آخر الاخبار

الرئيسية   محليات

بن دغر: لا نريد إبادة الحوثيين والتخلي عن السلاح شرط انضمام «الانتقالي الجنوبي» للمشهد السياسي

الخميس 08 مارس - آذار 2018 الساعة 09 مساءً / سهيل نت - متابعات

   

قال رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر اليوم الخميس، إن الحكومة اليمنية لا تريد إبادة الحوثيين، كما يشيع البعض، ولا تريد إقصاءهم من العملية السياسية مطلقاً.

 

وذكر بن دغر الذي يزور القاهرة مؤخراً لإجراء عملية جراحية عاجلة، إن الحكومة الشرعية لا تريد أن تقصى أحدا من العملية السياسية، والجميع لهم أدوار إذا تخلوا عن السلاح والقتل ولغة الدماء.

 

وأضاف في حديثه لصحيفة «اليوم السابع» المصرية، إن الحكومة تريد من الحوثيين أن يتفهموا ما أحدثوه من خراب وقتل باليمن وتدمير البنية الاقتصادية والتحتية لليمن.

 

وتابع «نحن لا نستبعد الحل السياسي، ولكننا مستمرون في مواجهة الانقلاب الحوثي عسكريا، وقد عرضنا على الحوثيين خلال جولات جنيف 1 وجنيف 2 والكويت أيضا الحلول السياسية، وتم الاتفاق على وثيقة حظيت بمباركة المجتمع الدولي والعربي، والحكومة الشرعية وقعت عليها والحوثيون أنفسهم وافقوا عليها شفهيا، ولكن عادوا وانقلبوا عليها مثلما انقلبوا على ما قبلها لأن الحوثيين قرارهم من طهران».

 

وأشار إلى أن المبادرة تنص على الانسحاب من صنعاء ومن جميع المدن المسيطرة عليها وعودة الشرعية للعاصمة لأنها منتخبة من الشعب اليمنى، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية.

 

وقال نؤكد على «أن الحلول السياسية شاء الحوثيون أم أبوا سيقبلون بها لاحقا، وهي الحلول التي تتوافق مع مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية التي حملت خارطة طريق واضحة تؤدى لسلام شامل وقرار مجلس الأمن 2216 وخارج هذه المرجعيات لا أتصور أن تكون هناك مخارج سياسية عادلة لكل فئات الشعب اليمنى».

 

ومضى قائلاً، إنه ننتظر إدانة دولية واضحة وتحركاً أممياً تجاه التوغل الإيراني.

 

وقال رئيس الحكومة إن التخلي عن السلاح شرط انضمام «الحراك الجنوبي» و«المجلس الانتقالي» للمشهد السياسي اليمني، ونبذ العنف أولوية.

 

وحول حزب الإصلاح، قال بن دغر إنه سيظل جزءا من السلطة كإحدى كتل الأحزاب المؤيدة للشرعية وعاصفة الحزم.

 

نص الحوار:

في البداية هل يمنكم اطلاعنا على الأوضاع الحالية باليمن؟

هناك معركة مستمرة يخوضها أبناء اليمن والعرب، يقفون موقفا طيبا فيها، وهذا يدل أن المعركة ليست يمنية خالصة بل عربية أيضا، من أجل الأمن القومي العربي في مجمله، ولن نقبل بأن تهزمنا إيران وجماعتها الحوثية أو تفتت وحدتنا، فعلينا جميعا كعرب أن نتوحد على موقف واحد وهو ألا تترك اليمن فريسة لأحد.

وأؤكد أن هناك تقدما في المناطق التي تحررها قوى الشرعية، وإن كان يبدو تقدما بطيئا، لكنه يحدث على الأرض، ونعتبر مأرب جبهة صد قوية وأهلها قاتلوا ضد الحوثيين بقوة، ونحن نتألم لأي مواطن يمنى يسقط في هذه المواجهات ولكن الوطن واستقراره هو الهدف الأكبر لنا.

اليمن وسوريا والعراق وفلسطين تمر بفترة شديدة الحساسية.. كيف تقيم دور مصر في تلك الملفات بشكل عام؟

مصر هي قلب الأمة العربية وقاطرة الوطن العربي، فإذا صلحت الأوضاع بها صلحت في باقي الوطن العربي، كلنا نتأثر بما يجرى في مصر سواء في الحياة الاجتماعية أو السياسية، النماء والتطور بها يؤثران على الدول العربية، فضمان الاستقرار بها يعنى استقرار بقية المنطقة.

