آخر الاخبار

الرئيسية   محليات

انهيار تحالف قبائل الطوق والحوثيين مع اقتراب قوات الشرعية من عمق "صنعاء"
انهيار تحالف قبائل الطوق والحوثيين مع اقتراب قوات الشرعية من عمق "صنعاء"

الأربعاء 22 مارس - آذار 2017 الساعة 06 مساءً / سهيل نت - متابعات
 

بدأت التحالفات القبلية، التي بنتها جماعة الحوثي عبر علاقات معقدة مع زعماء القبائل في مناطق حزام صنعاء، بالانهيار بالتزامن مع اقتراب قوات الشرعية إلى تخوم صنعاء.


وشهدت العلاقة بين الحوثيين وزعماء القبائل في مناطق حزام صنعاء حالة من الفتور، حيث انسلخ عدد كبير من زعماء القبائل من تحالفات تربطهم بالحوثيين وأعلنوا الحياد أو على الأقل عدم المشاركة في أي تحشيد للجماعة في مناطقهم.


ويعتقد كثير من المحللين السياسيين والعسكريين أن الأمر لن يقف حد "الحياد" فقط من قبل تلك القبائل، بل قد يتجاوز الأمر إلى المشاركة الفاعلة مع الجيش الوطني حال وصوله إلى مناطقهم، فالقبائل عانت أيضاً الكثير من قبل الانقلابيين، كما عانى غيرهم من اليمنيين.


ويقول الصحفي والمحلل السياسي توفيق السامعي: "القبائل عادة تتبدل ولاءاتها مع وصول الطلائع العسكرية لأية جهة من الجهات، وهي في النهاية مع من غلب؛ لأنها لم تكن مشروعاً سياسياً ولا أيديولوجياً تقف عند موقف ثابت، بل مع من يضمن لها مصالحها ويمنحها الأمان في مناطقها".


ويضيف السامعي: "في ثورة 26 سبتمبر وما تلتها من حروب وصراعات كانت القبائل تترجم مواقفها بشكل برجماتي نفعي تقف مع من يقف معها، ولو شعرت لحظة باختلال موازين هذا الطرف أو ذاك فهي تسرع بانهيار المهزوم وتقف إلى جانب القوي دائماً، وبات من المؤكد اليوم أنها ستقف مع الجيش الوطني وشرعيته حال الوصول إلى الحزام الأمني، فهي تبحث عن ظهر تستند إليه لا أكثر".


ويؤكد عامر الدميني -رئيس تحرير موقع "الموقع بوست"- في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "اقتراب العمليات العسكرية من العاصمة صنعاء التي يدير منها التحالف الانقلابي سيطرتهم على باقي المحافظات هو مؤشر كبير على اقتراب عملية التحرير للعاصمة، وتضييق الخناق على قطبي التحالف الانقلابي أكثر من أي وقت مضى".

اقتراب الحسم :
ويعني انهيار التحالفات القبلية اختراق دفاعات الانقلابيين والتعجيل بحسم معركة تحرير صنعاء من قبضة قوى الانقلاب، وفق تفسير رئيس تحرير موقع "الموقع بوست" الإخباري.
وأكد أن كل تقدم في جغرافيا الحزام الأمني حول صنعاء يعني سقوط معقل من المعاقل المهمة في رصيد المليشيات الانقلابية.
وأضاف: "علينا أن ندرك هنا أنه لا يوجد تحالف قبلي موالٍ للحوثيين في قبائل محيط صنعاء إلا في نطاق محدود وضيق، فالمليشيات فرضت نفسها بقوة السلاح وشراء الولاءات بالأموال، وقد تضررت تلك القبائل كثيرًا من الوجود المليشياوي في أراضيها، سواء ما خسرته من رجالها الذين جرى الزج بهم في جبهات القتال الخاسرة من قبل الحوثيين، أو من ظهورهم كطرف مساند للحوثي".
وبين الدميني أن التحالف القبلي مع الحوثي سيتأثر مع تقدم الجيش الوطني نحو العاصمة بشكل كبير، وسيخسر الحوثي تواجده ومناطق نفوذه.

