة

السبت 20 أغسطس-آب 2022 الساعة 11 صباحاً / سهيل نت - خاص

قاومت اليمن ببسالة رجالها من شرقها إلى غربها وجنوبها إلى شمالها، على مدى عقود من القرنين التاسع عشر والعشرين الاستعمار الأجنبي والكهنوت الإمامي اللذين تسببا في تشطير الوطن.

ليتم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990 بعد أن أسقطت ثورتا 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر الخالدتين 1963، الاستعمار البغيض والإمامة الكهنوتية ضلعي التشطير، ومخلفاتهما، فتحقق حلم السنين والتم شمل الأسرة اليمنية الواحدة في تتويج لنضال الأحرار على مدى عقود من الزمن.

ومؤخرا أطلت رؤوس مخلفات الإمامة والاستعمار بأجندات خارجية مشبوهة، محاولة النيل من وحدة الوطن بذرائع أخطاء النظام الحاكم، وبذات الأساليب التي استخدمها الاستعمار البريطاني في القرن العشرين، ومنها مشروع ما أسماه "اتحاد إمارات الجنوب" و"الجنوب العربي".

- وطن يتمزق وجماعات تنهش

وردا على رؤوس مخلفات الإمامة والاستعمار التي باتت تطل بأجندات خارجية مشبوهة، يقول عضو مجلس الشورى الشيخ صلاح باتيس، إن الشعب اليمني العظيم واليمن الاتحادي الكبير أقوى وأكبر من كل مشاريع الإمامة والتمزيق والعصبيات المنتنة وعصي عليهم مهما وجدوا من داعمين ومهما كانت انتفاشتهم، مضيفا: "وإن غدا لناظره قريب‎".

من جهته، قال وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، إن "تقسيم الجمهورية اليمنية التي يعترف بها العالم كله هدية كبرى لإمامة صنعاء التي لم يعترف بها أحد حتى اليوم، سيكون التقسيم تثبيتاً للإمامة وباباً لاعتراف العالَم بها، حينها لا أنتَ حافظت على اليمن الكبير ولا أنتَ استرجعت الجمهورية، حاول أن تفهم قبل أن تندم، حافظ على الموجود كي تسترد المفقود".

أما عضو مجلس النواب محمد مقبل الحميري، فقال إن القضية ليست قضية مؤتمر أو إصلاح ولا قضية جماعة بعينها أو حزب، القضية الأساسية والطامة الكبرى وطن يتمزق وجماعات تنهش ومناطقية تتعالى ونعرات تكبر وتُغذى داخليا وخارجيا ومكر في الليل والنهار.

وأضاف الحميري: "اصحوا يا ناس واصطفوا مع الوطن وانبذوا ما سواه، فالوطن ليس حزباً يعوض أو ينشأ حزب بديل عنه، الوطن لا بديل له إن فقدناه، فلا نكون أغبياء نساهم في قتله نكاية بزيد أو عمرو".

وكتب سفير اليمن لدى الأردن علي العمراني، قائلا "هناك من يرتب ويحشد ويدفع نحو تمزيق وتقزيم اليمن مع سبق إصرار وترصد لا تخطئه العين، وهناك عملاء محليون رخيصون وجاهزون يبيعون بثمن بخس، مع أن الأوطان لا تباع بأغلى الأثمان، ومثل أولئك الرخيصين يتواجدون في كل الأمم والشعوب وعبر العصور.

وأضاف العمراني: "من يقف مع الشعب اليمني ومع وحدته وسلامة أراضيه قولا وعملا، في هذه الظروف، فهو الأخ الحقيقي والصديق المعتبر الوفي، الذي يستحق الشكر والامتنان أبد الدهر، ومن يسند تقسيم اليمن وتمزيقها، صراحة أو ضمناً، فقد اختار أن يكون عدوًا لليمن واليمنيين، وإن تظاهر بالمودة والصداقة والاحترام، والتاريخ يسجل، والغضب يتعاظم، والأيام دول".