كيف ترى الدور المصري بصفة خاصة فيما يمر به اليمن من فترة عصيبة؟

وجود مصر مهم للغاية، فهي بمثابة عامل استقرار لليمن وللوطن العربي، هي جزء من التحالف العربي في مواجهة الحوثيين والأطماع الإيرانية بالمنطقة، وذلك متوقع من مصر لأنها طالما وقفت إلى جانب الشعب اليمنى والوحدة اليمنية، والحوثيون أطاحوا بالجمهورية ويكادون يطيحون بصنعاء وحاولوا الإطاحة بوحدة عدن، نحن قاومنا هذا الانقلاب في كل أنحاء الوطن، ونقاوم أي شكل من أشكال تفتيت اليمن، لأن ذلك ليس في مصلحة العرب ولا منطقة الخليج ولا مصر أيضا، اليمن حالة عربية خليجية مصرية.

من ينظر للخريطة سيجد ارتباطا «جيوسياسى» يربط مصر واليمن، هناك مصالح مشتركة وأمن مشترك بين البلدين، لذلك أدعو جميع العرب للالتفات لليمن كحالة عربية تتعلق بالأمن القومي العربي، وألا ينسوا أن الحالة في اليمن ليست بعيدة عن الأطماع الإقليمية لإيران، للأسف إيران دست أنفها باليمن وعبثت بأمن اليمنيين.

وماذا عن دور بقية التحالف في الشأن اليمنى؟

نحن نعلم أن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وفى مثل هذا الظرف العصيب لم يكن لأحد غيرها أن يستطيع قيادته، فلدى المملكة الإمكانيات ولديها القدرات على مواجهة الآثار السلبية للانقلاب الحوثي على الشرعية باليمن، وظهر ذلك جليا عندما اتخذوا قرار عاصفة الحزم دفاعا عن اليمن وشعبه، وفى الوقت نفسه دفاعا عن أمن السعودية والخليج والأمة العربية بشكل عام، لذلك نرى في هذا التحالف حماية للمصالح العربية المشتركة، وأيضا نرى في عاصفة الحزم سدا منيعا في مواجهة الخطط الإيرانية بالمنطقة وأي عبث بمصالح الأمة، المملكة تتحمل عنا عبء المعركة في اليمن، من حيث الإمداد العسكري والمادي والمعنوي ونتقدم بالشكر لها ولكل الدول العربية التي تحالفت معها في مواجهة المد الإيراني.

كيف تقيم الدور الأممي في أزمة اليمن خاصة بعد قرار مجلس الأمن تجديد العقوبات على اليمن عاما آخر.. وكيف يؤثر هذا على المشهد؟

بالطبع استمرار العقوبات يؤثر على المشهد اليمنى، فمعظمها عقوبات على أعضاء في المؤتمر الشعبي العام، وبالتالي فهي تؤثر بشكل أو بآخر، وكنا نتمنى أن ينظر مجلس الأمن نظرة أخرى لمسألة العقوبات، ولكن في النهاية قراراته محل احترام، وأنا كنائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام لا أؤيد فرض عقوبات على أي عضو بالحزب، سواء أحمد على عبد الله صالح أو غيره، ويجب رفع هذه العقوبات، وبنهاية المطاف سترفع.

أحداث متلاحقة يمر بها الملف اليمنى تزيد الأمور تعقيدا.. هل ترى الحل سياسيا أم عسكريا؟

نحن لا نستبعد الحل السياسي، ولكننا مستمرون في مواجهة الانقلاب الحوثي عسكريا، وقد عرضنا على الحوثيين خلال جولات جنيف 1 وجنيف 2 والكويت أيضا الحلول السياسية، وتم الاتفاق على وثيقة حظيت بمباركة المجتمع الدولي والعربي، والحكومة الشرعية وقعت عليها والحوثيون أنفسهم وافقوا عليها شفهيا، ولكن عادوا وانقلبوا عليها مثلما انقلبوا على ما قبلها لأن الحوثيين قرارهم من طهران.

ما أهم البنود التي حملتها تلك الوثيقة؟

أهم بنودها الانسحاب من صنعاء ومن جميع المدن المسيطرة عليها وعودة الشرعية للعاصمة لأنها منتخبة من الشعب اليمنى، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونؤكد أن الحلول السياسية شاء الحوثيون أم أبوا سيقبلون بها لاحقا، وهي الحلول التي تتوافق مع مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية التي حملت خارطة طريق واضحة تؤدى لسلام شامل وقرار مجلس الأمن 2216 وخارج هذه المرجعيات لا أتصور أن تكون هناك مخارج سياسية عادلة لكل فئات الشعب اليمنى.