الطوق في مرمى نيران الجيش:
وبدخول الجيش الوطني إلى أولى قرى أرحب، يكون قد اقترب من العاصمة صنعاء، وباتت أهم ألوية الحرس الجمهوري المدافعة عن صنعاء في مرمى مدفعية الجيش الوطني.
وتبعد العاصمة صنعاء عن أولى المناطق التي سيطر عليها الجيش الوطني في أرحب ما بين 20 و30 كم فقط.
وقال مواطنون وشهود عيان في أمانة العاصمة إنهم باتوا يسمعون أصوات المدافع والأسلحة المتوسطة للطرفين في مناطق الاشتباك في الحزام الأمني للعاصمة صنعاء.
وخلال اليومين الماضيين بدأت مدفعية الجيش اليمني المتمركزة في نهم وأطراف أرحب، باستهداف مواقع المليشيات الانقلابية في المناطق الشمالية للمدينة، ومنها قاعدة الصمع العسكرية ومحيط مطار صنعاء، ومنطقة صرف والرحبة، وذلك في تطور لافت لمجريات المعارك التي تخوضها قوات الجيش الوطني والمقاومة، في إطار تحرير العاصمة اليمنية من الانقلابيين.
وفي مديرية أرحب يقع اللواءان 62، 63، وهما معسكرا الصمع وبيت دهرة، وهما الحاميان الرئيسيان لمطار صنعاء وأمانة العاصمة.
ويتعرض اللواءان إلى قصف جوي من طيران التحالف بشكل شبه يومي، مما يضعف قدراتهما القتالية والدفاعية، ومؤخراً بات اللواءان يتعرضان للقصف المدفعي بمدافع الهاوزر من قبل الجيش الوطني المتمركز في نهم.
فقد اللواءان الكثير من مخازنهما من الأسلحة والذخيرة بفعل الضربات الجوية للتحالف ولم يعودا بكامل مخزونهما الاستراتيجي من الأسلحة، ناهيك عن استنزافهما في جبهات نهم المختلفة، أو من خلال التعزيزات التي أرسلت منهما إلى محافظة تعز.
وبسقوط هذين اللواءين تكون العاصمة صنعاء في حكم السيطرة لقوات الشرعية.

القبائل في مواجهة بعضها:
وشهدت مديرية بني حشيش الواقعة شرق صنعاء تحركات قبلية لتفكيك التحالفات التي صنعتها جماعة الحوثي مع بعض القبائل للحد من تحول مناطقهم إلى ميدان جديد للمعارك تحرير صنعاء.
وتعتبر مديرية "بني حشيش"، مع مديرية نهم المشتعلة، واحدة من أهم المناطق التي دفعت بأبنائها للقتال في صفوف مليشيات الحوثي.
وقال مصدر قبلي لـ "إرم نيوز"، رفض الكشف عن اسمه، إن زعماء قبليين في مديرية بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء اليمنية، عقدوا لقاءات "لدراسة الموقف من الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف من رجالها، وباتت على مقربة من منازل ومزارع المنطقة".
وأضاف أن اللقاءات تلخصت في ضمان عدم المشاركة في الوقفات الاحتجاجية والتحضيرات القبلية التي تدعو لها جماعة الحوثي، وعدم تحول المديرية إلى مواقع عسكرية للحوثيين ومنع تجنيد أبناء المنطقة.
وبين المصدر أن الكثير من زعماء القبائل في المديرية ساخطون من جر الكثير من المناطق اليمنية إلى أتون صراع دامٍ بعد ارتفاع أعداد القتلى من عناصر مليشيات الحوثي من أبناء المنطقة إلى 2000 شخص وأكثر من 300 مصاب بعضهم باتت لديهم عاهات دائمة.
وعلى مدى العشرين عاماً الماضية عرفت منطقة "بني حشيش" بإنتاجها الضخم من محاصيل "العنب"، لكن خلال العامين الماضيين ترك المئات من شبابها مزارع العنب لينضموا إلى مليشيات جماعة الحوثي.

