آخر الاخبار

الرئيسية   محليات

المرأة اليمنية في ذكرى ثورة 14 أكتوبر.. نضال متجدد وكفاح مستمر

السبت 13 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 08 مساءً / سهيل نت - متابعات

  

المرأة اليمنية مدرسة متكاملة من الوطنية والإرادة الحرة ساهمت بشكل فعال في صنع يوم مجيد وثورة خالدة 14 من أكتوبر، بصورة تتفاخر بها الأجيال اليمنية جيلا بعد جيل، وعام بعد عام.

ففي 1963 كافحت المرأة اليمنية، وقاتلت وأسهمت في خوض مختلف أشكال النضال السياسي التحرري منذ اللحظات الأولى لثورة 14 أكتوبر، وناهضت الاحتلال، ورفضت هيمنته الاستعمارية، من خلال حملات التوعية السياسية في الأوساط الاجتماعية والجمعيات الخيرية ومرافق العمل المختلفة.

 

كما كانت المرأة اليمنية نموذج فاعل في مسيرة الكفاح المسلح أو السلمي ضد الاستعمار الانجليزي.

 وعملت المرأة على تأجيج الشارع والنزول اليومي لتوزيع المنشورات الثورية بكل شجاعة إلى جانب قراءتها للبيانات السياسية عبر مكبرات الصوت من منابر المساجد ومحاولة رفع القهر عن أسر المعتقلين من الفدائيين والسياسيين بشتى الوسائل والطرق الممكنة رغم الاعتقالات التي واجهتها من قبل قوات الاحتلال.

وتعدى دور المرأة في الثورة النضال السلمي ليصل إلى النضال المسلح عبر انخراطها في تنظيمات التحرير ومختلف المكونات المسلحة المقاومة للمستعمر الخارجي.

 وقد برزت نساء يمنيات في ثورة أكتوبر منهن على سبيل المثال لا الحصر (سميرة قائد محمد) ابنة عدن البارة وقرة عين اليمن الحر، والتي كتبت عن جانب من ذكريات الثورة "إن أعمال القمع والاضطهاد والأوضاع السياسية التي مرت بها اليمن خلال فترة الاستعمار والحكم الإمامي كانت من الأسباب الأساسية التي حفزت الشعب رجالا ونساء للانخراط في جبهات النضال المسلح ضد المستعمر البريطاني في الجنوب والدفاع عن ثورة سبتمبر في الشمال" .

وعن تجربتها النضالية وانخراطها في العمل السياسي تقول سميرة : بدأت في المرحلة المتوسطة للتعليم الثانوي عام 64م كانت صديقتي ( ثريا منقوش ) لها دور كبير في الانخراط والعمل في تنظيم الجبهة القومية بسبب ترددها وزيارتها لمنزل العائلة لغرض الدراسة وفي احد الايام تحدثت معي عن الاوضاع المتردية في البلد والأفكار الثورية وعمل الفدائيين في بعض الدول العربية وعن فكرة المشاركة في العمل السياسي والنضالي ضد الاحتلال البريطاني لنيل الحرية والاستقلال وحثي على اتخاذ موقف جاد حول ما يدور والمشاركة في صفوف النضال والكفاح المسلح فوافقت وكنا نشكل خلية سرية مكونة من ثلاث فتيات نعمل من خلالها على توزيع المنشورات من المعلا الى التواهي التي كانت تحضرها الأستاذة فطوم الدالي المسئولة على خليتنا ،وكان التعامل بيننا بسرية تامة ولم أكن اعرف اسماء البنات المشاركات في الخليات الاخرى او مجموعة الفدائيين التي نرسل لهم المنشورات.

وتتابع سميرة : "تعرضت للحبس في سجن المعلا برفقة بعض زميلاتي لمدة خمس ساعات بحجة الازعاج وترديد اغاني وشعارات ثورية في باص المدرسة وبسبب هذه الحادثة عرف والدي بانضمامي في العمل الوطني في اطار الجبهة القومية ولم يصدر عنه رد فعل لكنه طلب مني الحرص الشديد وعدم الدخول في مشاكل تؤثر في مسيرة حياتي العلمية والدراسية ".