إذن هل تقبلون أن يكون للحوثيين دور في العملية السياسية باليمن؟

نحن لا نريد إبادة الحوثيين، كما يشيع البعض، ولا نريد إقصاءهم من العملية السياسية مطلقا، لكن نريدهم أن يتفهموا ما أحدثوه من خراب وقتل باليمن وتدمير البنية الاقتصادية والتحتية لليمن، فالمنطق أن نعود للتوافق، وهذا لن يكون خارج المرجعيات الثلاث التي ذكرناها.

وهل طُرح على جماعة الحوثي دور سياسي محدد من الممكن أن يلعبوه؟

من الممكن أن يتحولوا إلى حزب سياسي وأن يتخلوا عن أي شكل من أشكال العنف للاستيلاء على السلطة، ومن الممكن أن تكون هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية، وهم يرفضون هذا الحل.

لكن المبعوث الأممي السابق ولد شيخ طالعنا بتصريحات مؤخرا أكد فيها أن الحوثيين لن يقبلوا التفاوض السياسي؟

نعم تابعت تصريحاته وهو محق فيها، وهذه خلاصة تجربته من خلال العمل في هذا الملف لعدة سنوات، وهي تحمل رسالة للأمم المتحدة وعلى المبعوث الأممي أن يأخذها بعين الاعتبار، وهي أن هناك تصلبا من «الحوثي» ضد السياسيين وعملهم من أجل الوصول لحلول سياسية جذرية للأزمة، ليصبحوا شركاء حقيقيين للشعب اليمنى، بدلا من أن يكونوا قاتليه.

إذن ما الحل إزاء إصرار الحوثيين على موقفهم المتعنت؟

سنستمر في الحل العسكري حتى يخضعوا فلن نسمح لهم بإسقاط الجمهورية وتشريد الشعب اليمنى وتجويعه وسرقة ثرواته، خاصة أنهم يمثلون قلة من الشعب اليمنى.

لكن «الحوثي» تخشى تسليم الأسلحة للسلطة الشرعية بصفتها خصما؟

نحن قدمنا عدة مقترحات في هذا الشأن أن تتكون لجنة هي من تقوم بجمع السلاح، ونقبل من دولتين عربيتين وأمريكا أن تشرف على عملية جمع الأسلحة، وتحت حماية الأمم المتحدة، ولكن الحوثيين رفضوا التوقيع على الوثيقة التي وصلت لها لأمم المتحدة متضمنة الانسحاب والتخلي عن السلاح وانتقال سياسي يحقق للجميع أهدافهم، لكن إصرارهم على الاحتفاظ بالأسلحة يؤكد نيتهم الخبيثة ورغبتهم في اغتصاب السلطة.

هل هناك جولة مفاوضات جديدة قريبا بشأن الأزمة اليمنية؟

المسألة كلها بيد الأمم المتحدة والآن تم تعيين مبعوث أممي جديد ولا نعرف أجندته تجاه قضية اليمن، لكن نتوقع أن يتمسك بالمرجعيات الثلاث كسلفه أحمد ولد شيخ، وهو ما أكده قرارات الأمم المتحدة على مدار السنوات الماضية، وسيتولى مهامه قريبا، وسنساعده كحكومة شرعية على القيام بها على أكمل وجه.

وأعتقد أن الحوثيين بالنهاية سيقبلون بالحل السياسي والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، هم الآن يخسرون على الأرض كثيرا وإزاء ذلك سيعيدون تقييمهم للموقف وقراءتهم للمشهد ستختلف.

هل توجد وساطات من بعض الدول لحل الأزمة مع الحوثيين؟

نحن لا نشجع أي وساطات نحن مع رعاية الأمم المتحدة في أي حوار بيننا وبين المتمردين.

رغم القصف المستمر لأكثر من عامين على مستودعات الأسلحة التي يسيطر عليها الحوثيون لكنهم مازالوا مستمرين فى القتال.. ما تفسيرك؟

الحصار لم يكن حصارا محكما فلم يؤدِ إلى النتيجة المرجوة لذلك تسربت الأسلحة والذخائر للحوثيين، فالصواريخ الباليستية لا يملكها الحوثيون بهذا الكم الكثيف، وهذا يؤكد أن هناك طرفا يقوم بتهريب الأسلحة للحوثيين، وهي تكاد تعترف بذلك، وإيران هي من دعمت حروبهم مع الدولة منذ 2004 بالإضافة لتدريب عدد منهم في طهران، ولا ننسى حزب الله في لبنان فهو جهد مشترك لإمداد الحوثيين بالأسلحة.

