آخر الاخبار

الرئيسية   محليات

كانت أسرته في طريقها لزيارته وكان هو في طريقه إلى الشهادة..
حكاية استشهاد المهندس حسام السمدة ووصيته الحزينة

الإثنين 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 08 مساءً / سهيل نت - متابعات / العاصمة أونلاين
 


كانت أسرته في طريقها لزيارته وكان هو في طريقه إلى الشهادة.. حكاية استشهاد المهندس حسام السمدة ووصيته الحزينةالشهيد حسام السمدة


كانت والدته وزوجته وابنته- ذات الشهرين ولم يرها بعد- في الطريق إلى زيارته ولقياه في محافظة مأرب، وكم كان الشوق يحدو جميعهم بأنهم سيلتقون، بعد أن باعد بينهم إجرام المليشيا.

يكاد قلب الأم أن يطير من بين جوانحها ليرفرف فوق فلذة كبدها ويعانق فؤاد أبيه، زوجته تضاحك رضيعتها وتتمتم لها بأن أباها سيشتمها ويعانقها أخيرا..

لم تكن تعرف الأم والزوجة وطفلته أن الزيارة لن تكون للم شمل الأسرة والاستقرار كما هو مخطط له من قبل فقد كان القدر على موعد مع الشاب التقي الأريب المثقف البطل حسام عبد الخالق السمدة، فقد ارتقى شهيداً في جبهة نهم، قبل ثلاثة أيام في مواجهات مع ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح ولن تراه والدته وزوجته وابنته إلا شمساً حجبتها الغيوم.

ترك حسام، الدنيا وهو خريج كلية الهندسة الكيميائية بجامعة حضرموت، وخبير في التنمية البشرية وترك عمله الذي كان يدر عليه ربحاً وفيراً كل شهر ليلتحق بركب المقاومين المناهضين لإجرام المليشيا القادمة من مجاهل التاريخ.

ومن بين أقرانه والآلاف من أصدقائه محبيه انتقاه الله واصطفاه شهيدا مقبلاً غير مدبر.

وصية الشهيد

ومن أعالي جبل الصافح بمديرية النهم، كتب الشهيد البطل وصيته –الذي حصل عليها العاصمة أونلاين- في اليوم الثاني من سبتمبر المنصرم، استهلها بالتذكير بأهمية ثورة فبراير العظيمة، الذي قال عنها "ثرنا من أجل "يمن جديد" تكون فيه الدولة والرئاسة لخدمه الشعب لا الشعب في خدمتهم، يمن يحفظ لنا حقنا في العيش الكريم".

وخاطب الشهيد والده عبدالخالق، وهو الأكاديمي المعروف، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، قائلا: منذ أن كنت طفلاً وأنا لا أخطو خطوة ولا اعمل عملاً الا وأراعي فيه شيئين: إرضاء الله عز وجل ثم رضاك وما هدفي في هذه الدنيا ومناي الا رضى الله ورضاك، حاولت وما زلت احاول ان اجعلك دائما فخورا بولدك البكر وانا أعرف كم أن هذا صعب فصاحب النفس العظيمة لا يرضى بصغائر الأمور ولو كانت من ابنه.

أما وصيته لزوجته فقال: بكل نفس أتنفسه، أحبك وسيبقى حبك رفيقا لي في حياتي ومماتي فلتواصلي حياتك، ولا تجعلي من موتي نهاية الدنيا فما يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا وكفى.

وفي ختام وصيته الحزينة والمليئة بمعاني التضحية والاقدام، فقال: لا شيء في هذه الدنيا أبدا أتحسر عليه، سوى انني سأذهب ولم أكحل عيني برؤيتك قط وانتِ التي كم حلمت بتقبيلها وضمها الى صدري، واليوم هو اليوم السابع على مجيئك الى هذه الدنيا، وما يؤلم قلبي هو انني لست بجانبك اهمس في أذنيك (الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمد رسول الله) ولكن حسبي يا ابنتي يا قطعة من قلبي أني ما ابتعدت عنكِ إلا من أجلها وفي سبيلها فلتغفري لأباك ولتسامحيه.

كما حث الشهيد أقاربه بأن يكون لطفلته "مكتبة خاصة" ويخصص لها جزء من راتبه فهي إن عاشت بين الكتب واحبت القراءة ستدرك معنى أن يكون أبوها شهيدا بإذن الله. ووصيتي لنبض أيضا ولتبلغوها عني (لتقرأ ثم تقرأ ثم تقرأ) .

مشاركة