آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

الانتهازية الحوثية ماركة مسجلة.. استغلال القضية الفلسطينية للتكسب والسيطرة

الجمعة 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 الساعة 04 مساءً / سهيل نت - خاص

لطالما تحدثت مليشيا الحوثي وإيران وأذرعها في المنطقة العربية، عن نصرة القدس وفلسطين، حتى أتت حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من شهر، فلم تحرك طهران وأذرعها ساكنا سوى من بعض الاستعراضات الجوفاء عديمة الأثر في الواقع.

ويرى سياسيون وناشطون، أن ما تقوم به المليشيا الحوثية ليس سوى مسرحية هزلية وادعاءات غير حقيقة للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، مشيرين إلى جوانب التطابق في السلوك العدواني والتنسيق بين الاحتلال الإسرائيلي والإمامة منذ أربعينيات القرن العشرين.

وأكدوا أن مليشيا الحوثي وإيران وأذرعها كعادتهم يرفعون شعارات ضد أمريكا وإسرائيل، فيما يواصلون عدوانهم على اليمنيين وتهديداتهم للدول العربية بأن يكون الانتقام من إسرائيل بالاعتداء على اليمنيين والعرب والمسلمين.

- تناغم حوثي مع المفهوم الاسرائيلي

سفير اليمن في بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان، علق على تطابق سلوك ومنهج مليشيا الحوثي والاحتلال الإسرائيلي بقوله "الطيور على أشكالها تقع"، موضحا أن إسرائيل ظلت تتحدث عن السلام على نحو لم يقدم أي دليل على أنها تقيم وزناً للمعنى الحقيقي للسلام، أي السلام الذي يعني فيما يعنيه تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس، وعوضاً عن ذلك راحت تفسر السلام على أنه تطبيع الأوضاع مع الدول العربية مع بقاء القضية الفلسطينية دون حل.

مضيفا: "وعلى هذا النهج يسير الحوثي في تطبيق مفهومه للسلام حيث يصر على أن السلام الذي يسعى إليه لا صلة له بالمشكلة اليمنية التي فجرها بانقلابه على الشرعية الدستورية وعلى التوافق السياسي الوطني وإدخال البلاد في أتون حرب مدمرة، وإنما بتطبيع علاقاته مع دول الجوار وإقناعهم بانقلابه، ويسجل بذلك تناغماً مع المفهوم الاسرائيلي للسلام يستدل منه على تخادم في الموروث الثقافي - السياسي الذي يتحرك من بؤر حقنت بالدم، ولا ترى لنفسها حضوراً في هذه الحياة إلا بالدم، ولا ترى السلام إلا عنواناً مضللا لحقيقة أنها لا تعيش إلا بالدم".

المستشار الرئاسي عبدالملك المخلافي، أكد أن الانتهازية الإيرانية ماركة مسجلة لها حيث تستغل القضية الفلسطينية للتكسب، وتعزيز النفوذ والسيطرة والتوسع في المنطقة والدفاع عن نظام الملالي دون استعداد لدفع أي أثمان لما تحققه من تكسب من هذه القضية العادلة.

مضيفا: "أما اتباع إيران وأدواتها في المنطقة الذين تحركهم وقتما تشاء لتحقيق أهدافها، فهم لا يقلون عنها انتهازية واستغلالا للقضية الفلسطينية العادلة، والذين يرفعون الموت لأمريكا والموت لإسرائيل فشعارهم فقط من أجل السلطة والاستبداد والموت لليمنيين، لك الله يا غزة، لك الله يا فلسطين".

أما رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد، فأوضح أنه "عندما كان الهدف بلح مأرب حاولت إيران بكل ما تملك لإسقاط هذه المدينة الصامدة، لكن حين كان زيتون القدس، تولوا يوم الزحف، وقالوا: اذهبا وربكما فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"، مضيفا: "ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا، عندما يأتي دور إيران لن تجد من يدعمها حتى بهاشتاج".

وتابع: "هكذا محور المقايضة يبيع بالتقسيط، خسر شعبيته بعد 2006 بدماء السوريين واليمنيين والعراقيين، وها هو لم ينتهز فرصة استعادة ثقة الشارع العربي فيه، وغدا سيبيع ميلشياته من الحوثي إلى حزب الله وحتى الحشد الشعبي لأمريكا مقابل منع الفوضى داخل نظام الحرس الثوري، زمن العنتريات لم يتبق منه إلا الإصبع والخاتم وصراخ نصر الله والحوثي، فهذا زمن أبو عبيدة عند العرب".

ولفت رئيس مركز أبعاد، إلى أن "حرب مليشيا الحوثي على مأرب ستكون مؤشرا واضحا للانكسار والتراجع والشعور بخيبة الأمل بسبب فقدان حلفاء إيران لشعبيتهم في الشارع مع فشلهم الذريع في تقديم نموذج يتلاءم مع الشعارات المهددة لأمريكا وإسرائيل في وقت الأمة تنتظر منهم عملا عسكريا مناصرا للفلسطينيين في غزة، ولذلك سيهرب الحوثي من حالة الانهيار والضغط الشعبي إلى الحرب على اليمنيين".

- الصهيونية عقيدة وسلوك وممارسات

الإعلامي عبدالله إسماعيل، كتب قائلا: "ناطق الحوثيين قال إنهم أصابوا مناطق هامة وحساسة وسرية في عمق الكيان الصهيوني، ومن حساسيتها وسريتها الحوثيون أنفسهم مش عارفين أين هي هذه المواقع"، وأضاف: "الأبطال في غزة يطلقوا صاروخ ويذكرون إلى أين اتجه وما هدفه، وشذاذ الآفاق الحوثيون يكذبون والخضعان "الأغبياء" يصدقون".