ما تأثير التدخلات الإيرانية على المنطقة عامة واليمن بشكل خاص؟

إيران تدعم الحوثيين في اليمن وهدفهم ضم صنعاء إلى بغداد وبيروت وكل المناطق المشرذمة، لكن أقول لهم العرب يتحدون في أوقات المحن وفى اتحادهم قوة تفوق تصوراتكم، ويتناسون أي خلافات إزاء الخطر.

كثر الحديث عن أحمد على عبد الله صالح هل يتوقع أن يكون له دور في الفترة القادمة؟

أنا دائما أؤكد أن أحمد على عبد الله صالح منا، ونحن منه، وهي عبارة أشار إليها الرئيس عبد ربه منصور أيضا من قبل، ونؤكد أننا سنوحد قوى المؤتمر الشعبي العام، بما فيها أبناء الشهيد على عبد الله صالح، سنوحد كل قيادات الحزب تحت راية واحدة وسيكونون جميعا ممثلين في قيادة المؤتمر منهم عبد ربه منصور وأحمد على عبد الله صالح.

تتوقع من سيرأس الحزب؟

نحن حزب ديمقراطي وسنترك هذا الاختيار لنتيجة الانتخابات التي ستجرى اتباعا لأسس الديمقراطية التي يقوم عليها الحزب.

هل سيعقد مؤتمر عام للحزب قريبا؟

اللجنة الدائمة بحزب المؤتمر هي المعنية بالدعوة لهذا الاجتماع، وهي مكونة من 1200 عضو، ولديها صالحية انتخاب رئيس ونواب للرئيس وأمين عام، لذلك أعتقد أن انعقاد اللجنة الدائمة خلال الفترة القادمة سيكون نقلة نوعية بالنسبة للحزب.

إذن ليس هناك قرار مسبق أن يتولى الرئيس اليمنى عبد ربه منصور رئاسة الحزب؟

إذا استطعنا جمع قيادات المؤتمر قريبا فأعتقد أن عبد ربه منصور سيشارك ويدلى بدلوه وننتظر الإعلان عن النتيجة.

هل هناك أسماء أخرى مطروحة؟

هو اسم أساسي، وهناك أسماء مرشحة والترشحات مفتوحة لجميع القيادات فكل من يرى في نفسه الإمكانيات لقيادة الحزب فأهلا به ستكون صناديق الاقتراع مفتوحة.

ما طبيعة الاتفاقات التي ستجرى مع أحمد على عبدالله صالح؟

نحن على تواصل دائم معهم ومع أحمد صالح، وهناك أخبار سارة تسمعونها قريبا فيما يتعلق بوحدة الموقف داخل حزب المؤتمر قريبا، فمقتل على عبدالله صالح وحد الجميع ولم يترك مجالا للاختلاف، ولكن ما زلنا نرتب لقاءات للقيادات الأساسية بالحزب الذي يضم نجل على عبد الله صالح، وخلال هذا الاجتماع سنقرر ما نراه مناسبا لليمن سواء ما يتعلق بالقيادات ورئاسة الحزب وغيرها من الأمور.

هل التحالف مع عناصر على عبد الله صالح قد يعيد ترتيب المشهد اليمنى؟

أي قيادة داخل المؤتمر سيكون لها تأثير واضح، لكن خارج المؤتمر سيكون دوره أقل ووزنه أخف، وعلى عبد الله صالح كان رئيسا لحزب المؤتمر، فهم ليسوا خارج المؤتمر، ونحن أيضا لسنا خارجه، الكل داخل بوتقة حزب المؤتمر الشعبي العام، لذلك أنا لا أؤيد من يقولون مجموعة على عبد الله صالح، ومجموعة عبد ربه منصور، كلنا ننضوي تحت لواء المؤتمر الشعبي العام ومساره الوطني.