مؤكدا أن وحدة اليمن منوطة بكرامة اليمنيين وشرفهم وكبريائهم الوطنية ونضال أحرارهم، وأي عمل ينال من وحدة اليمن وسلامة أراضيه فهو عمل عدائي مقيت، ينال من شرف اليمنيين وكرامتهم وكبريائهم، ولذلك لن يقبلوه، موضحا أن وحدة اليمن آخر قلاع الكرامة والشرف اليمني.

- هزيمة الإمامة بالحفاظ على الوحدة

الدكتور فيصل علي، قال إن "وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه" بنفس هذه الصيغة أتت القرارات الدولية المتعلقة بالجمهورية اليمنية، واليوم نسمع البعض يتحدثون عن تقسيم البلاد بكل خفة، ويعتبرون هذه الخفة وجهات نظر ويحتشدون لأجل إقناعنا بأن هذا الهذيان وجهات نظر، المسألة لا تتعلق بالعمالة بقدر ما تتعلق بالضحالة والعدامة والقفالة".

وأضاف: "ما الداعي للاستماتة في تبرير الخطيئة والجرائم الجسيمة والخيانة الوطنية، كما أن القبول نظرياً بفكرة تمزيق الجمهورية يساوي القبول بفكرة الهاشمية السياسية"، مشيرا إلى أنه لا مليشيا الحوثي الإيرانية في صنعاء تمثل الشمال، ولا المليشيات المناطقية في عدن تمثل الجنوب، ولا العصابتين معا تمثلان الجمهورية اليمنية.

في السياق، قال الصحفي علي الفقيه، "من كان يطرح أنه بالإمكان هزيمة الإمامة دون الحفاظ على يمن موحد فهو أحد شخصين إما غبي مغيب الوعي، أو شاقي باليومية، أما التاريخ والمنطق فيقولان لنا إن اليمن لن تنتصر على مشروع الإمامة إذا ما كرست مشاريع التمزيق والتفتيت وتسيدها "أمراء طوائف" فما كانوا دوماً إلا نُذُر النهايات".

إلى ذلك، خاطب الناشط عبدالله شروح، دعاة التمزيق، بالقول: "تنطلق مقاربتكم لمسألة الوحدة من أرضية أن هنالك، ليس حالياً فقط وإنما دائماً وأبداً: أي قبل الوحدة اليمنية وبعدها، أن هنالك جنوباً وشمالاً، تُسقطون الوحدة كحقيقة تاريخية وتسقطون معها مشروعية الدولة اليمنية بصيغتها الحالية المعترف بها دولياً والتي تكتسب المؤسسات التي يفترض بها تمثيلنا جميعاً مشروعيتها منها".

مؤكدا أن الوحدة كثابت وطني لا تزال قائمة قانوناً كما لا تزال هنالك الأدوات الكافية لحفظها وصيانتها إن صحّ منّا العزم والانتماء وتوقفنا عن إتباع رغبات خارجية، مضيفا: "وفقاً لمنطقكم القائم على أساس الوجود الواقعي لشمال وجنوب، ودعوتكم أبناء الشمال القيام بواجب تحرير بقعتهم الجغرافية بمعزل عن أبناء الجنوب الذين ترون لهم الحق في الانفصال بجغرافيتهم وهمومهم".

وتابع: "وفقا لمنطقكم هذا، لا يمكن استعادة الجمهورية في الشمال لأنه وفق هذا التقسيم فما من أرضية صالحة للانطلاق نحو هذا التحرير الذي تدعون إليه من تسمونهم أبناء الشمال"، مشيرا إلى أن "أغلب هذه الأصوات من المحافظات الشمالية ولكنهم حالياً خارج اليمن، وهذا يقول الكثير في الحقيقة".

من جهته، قال الباحث محمد صلاح، "إذا كنا نرفض الإمامة لأنها تقوم على التفضيل، والاصطفاء لمجموعة من الشعب على بقية أبناء اليمن، فإن دعاة الانفصال ومن يؤيدونه لا يختلفون عنهم، إذ يفضلون منطقة على أخرى، وجماعة على غيرها".

