نص إحاطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى مجلس الأمن، أمس الجمعة:
شكراً جزيلاً سيدتي الرئيسة،
قد يتذكر أعضاء هذا المجلس أنني دعوت في آب/أغسطس من هذا العام إلى اتخاذ إجراء حاسم لاغتنام الفرص المتاحة لإحلال السلام في اليمن. ومنذ ذلك الحين، يتنامى الزخم للوصول إلى تسوية سياسية في اليمن. فقد رأينا الأطراف تعمل معًا بدعم من المملكة العربية السعودية والقوى الإقليمية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة للتوصل إلى تسويات بشأن مجموعة من القضايا تضمنت الوضع في المحافظات الجنوبية وتخفيض التصعيد في الأعمال العدائية وبعض التحديات الاقتصادية المحددة. هذه ليست قضايا صغيرة، والتوصل إلى تسويات فيما يخص تلك القضايا ليس إنجازًا بسيطًا للأطراف المعنية.
سيدتي الرئيسة،
لقد بدأنا نرى حاجة اليمن لنوع القيادة الذي يخلق السلام. فقائد السلام هو الذي يمارس فن التوصل للحلول الوسط، وتضمين الجميع، وهو الذي يشجع تفضيل التسامح على الاستحقاق. ونحن الآن نرى بعض الإشارات على وجود هذا النوع من القيادة، وأود، سيدتي الرئيسة، أن أفصل بعض الأمثلة على هذا في تلك الإحاطة.
أول مثال على ذلك هو اتفاقية الرياض الموقعة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. لقد خلقت أحداث آب/أغسطس، كما أخبرت المجلس في حينها، "تهديدًا وجوديًا" لليمن حيث كان احتمال تفكك الدولة حقيقيًا ومخيفًا في الحقيقة، ولكن، خلال المحادثات التي أدت إلى التوصل إلى اتفاق الرياض والتي استمرت على مدى 86 يومًا، جلس قادة من الأطراف المتنافرة معًا واتفقوا على العمل من أجل قضية أكبر. وقد أشادت المملكة العربية السعودية بوصفها الوسيط، ووفقاً لأفضل تقاليد دور الوساطة، بشجاعة الأطراف بدلاً من انتقادهم على الأسابيع العديدة الشاقة التي مرت في سبيل التوصل إلى هذه اللحظة.
يجب علينا جميعًا أن نشكر الرئيس هادي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك القيادة السعودية على هذا المثال لكيفية إخراج الأفضل في الأطراف. ويجب أن يكون هذا بمثابة حافز لتحريك اليمن بسرعة نحو تسوية هذا الصراع الذي نناقشه اليوم في المجلس من خلال الوسائل السياسية.
يظهر إنجاز المملكة العربية السعودية في هذا الخصوص الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الدعم الإقليمي في كل جهودنا للوصول إلى السلام. قبل أسبوعين، تشرفت بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وقد كان إيجابيًا للغاية بشأن احتمالات التوصّل إلى حل سلمي شامل للنزاع في اليمن وكان واضحاً لي أن المملكة العربية السعودية ستدعم كل الجهود المبذولة لتحقيق ذلك. هذا وأكد ذلك ملك المملكة العربية السعودية، الملك سلمان، يوم الأربعاء في خطابه لمجلس الشورى، حين عبّر عن أمله أن يفتح الاتفاق الموقّع في الرياض الباب أمام محادثات سلام أوسع. أنا مُمتن لقيادة الملك ولقيادة ولي العهد ولكلماتهم الداعمة.
سيدتي الرئيسة،
فيما قد يعد إشارة أكثر أهمية على أن هناك شيئًا ما يتغير في اليمن، أود أن ألفت انتباهكم إلى مؤشر بسيط عن الحرب نفسها. خلال الأسبوعين الماضيين، انخفض معدل الحرب بشكلٍ كبير: فقد انخفضت الغارات الجوية بنسبة تقترب من الـ 80٪ على مستوى البلاد مقارنةً بالأسبوعين السابقين وفقًا للتقارير. وفي الأسابيع الأخيرة، كانت هناك فترات طالت لمدة 48 ساعة بدون غارات جوية للمرة الأولى منذ بدء النزاع.
نحن نسمّي ذلك خفضاً للتصعيد وتهدئةً لوتيرة الحرب، ونأمل أن يكون هذا تحركاً محتملاً نحو وقف إطلاق النار الشامل في اليمن الذي طالب به مارك، وأثق أن أُورسولا توافقه، والعديد من أعضاء هذا المجلس لفترة طويلة للغاية. وقد استمر وقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على الأراضي السعودية، والذي تم إعلانه من قبل أنصار الله في 20 أيلول/سبتمبر، للشهر الثاني على التوالي. الجهود المبذولة للحد من العنف ما زالت مستمرة. آمل أن نتمكن قريباً من البناء على هذا الإنجاز.
يجب أن أُنوه هنا بوضوح عن تأييدي ودعمي الكاملين لكل الجهود الرامية لتهدئة الحرب في اليمن، وتستمر الأمم المتحدة في تحمل مسؤوليتها، مسؤوليتنا في تقريب الطرفين من إنهاء النزاع. إن ما يجري في الوقت الراهن، في الجنوب والشمال على حد سواء، يُرسي الأساس الضروري، بل والحيوي، لتلك العملية. وتلك الأفعال التي رأينا ترجمتها في صورة تهدئة حدة الحرب، وفي صورة الوصول لاتفاق بخصوص الجنوب، هي قرارات اتخذها قادة بدأوا في رؤية احتمالية الوصول للسلام بشكل قد لا يكون واضحاً بشكلٍ كامل، إلا أنه لا مجال لإغفاله.
لذلك، سيدتي الرئيسة، نحن نحتفل بهذه الإنجازات بينما نستعد لدورنا على الطاولة.
سيدتي الرئيسة،
مثالي الثالث يتعلق بتنفيذ اتفاق استكهولم، والذي يقترب عمره الآن من العام. لقد رأينا إشارات إيجابية مس