مجلس الأمن أقر بالمشروع الروسي حول تسوية اليمن، كيف يؤثر هذا على الأوضاع باليمن؟

إيران دست أنفها في اليمن ودعمت الحوثيين ماديا وعسكريا ومعنويا، ومجلس الأمن لم يتمكن من الوصول إلى اتفاق حول إدانة هذا التدخل الإيراني في اليمن، وننتظر جولات واجتماعات أخرى بالمجلس لكى ينظر للأمور بزاوية أخرى، فالوضع باليمن شديد الحساسية، ونحن في حزب المؤتمر الشعبي حريصون على التواصل مع جميع أعضاء مجلس الأمن دون استثناء، ونأمل استمرار التواصل فالصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثي يوميا على المدن اليمنية المحررة، وعلى أراضي المملكة العربية السعودية، بما فيها الرياض أثبت الخبراء أنها إيرانية، وهذا لا يخفى على أحد وننتظر إدانة واضحة وإجراء دوليا تجاه التمادي الإيراني بالمنطقة لتأزيم الأوضاع ليس في اليمن فقط ولكن بالوطن العربي.

وما تعليقك على استخدام الفيتو الروسي لتعطيل مشروع القرار البريطاني الخاص بطهران؟

روسيا من دول العالم العظمى ربما لهم مصالح متشابكة، استخدام الفيتو حماية واضحة لجرائم كبيرة ترتكبها إيران، لكننا نحن دائما تربطنا علاقات طيبة بروسيا، ولا نريد أن يؤثر هذا الموقف على علاقاتنا المشتركة، فالروسيون وقفوا معنا طوال الفترة الماضية، ونحن نثق أنه بالنهاية سينتصرون للحق في أزمة اليمن، فعندما اتخذ القرار 2216 روسيا لم تستخدم حق الفيتو لاعتراض مساره وهذا هو القرار الأساسي وليس ما طرح في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن، وهذا يدل على أنهم يساندون الاستقرار والسلام في اليمن، فلا يصح أن نغلب موقفها الأخير على كل مواقفها الإيجابية السابقة، ونثق في تعضيدهم الشرعية باليمن، وأعتقد أنهم سيتخذون موقفا إيجابيا فيما يخص أزمة العلاقات العربية الإيرانية بشكل عام.

المشهد اليمنى معقد.. فما دور فصائل الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي به؟

الحراك حاول استخدام السلاح للاستيلاء على السلطة، وهو منقسم على نفسه فجزء منه قبل بالحوار ودخل مؤتمر الحوار الوطني وقبل بالحلول التي تم الاتفاق عليها التي تتلخص في دولة موحدة اتحادية من ستة أقاليم والبعض منهم يعلن هذا بوضوح، والبعض يدعم ضمن تحالف سياسي الشرعية في عدن، وهناك أيضا فصيل حراكي هو المجلس الانتقالي يدعو إلى فك الارتباط باليمن، وأحيانا يدعو لهوية جديدة ليست لها علاقة بتاريخ اليمن أو بتاريخ الجنوب، وهذا أمر مؤسف للغاية خاصة بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الجنوب من أجل وحدة البلاد، وضحوا بالغالي والرخيص من أجل الوحدة، لكن بعض الفصائل انقلبت على هذه الوحدة، فأعتقد أن هناك وعيا مزيفا لدى البعض من أبناء الجنوب، ونحن نراهن عليهم وعلى ولائهم لوطنهم ليحسموا أمرهم تجاه دولتهم الاتحادية من 6 أقاليم والحفاظ على وطنهم موحدا.

هل تقبلون أن يكون الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي جزءا من العملية السياسية في اليمن؟

المجلس الانتقالي هو الفصيل الذي يسعى بقوة السلاح للانفصال عن الوطن الأم، وهو سبب الأزمة الأخيرة وأتوقع أن تحسم الانتخابات القادمة هذا الصراع بعد أن تنتهي الحرب في جميع ربوع اليمن والوصول إلى اتفاق وطني عام وشامل يكون الحراك الجنوبي جزءا منه.

والمجلس الانتقالي أيضا إذا تخلى عن سلاحه وتحول إلى حزب سياسي يستطيع أن يمارس عمله السياسي حتى لو أبقى على شعاراته الانفصالية نحن لا نحجر على رأى أحد، لكن دون سلاح وعنف هذا ليس في مصلحة الشعب اليمنى.