سياق تاريخي :
وقال الإعلامي اليمني منصور النقاش، لـ "إرم نيوز"، "إن تطورات الأحداث وتأثيرها على تحالفات الحوثي القبلية ليس بمعزل عن السياق التاريخي لهذه المنطقة, ففي بني حشيش مثلاً كانت الإمامة حاضرة وربما رموزها هم آخر من التحق بالجمهورية في وقت متأخر".
وأضاف: "رغم أن المنطقة تحديداً تشكل إحدى الدوائر التي تدين بالولاء لتحالف الانقلاب، إلا أن بني حشيش لن تكون ميداناً للحرب؛ فسكان هذه المنطقة يغلب عليهم الطابع الزراعي أكثر من أي شيء ولن تكون هنالك مقاومة محلية كبيرة من السكان المحليين في مواجهة الجيش الوطني".
ولم تستطع جماعة الحوثي إركاع مديرية أرحب، رغم تفجيرها لمئات المنازل وتحويل بعض قراها إلى ميدان لتجربة الأسلحة الثقيلة.

أرحب الكلمة الأولى:
ويحسب لأرحب أنها أول مناطق "حزام صنعاء" من صدحت بعبارة "ارحل" في وجه الرئيس السابق علي عبدالله صالح إبان الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في 2011، وخاض أبناؤها قتالاً دامياً مع قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجل صالح على خلفية تأييدها للانتفاضة الشعبية.
وتقع مديرية أرحب شمال صنعاء وتشترك مع مديرية نهم بحدود جغرافية طويلة، وكذلك مديرية بني حشيش، وتمثل واحداً من الحواضن الاجتماعية المناهضة للحوثيين.
وتطرق الإعلامي منصور النقاش إلى السياق التاريخي لمنطقة أرحب، وقال: "الكفة تميل لمصلحة الثورة والمقاومة منذ ثورة 2011 ومن قبلها، خاصة أن آخر انتخابات نيابية في أرحب كانت من نصيب المشترك (تكتل أحزاب اللقاء المشترك)، وبالتالي أي تقدم فيها ستكون الكفة لمصلحة المقاومة والجيش والوطني.
ولفت النقاش إلى أن الحضور السياسي المبكر لأبناء أرحب جعل منها أكثر قبائل الطوق صناعة للأحداث وانخراطا في المشروع الجمهوري والثوري ويتوقع أن يكون لها دورها في الجمهورية الثانية.
ويشير مراقبون إلى أن اقتراب الشرعية من صنعاء لها تداعيات واسعة على صعيد ذلك التحالف الانقلابي، وأهمها أن قوات الشرعية والتحالف العربي ستتمكن من الدخول في عمق الحزام الجغرافي المحيط بالعاصمة صنعاء، ما سيعجل بسقوط العاصمة وبالتالي اندحار المليشيات.
ولمديرية أرحب ثارات كبيرة مع المليشيات الانقلابية منذ غزو مناطقها سواء في عام 2011 إبان الثورة الشعبية، أو أثناء الانقلاب من قبل المليشيات الحوثية.
والتحق الكثير من شباب أرحب بالجيش الوطني في مارب بعد تدمير قراهم ومنازلهم، مما يعني أن بقية أرحب ستنتفض في وجه الانقلابيين بمجرد وصول قوات الشرعية إلى أطرافها.
ويحسب لقبائل أرحب وأبنائها أنهم مقاتلون أشاوس، وكانوا أول من هزم الحوثيين حينما دخلوا مديريتهم قبل ثلاثة أعوام، وحينما تخلى الجميع عنهم، وقتلهم بسلاح الدولة وعدم تكافؤ موازين القوى انسحب مقاتلو أرحب وانضموا للجيش الوكني في مارب.