ليلي المحمدي، في شهادتها على ثورة 14 أكتوبر ودور المرأة فيها، قالت في حديث صحفي: "النساء شكلنّ إبان مرحلة الكفاح المسلّح الدرع الواقي للمتظاهرين على الاستعمار، وكان لوجودهن في صدر التظاهرات الحماية لجميع ,المتظاهرين، إذ إنّ الاستعمار كان يخشى ردّة فعل المجتمع، فيما إذا قام بقمع المظاهرات، التي تصدرتها النساء، وبفعل الحمية والنخوة، وتركيبة قوّات الاستعمار البريطاني".

وتلخص الوضع حينذاك بالقول "الظروف آنذاك كانت تستدعي من الجميع رجالاً ونساء الانخراط ضمن خلايا العمل المسلّح، الذي يشهد للنساء بذلك".

فيما تشير بدريه الصوفي إلى أن المرأة نالت في ثورة 14 أكتوبر شرف الاستشهاد، ومنهن: الشهيدة خديجة الحوشبية، والشهيدة عائشة كرامة، والشهيدة فاطمة. كما نالت امرأتان شرف الاعتقال على أيدي سلطات الاحتلال، حيث اقتيدت المناضلة الفقيدة نجوى مكاوي، والمناضلة فوزية محمد جعفر، اللتان كانتا في سيارة تقودهما، الأولى إلى معتقل بشرطة خور مكسر، بعد أن ضبطا وهما يقمن بتوزيع منشورات للمقاومة، تدعو فيهن الجماهير إلى مسيرة جماهيرية، لتشييع جثمان الشهيد الفدائي عبود".

 

مضيفة أن "المرأة الثورية شكلت هاجس خوف وهلع للمستعمر بكل المقاييس ففي ثورة أكتوبر كان للمرأة الدور الأكبر، حيث كانت تعمل على نقل أسلحة وإخفائها في سياراتهن، كما فعلت الفقيدة نجوى مكاوي، وإخفاء بعض الفدائيين في منازلهن، والبعض الآخر تلقي كلمة من على منبر المساجد، وكانت المقاومة تصدر نشرة التحرير بمطبعة عادية، كانت عبارة عن ورقة واحدة من الجهتين، فيها أخبار ومواضيع توعوية، توزّع داخل المدارس، وعملت هذه النشرة على رفع مستوى التوعية والاستقطاب، خاصّة بعد أن انتقل العمل إلى جبهة عدن عمل فدائي، نحن كنا ضمن القطاع الشعبي، وهو القطاع النسائي، واستمرّ نضالنا إلى نيل الاستقلال".

وكما كان للمرأة اليمنية دور بارز في صنع ثورة ال 14 من أكتوبر المجيد في جنوب الوطن؛ فقد كان لها دور فعال أيضا في صنع ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة في شمال الوطن، بإسناد أخيها الثائر في وجه الحكم الأمامي الكهنوتي.

 

وإن كان دورها إبان ثورة ال26 من سبتمبر ضعيف نوعا ما مقارنة بدورها في ثورة ال14 من أكتوبر نظرا للظروف الاجتماعية والسياسية المتباينة في كلا الشطرين؛ إلا أن المرأة اليمنية ضاعفت دورها وبرزت بشكل كبير جدا بعد نجاح الثورة السبتمبرية وقيام النظام الجمهوري.

 

وتمثل ذلك بكفاحها المستميت في الدفاع عن مكتسبات الثورة وتوعية الأجيال بها وغرس قيمها في نفوسهم. وانخرطت المرأة اليمنية في كل المجالات السلمية مدافعة عن ثورة سبتمبر وما نشاهده اليوم من دور أسطوري في مكافحة الإمامين الجدد؛ إلا خير شاهد على ذلك.

تقول شيماء رمزي للصحوة نت "امتدادا للنضال الأكتوبري والسبتمبري، الرافض لكل سلطات القمع والاستبداد سجلت المرأة اليمنية حضورا بارزا في الثورة الشبابية السلمية في العام 2011 في مختلف محافظات الجمهورية.