ما دور الإخوان في الأزمة اليمنية؟

الإخوان في اليمن يمثلهم حزب الإصلاح وطالما ساند الشرعية في خطوط التماس الأولى، ولطالما بذل الكثير من أعضائه في هذه المواجهة وسيظل جزءا من السلطة في اليمن كواحد من الأحزاب المؤيدة للشرعية وعاصفة الحزم، وهو حزب خاض الانتخابات بعد الوحدة في 1993 وقبل بالمشاركة السياسية مع حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي واستمر في الحكم عبر الانتخابات لعدة سنوات، ثم خسر الانتخابات وخرج من السلطة، وهنا الفارق بين حزب الإصلاح والأطراف المتطرفة دينيا وتدعو للعنف.

من تقصد.. السلفيين؟

بعض السلفيين وليسوا جميعهم، فعدد من القيادات السلفية في الحراك الجنوبي، نحن نقول بشكل عام من يريد الانخراط في الحياة السياسية لليمن فهذا متاح عبر قنوات سلمية رسمية، ومن يريد الاستيلاء على السلطة سيجد الطريق مغلقا أمامه، سواء من الإخوان أو من حزب المؤتمر أو الحراك.

وهل كان للإخوان أيضا أطماع في السلطة؟

الإخوان حزب سياسي إذا سعى للسلطة عبر صناديق الاقتراع ليس لدينا ما يمنع فالمنافسة مفتوحة، فهناك خصوصية باليمن فيما يتعلق بالحركة الإسلامية فليس الكل متجانس فهناك من يقفون إلى جانب بناء الدولة وهناك من يرفضون ويمارسون العنف أو يدعمون الإرهاب كالقاعدة وداعش وهذا ما نرفضه تحت أي حجة دينية.

إذن الفكر المتطرف الذي يبث من بعض التيارات الدينية في المساجد يمثل خطرا من نوع آخر على اليمن؟

هناك مساجد تدعو للفكر المتطرف وهذا الفكر يستقطب الشباب لإقناعهم بالانضمام إلى داعش والقاعدة، أعتقد أنه أخطر ما يمكن خاصة فى ظل عدم التزام بعض المساجد بالخطب السمحة للدين الإسلامي.

أنت ترى إذن المشهد شديد التعقيد باليمن؟

نعم هو معقد لأقصى درجة فيصعب الإلمام بكل عناصره، نحن موحدون كأحزاب سياسية في التحالف السياسي الداعم لعاصفة الحزم والداعم للشرعية ندرك جيدا الإضرار الكامنة وراء هذا التطرف.

لكن يعول البعض على الكلفة المتزايدة من المواطنين ضحايا الحرب.. ما تعليقك؟

كل الحروب لها ضحاياها، وكل مواطن يمنى له قيمة كبيرة لدينا لكن الحوثي لم يترك لنا خيارا آخر، والمتسبب في الحرب هو من يتحمل مسؤولية هؤلاء الضحايا لنضع الأمور في نصابها، لن نترك الحوثي يضيع أمتنا العريقة، صناديق الاقتراع هي من تقول كلمتها فيمن يحكم البلاد وليس سطوة السلاح.

إذا أشرنا لمصادر الخطر على اليمن ابتداء بالأشد خطورة من يأتي في المقدمة؟

الحوثيون ثم الإرهابيون والقاعدة، ولا نصف المجلس الانتقالي عدوا لنا، أشرت للحوثيين لأنهم أكثر من دمر وقتل اليمنيين، فحركة تمرد الحوثي قتلت منذ 2004 حوالي 13 ألفا من الجيش والحرس الوطني والأمن في 6 حروب.

معركة أخرى تخوضها اليمن ضد الإرهاب.. حدثنا عنها؟

الإرهابيون سبق وسيطروا على حضرموت لفترة وساعدتنا قوات التحالف على تطهيرها، وتمكنا أيضا من تدمير عناصر للقاعدة في محافظتي شبوة وأبين حاولوا العبث بأمنهما، وانتصرنا عليهم.

تطال حكومتك العديد من الشائعات.. فبماذا ترد؟

لقد منعت الحكومة الشرعية عبثًا كبيرًا بالمال العام، ومن مُنِعوا من العبث يشتركون للأسف في هذه الحملة المغرضة، كل ما يشاع بشأن فساد بالحكومة يأتي ضمن مخططات التحريض على الشرعية وعلى الدولة وتتم المبالغة فيه، ومن أناس وأطراف ومراكز إعلام للأسف تفتقد للمصداقية، هدفها إسقاط الشرعية وليس إسقاط الحكومة، لقد قلنا مراراً وتكراراً إن الشرعية وعبد ربه منصور ليسا خصمكم وإن عدوكم الأول والأخير هو الحوثي وإيران التي تدعمه.

