تدفق مئات المواطنين من سكان مدينة تعز أمس الثلاثاء أول أيام عيد الأضحى على قلعة القاهرة كمتنزه يطل على مدينة تعز وواحدة من أهم المعالم الأثرية في المدينة.

وحسب الصور التي تناقلها نشطاء للقلعة أول أيام العيد فقد بعثت الروح للمدينة التي ترزح تحت القصف والحصار وعانت لفترة من اقتتال تشكيلات مسلحة بدخلها وسيطرة مجاميع متطرفة على أحياء ومواقع شكلت مصدر قلق للسكان.

وكانت لجنة التهدئة العسكرية التي شكلها الرئيس هادي بقيادة العميد عبده فرحان سالم المخلافي مستشار قائد المحور قد تمكنت من إنهاء المواجهات وإقناع الفصائل المسلحة بتسليم مواقع هامة داخل المدينة والتي من أهمها "قلعة القاهرة، ومبنى الأمن السياسي (المخابرات) والنادي السياحي ومنتزه زايد ومعظم هذه المواقع تشكل متنفسات لسكان المدينة.

وشكلت قلعة القاهرة مصدر رعب للسكان منذ بداية المواجهات في المدينة مطلع العام 2015 حيث كانت مركزاً للقوات الموالية لجماعة المتمردين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح قبل أن ينفرط عقد التحالف، وكانت مصدراً للقذائف التي تهطل على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة مسلحي المقاومة الشعبية الرافضة لسيطرة الحوثيين على المدينة.

وفي طورها الثاني وبعد تحرير أجزاد واسعة من مدينة تعز من سيطرة مليشيات الحوثيين وحليفهم صالح انتقلت قلعة القاهرة إلى مرحلة جديدة حيث باتت تحت سيطرة تشكيل (أبو العباس) المسلح وهو فصيل يتشكل من مسلحين سلفيين وآخرين يرفضون تلقي التوجيهات من القيادة العسكرية في محافظة تعز.

وظلت قلعة القاهرة مصدراً للنيران كلما اندلعت مواجهات بين كتائب أبو العباس وبين ألوية تابعة لمحور تعز العسكري كان آخرها الأسبوع الماضي في مواجهات دامت حوالي عشرة أيام وسقط فيها أكثر من عشرين قتيلاً وجريحاً من الجانبين، إلا أنها انتهت بإخلاء مسلحي أبو العباس للمرتفعات التي كانت تحت سيطرتهم وإخلاء مواقع أخرى من قوات اللواء 22 ميكا وتسليم تلك المواقع لقوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة والأمن العام.

وبدلاً من المسلحين بدت القلعة ومحيطها يعج بالزوار من الأطفال والنساء وامتلأ المسبح الصغير بجوار القلعة بالأطفال الذين وجدوا مكاناً لممارسة السباحة.

وأعلن مكتب الثقافة في تعز بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار عن مراسيم افتتاح القلعة فعاليات فنية وترفيهية تستمر لمدة ثلاثة أثام ابتداءاً من أول أيام العيد، ودعا المواطنين للمشاركة فيها في محاولة للتخفيف عن مدينة تطحنها الحرب والأزمة الإنسانية، وحضر افتتاح القلعة وكيل المحافظة ودشن فعاليات مهرجان العيد.

ويمر العيد في ظرف تعيش فيه اليمن حرباً وأزمة إنسانية غير مسبوقة خلفها الإنقلاب والحرب الدائرة في البلاد منذ ما يزيد عن أربع سنوات.