وعدد إسماعيل، عشر محطات تكشف التعاون الإسرائيلي الإمامي في اليمن، قائلا: "حتى لا ننخدع بكذبة العداوة بين المشروعين "الإمامي والإسرائيلي"، وذكر أن من هذه المحطات عملية "بساط الريح" بين الإمام أحمد وإسرائيل عام 1949 حيث دعم الإمام إسرائيل بقرابة 50 ألف يهودي يمني، فيما نفذت إسرائيل خلال الأعوام 1964 و1967 ثلاث عمليات مساندة للإمام البدر بالأسلحة والذخائر والمواد الطبية أطلق على هذه العمليات "الدوربان ومانجو والصلصة".

موضحا أن إسرائيل أنشأت مركزا في تل أبيب لاستقطاب اليهود للقتال إلى جانب الإماميين في اليمن واستقطبت أكثر من 15 ألفا من المرتزقة الأجانب للقتال مع مسلحي البدر والحسن، ونفذت إسرائيل أيضا إنزالا مظليا لحوالي 400 إسرائيلي من أصل يمني لدعم البدر ابن الإمام أحمد.

وبين الإعلامي إسماعيل، أنه بعد سيطرة مليشيا الحوثي الإمامية على صعدة عام 2007 نفذت المليشيا أول عملية تهجير ليهود آل سالم، بعدها تم نقل 200 يهودي إلى إسرائيل، وبعد سيطرة المليشيا الحوثية على صنعاء نفذوا ثاني عملية تهجير لعدد 19 يهوديا إلى إسرائيل في مارس 2016 عبر عملية سرية ومعقدة.

وذكر بأن مليشيا الحوثي أسقطت كفالة أكثر من 3 آلاف يتيم فلسطيني و350 أسرة فلسطينية كانت تكفلهم جمعيات تعمل في اليمن أبرزها جمعية الأقصى، مضيفا: "ومن أبريل 2015 وحتى ديسمبر 2016 أغلقت مليشيا الحوثي جميع الجمعيات العاملة لفلسطين وسكنات الطلاب الفلسطينيين واختطفت مشرفيها"، وأوضح أنه في فبراير 2019 احتلت مليشيا الحوثي منزل الشهيد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين السابق بعد أن ظل لعقود في مأمن.

الإعلامي أحمد المسيبلي، قال إن مليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية تستغل أحداث غزه وتدشن حملات تجنيد جديدة في صفوف الأطفال بذريعة نصر فلسطين بينما هم سيذهبون بهم إلى محارق الموت في غزواتهم الإرهابية لقتل اليمنيين، مضيفا: "هؤلاء الإرهابيون لن يتوقفوا عن نهب اليمنيين أموالهم وأولادهم وكرامتهم يستغلون كل شيء لقتل اليمنيين بعناوين مختلفة كاذبة ومزيفة".

وتطرق إلى الفيديوهات التي ادعت مليشيا الحوثي أنها لإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، وكشفت مواقع يمنية أنها تفحصت تلك الفيديوهات واتضح أنها قديمة، بتأكيده أنه لا صحة لقصف الحوثي أي مكان في إسرائيل، وقال: "يا حوثيين فضحتمونا أمام العالم كفاية كذب ودجل وتمثيل وتزييف، والله عيب اليمنيون ليسوا هكذا".

وأضاف المسيبلي، "خلاص قلتم عدوان وضحكتم على الشعب ثمان سنوات وقتلتم مئات الآلاف وكملت كذبة العدوان، وقلتم الموت لأمريكا الموت لإسرائيل وأيضا كملت الكذبة طلع الموت فقط لليمنيين، الآن تكذبون أمام العالم وفي وضح النهار بصور وأفلام تقولون إنكم قصفتم إسرائيل وكلها كذب وزيف ودجل وكل ذلك عشان تنهبوا وتقتلوا اليمنيين، والله سمعتكم صارت جيفة نتنة ومن العيب تقولوا إنكم يمنيين لأن اليمنيين أهل صدق ونخوه ورجولة وشرف".

من جهته، قال الناشط الحقوقي همدان العليي: "ما أسهل الخرط والكذب على الخضعان "الأغبياء"، أي واحد في القرية اليوم يقدر ينشر خبر يقول فيه بأنه أرسل صواريخ إلى المريخ عادي، فيه ناس يصدقوا، تقول العرب لكل ساقطة لاقطة، ومش شرط توصل هذه الصواريخ أو لا تصل وتحقق أهداف أو لا تحقق مش مشكلة، المهم وجود فريق من الأتباع والمنتفعين "إعلام تابع للسلالة" يصفقون ويزمرون لهذه الخرطة "الكذبة"، وخضعان يصدقون ويباركون ويهتفون".

أما الناشط مانع المطري، فقد أكد أن الصهينة عقيدة وسلوك وممارسات، ومنها ادعاء الحق الإلهي، قتل الأطفال والنساء، قصف مخيمات النزوح، تدمير المساجد ودور العبادة، استهداف مؤسسات التعليم والبنية التحتية، مصادرة الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة، موضحا أن هذه الأعمال ترتكبها إسرائيل ومليشيا الحوثي، مضيفا: "الحوثة صهاينة اليمن".