 

إن توجيه الصراع نحو الداخل ممثلا في الشرعية والحكومة بتهمة الادعاء بفساد يراد به إضعاف الجبهة الداخلية في مواجهة الحوثيين، وتفكيك التحالف العربي بقيادة المملكة والدفع بوطننا إلى الخطر، وأيضا التأثير على تضحيات الجيش الوطني في المعركة، ونحن نحذر من إثارة الفتنة والانسياق وراءها وأنا أثق جيدا في وعى أبناء وطني وقدرتهم على التمييز بين الحقيقة والمخططات الهادفة لهدم وطنهم.

طالت الشائعات أبناءك وتعيينهم في مناصب بالحكومة اليمنية.. فما تعليقك؟

أؤكد أن كل ما يقال بشأن ابناء عبدالله وحسين ليس له أساس من الصحة، ويأتي في إطار الحملة الكاذبة على الحكومة، فعبدالله ليس بنائب وزير ولا بدرجة نائب وزير وليس بوكيل ولا حتى بدرجة وكيل مساعد.

أما حسين فهو موظف في وزارة الشؤون القانونية منذ اثنا عشر عاماً، وتدرج في الوظيفة العامة وفقاً للقانون، قبل أن يعين وكيلاً في وزارة الشؤون القانونية، وهو لم يحصل على درجة وكيل إلا بعد أن قضى في العمل 12 عاما، وشهد له بالكفاءة رآها فيه الرئيس عندما كان محامياً لقضايا الدولة أمام المحاكم الوطنية، هذه القضايا قضايا كيدية كانت ترفع على الرئيس عبدربه منصور هادى نفسه أمام المحاكم، وكان حسين وزملاء معه يتولون الدفاع فيها.

وفى النهاية هما مواطنون يمنيون من حقهم العيش والحصول على وظيفة كما يحصل عليها الآخرون.

وماذا عن الشائعات وتهم المحسوبية التي ترددت بشأن آخرين من أعضاء الحكومة؟

قيل إن الدكتورة ميرفت مجلي سفيرة اليمن في بولندا والوكيلة السابقة في وزارة الخدمة المدنية منذ 2009، وأخاها الدكتور الشاذلي فضل مجلي من أقارب وزير الزراعة، وهذه المعلومة خاطئة وعارية تماما من الصحة والاثنان من مواليد عدن، ويحملان درجة الدكتوراه، ولا صلة قرابة بينهما والشيخ الجمهوري عثمان مجلي وزير الزراعة، ذلك الشيخ الوطني من صعدة وهما عدنيان، ولأنهما من أبناء عدن فأصواتهما منخفضة، والضجة المفتعلة حولهما ظالمة.

تهمة القرابة العائلية وبين د. ميرفت مجلي افتراء آخر لا أساس له من الصحة، كانت د. مجلي وأخوها قد سبقا رئيس الوزراء إلى الرياض وإلى التحضير لمؤتمر الرياض عبر جهات التحضير للمؤتمر ولموقفهما الثابت من الانقلاب ومن الحوثيين ولكفاءتهما حظيا باهتمام القيادة.

ولم أكن كرئيس للوزراء سبباً في تعيينها سفيرة في بولندا، حيث تم تعيينها سفيرة قبل أن أصبح رئيس الوزراء بالحكومة وترشيحها كان من أطراف أخرى حتى ليس من المؤتمر الشعبي العام.

ومعظم من جاءوا لهذه المناصب جاءوا بترشيحات من قيادات أحزابهم، والحكومة كلها ائتلافية تتكون من أحزاب، وقرارات الرئيس راعت الكثير من الجوانب السياسية.

هذه المعلومات لمن يريد معرفة الحقيقة كما هي لا كما تصورها أبواق مأجورة هدفها إثارة الفتنة والانتقام من رئيس الحكومة لثبات موقفة من قضايا وطنه، ودفاعه عن قناعاته الثابتة في الجمهورية والوحدة دولة اتحادية، فى مواجهة مشاريع التقسيم والتجزئة والتقزيم، وكحل جذري لأزمة الدولة والمجتمع في اليمن، وأزمة السلطة والثورة.

وماذا عن اتهامات نواب المجلس؟

الاتهامات الأخرى التي توجه لنواب رئيس الوزراء عبدالملك المخلافي وعبدالعزيز جباري والوزراء الآخرين قضايا مفتعلة ولا تمت إلى الحقيقة بشيء، فهي غالباً تندرج في إطار الصراع القائم على السلطة والنفوذ في عدن والجمهورية بصورة عامة. وتضخيمها يأتي في إطار السعي المشبوه لإسقاط الشرعية ومشروعها الوطني في يمن اتحادي جديد.