مضيفا: "إن الجمهوري الصادق هو ذلك الذي لا يفضل صنعاء على عدن، ولا يفضل تعز على صنعاء، ولا منطقة على منطقة، بل يسعى للحفاظ على اليمن كيانا واحدا، غير مجزأ".

وأشار صلاح، إلى قول الفيلسوف الفرنسي مونتيسكو "إن الجمهورية هي الوطن"، مؤكدا أن الجمهوري الصادق هو من يرى اليمن بأكملها، سهولها وجبالها، أوديتها وصحاريها، وطنا واحدا تحت راية العلم الجمهوري والنظام الجمهوري، لا تدنسه أذيال الإمامة، ولا شراذم التمزيق.

- الإمامة والتقسيم وجهان لعملة واحدة

الكاتب والباحث نبيل البكيري، يقول إن ما يجري في شبوة من قبل الأدوات الرخيصة لا يقل خطورة على اليمن الكبير الذي عرفناه من مشروع الإمامة القذرة في صنعاء، تصفية الأبطال الذين كانوا سدا منيعا أمام مليشيات الحوثي والمليشيات المناطقية، لا يمكن أن يمر بحجة التوافقات.

وأضاف البكيري، أن الإمامة والتقسيم وجهان لعملة واحدة هي يمن متخلف وممزق وضعيف يتحكم به الخارج وأدواته الرخيصة في الداخل.

من جانبه، أكد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن الذين يقفون مع طموح وأحلام الانفصاليين، على اعتبار محاربة الحوثي أولوية، هم أنفسهم بالأمس كانوا يقولوا لنا "الحوثي مننا وفينا والخوف من جماعة الانفصال".

مضيفا: "بدون راية الدولة الواحدة ستقضم المشاريع الصغيرة اليمن من كل الاتجاهات، وسيتحول البلد إلى بؤرة فوضى تهدد أمن الإقليم والعالم".

ويقول المحلل العسكري علي الذهب، إن "‏شماعة حزب الإصلاح"، مكنت الإماميين الكهنوتيين من شمال البلاد، والشماعة ذاتها تحاول تمكين الانفصاليين من الجنوب، وفي كلا الحالين تمكين لأهداف القوى الاستعمارية".

مستطردا: "كذلك، في كلا الحالين نجد الوجوه القبيحة ذاتها التي تؤدي المهمة القذرة، وتشجع عليها، ‏تخادم مفضوح بين المشروعين القذرين، الكهنوتي والانفصالي، وبينهما القوى الاستعمارية، وخدام كل هذه الشرور، من رخاص القوم، لن تمروا، فللبلاد رجال، والمعركة طويلة".

‎ويؤكد رئيس دائرة الإعلام في إصلاح محافظة تعز أحمد عثمان، أن "‏الوعي والإرادة يصنعا جناحي القوة الشعبية المتمثلة بالوحدة والديمومة، أعني ديمومة النضال، فتخسر قوى الهيمنة ورقتي الفرقة واليأس كأهم أوراق قوة لديها ومعهما تسقط ورقة الخوف والنسيان، ويرتفع لدي الشعب ، قوة شعارها: أنا لا أنسى أنا لا أخاف".

ومها حاول العملاء، فلن يتوقف نضال الأحرار الذين سطروا بالأمس هدف إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في طليعة أهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة، وصولا لإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 وقيام جمهورية اليمن في الشطر الجنوبي من الوطن.

وكما ظل الأحرار هناك يرفعون شعار "على طريق تحقيق الوحدة اليمنية" في كل فعالياتهم حتى توقيع اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989 وإعادة تحقيق الوحدة وإعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو عام 1990، سيظل أحرار اليوم يرفعون أصواتهم ضد كل مشاريع التقسيم القذرة.

فالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والحفاظ عليهما ثابت من الثوابت التي لا تتغير بمرور الزمن وتعاقب الأنظمة، ولا تسمح الشعوب بأي حال من الأحوال المساس بها أو اقتراب محاولات العبث منها، وتعد ذلك الفعل خيانة عظمى وجريمة كبرى، وكل الدول تقاوم بكل قوة أعداء الوطن الذين يسعون للنيل من وحدتها وسلامة أراضيها.