قالت كاتبة وصحفية عربية، إن قرار جماعة الحوثي عدم استخدام الفئة الجديدة من العملة المحلية التي اعتمدتها الشرعية اليمنية، واستبدالها، إمّا بالفئة القديمة المتهالكة أو بـ"الريال الإلكتروني"، "لا يستدعي السخرية فقط، لأن هناك من يدفع ثمن هذا الخبث من المواطنين الأشد هشاشة وتهميشاً، أقل ما يُقال عن هذا الفعل أنه فُجْرٌ في البلطجة".

وقالت الإعلامية اللبنانية، جمانة فرحات، رئيسة قسم الأخبار العربية والدولية في "العربي الجديد"، في مقال لها، إن الحوثيين يتصرّفون كأنهم في معزل عن البيئة التي يوجدون فيها، "يتعاطون مع اليمنيين على أنهم غارقون في نعيم الجماعة، لا جحيمها، بعدما كانت سبباً في حربٍ ممتدة منذ سنوات، دمرت البلاد".

وأضافت: "يريد الحوثيون نهب اليمنيين حتى آخر رمق"، مستطردة بالقول: "مشكلة الحوثيين، كما أي مليشيات عسكرية تتضخم في توسعها، أنها تعيش اليوم في فقاعةٍ من الوهم، وهم القدرة على الاستمرار في هذا النهج المدمر والمذل لليمنيين".

وأكدت الكاتبة العربية أن قوة الحوثيين الحالية لن تستمر إلى ما لا نهاية، "يحكم الحوثيون اليوم بالبطش، كل من يجرؤ على رفع الصوت ضدهم يكون مصيره السجن، والتهم عديدة وجاهزة، وأولها "العمالة للعدوان"، كما كل الأنظمة القمعية والدكتاتورية".

مضيفة: "كلما مرّ يوم إضافي لهم في الحكم زاد تسلّطهم على رقاب اليمنيين، لأنهم يدركون، وبفعل معرفتهم بتاريخ اليمن السياسي والتحولات التي طرأت عليه على مدى العقود الماضية، أنهم بغير ذلك هالكون".

وأوضحت أن جزء كبير ممن يتعاملون مع الحوثيين، "فعل ذلك إما مصلحةً لتحقيق منافع، بعدما نمت طبقة جديدة تراكم الثروات باسم الحوثيين الذين دخلوا في لعبة السرقات والنهب، وتحولوا إلى أمراء حربٍ يتاجرون بمعاناة اليمنيين، أو اتقاء لشرهم اللامحدود وهرباً من سجونهم، لكنهم لن يتردّدوا في الانقلاب عليهم، متى ما سنحت لهم الفرصة لذلك".