من يقف وراء هذا الهجوم؟ وتلك الشائعات؟

يستمر الهجوم على الحكومة بسبب أو بدون سبب، يشارك فيه وزراء ومحافظون سابقون كانوا بالأمس القريب أعضاء في الحكومة.

وماذا تقول لمطلقي هذه الشائعات؟

لن تنجحوا فى تفكيك الشرعية وأدعو الرئيس عبدربه منصور هادى لتشكيل لجنة قضائية ومن الخدمة المدنية بصلاحيات مطلقة لدراسة كل التعيينات في السلم الوظيفي للدولة، والنظر في كل الشبهات وإزالة الشوائب، إن وجدت فليس من العدل طرد الناس من الوظيفة العامة لمجرد الشبهة، واللجوء للقانون وليس إلى الشارع والإعلام الكاذب أقرب لتحقيق العدالة.

ما أهم ما قامت به الحكومة الشرعية من تطوير في الأماكن المحررة حتى الآن؟

الحكومة تعمل في ظروف صعبة بعد أن دمر الحوثي كثيرا من البنية التحتية، ورغم ذلك فقد نجحت في حل أزمة رواتب الموظفين وأزالت أكوام القمامة المتراكمة في الشوارع، مما تسبب في انتشار الأوبئة والأمراض، وساهمت في علاج الآلاف من الجرحى العسكريين والمدنيين في الداخل والخارج، كما أنجزت عددا من المشروعات رغم النقص الشديد في الموارد، فعلى سبيل المثال أعادت المستشفى العسكري للعمل بعد سنوات من التوقف وأنشأت محطات الكهرباء فى عدن وحضرموت، وبجهود ذاتيةً وبعضها بدعم الأشقاء العرب فكانت عدن مظلمة وتمت إنارتها.

أريد أن يتذكر الجميع أن الحكومة فتحت ذراعيها للجميع دون استثناء شعوراً بالمسؤولية والتزاماً بالواجب الوطني، في الوقت الذي كانت فيه أبواب الحكومة السابقة أمامها مغلقة، فهي الحكومة التي أعادت ترتيب الوضع الشخصي لأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الشورى والوزراء السابقين الذين تقطعت بهم السبل، وأعضاء اللجنة الدستورية والهيئة الوطنية للحوار الوطني، والهيئة الاستشارية وبعض قيادات أخرى.

كما رتبت أوضاع الإعلاميين بعد أن انقطعت رواتبهم لستة أشهر، تقديراً لما بذلوه من جهد فى الفترة الماضية وعملاً بواجبها الوطني تجاههم، للأسف بعضهم يشارك في الحملة ضد الحكومة، والجميع من هؤلاء مدرك أو غير مدرك أن الحكومة إنما تدافع عن الإرادة الوطنية، والشرعية، والدولة الاتحادية.

مصر مقبلة على الانتخابات الرئاسية.. هل لديك رسائل للمصريين أو للرئيس؟

الوطن العربي يمر بتغيرات كبيرة وكل التغيرات التي تحدث دون أن تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية والسياسية بكل بلد دائما يكون لها آثار سلبية، والوطن العربي يحتاج للاستقرار حتى يعيد ترتيب أوضاعه وينمو مستقبلا دون مزيد من المتاعب، وهنا أود أن أقول إن الرئيس المصري زعيم عربي كبير وهو يخوض فترة الانتخابات في ظل ممارسة ديمقراطية عادلة وشفافة، ولدىّ إحساس أنه سيفوز فيها، لأنني أعلم مشاعر المصريين نحوه، مصر تحتاج السيسي.

بالإشارة إلى التغيرات الخطيرة التي مرت بها بعض الدول العربية وأدت لدمار عدد منها وكانت هناك محاولات لتطبيق نفس السيناريو في مصر.. كيف تنظر للتجربة المصرية مقارنة بالدول التي تدمرت وماذا تقول للمصريين؟

أؤكد على المصريين أهمية الوحدة خلف قيادتهم السياسية، للأسف ما مر به الوطن العربي من تغيرات عاصفة أطاحت ببعض الدول مثل اليمن وفى البعض الآخر تسببت في أضرار اجتماعية ومؤسسية كبيرة، من لا يتوحد يضيع وطنه.