مشروع العودة إلى المدراس.. اتفاقية لدعم 5 آلاف طالب وطالبة الرئاسي يحذر من استمرار الحوثي في استغلال مظلومية الفلسطينيين للتحشيد ضد اليمنيين بترومسيلة: نجاح تشغيل وحدة تكرير زيت الوقود الثقيل "المازوت" دمار وأمراض.. أكثر من مليون و300 ألف يمني تضرروا من السيول خلال العام الجاري نزع 469576 لغما حوثيا خلال 6 سنوات مشروع إعلامي في مارب لمواجهة الفكر الكهنوتي ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 189 إفشال هجوم لمليشيا الحوثي غرب تعز 9 ديسمبر موعدا لانتخابات اتحاد كرة القدم رئاسة الوزراء توجه بحماية حرية التعبير وإلغاء أي إجراءات تستهدف نقابة الصحفيين
أصبح المشهد السياسي العام في اليمن ساحةً للتنجيم بعد أن انتقلت كل أحداثه ومعطياته ومستجداته إلى ما وراء المشهد.
بات الجميع في هذه الساحة التي خلت من الفعل السياسي المبني على قاعدة المعلومة يقوم بالتنجيم لمعرفة ما يجري فيما وراء المشهد.. كثير من المواقع الإعلامية، التي شغلها في الأساس هو تزويد الناس بالخبر والتحليل بالاعتماد على الوقائع والمعلومة، تحولت إلى عرافة ترمي بياضها وتنجم، وحتى الكثير من الكتاب والمحللين الجادين صاروا يتلقفون أية معلومة هائمة تصدر من هنا أو هناك ليبنوا عليها استنتاجات هي أقرب إلى شغل العرافات والتنجيم.
ما يجري في ما وراء المشهد شيء لا يحتمل التنجيم، ولا يجب أن يترك للعرافات.. الوضع الذي يدخل هذه المرحلة من الغموض يضع أكثر من سؤال حول الأسباب التي تجعل صانعي أحداثه يهربون الى ما وراء المشهد ليفرغوا حمولات التيار العالي في شحنات صغيرة للتبريد!
ويطرح السؤال كيف جرت العملية؟!
ثم يأتي الجواب في صورة الكشف عن استمرار توريد الأسلحة وأجزاء ومكونات الطائرات الدرونز والصواريخ.. وغيرها للحوثيين على نحو أشد وأخطر من كل المراحل التي سبقت عملية التبريد.
عموماً كل ما يمكن أن يقال في هذا المقام في الوقت الحاضر، وفي ظل هذا الغموض الذي يطوق ساحة الأحداث، هو شكل من أشكال التنجيم أيضاً لأن معطيات ما يدور فيما وراء المشهد لا زالت تطبخ على نار هادئة، وأن على الحكومة اليمنية وقيادة الدولة أن تدفع ثمن الغاز الذي يشعل هذه النار بما هو أغلى من النقود، ذلك هو مكانتها ودرجة الثقة فيها في التعاطي مع هذه العملية المركبة والمعقدة التي يتوقف عليها مستقبل اليمن.
وعلى الرغم من استحالة قراءة المشهد بعيداً عن "التنجيم"، فلنحاول هذه المرة قراءته من خلال العلاقة العضوية بين ما يحدث في اليمن وما يتعرض له زخم المشروع الإيراني من تراجع وتكسير، أي من الزاوية التي يظهر فيها جانب من هذا المشهد من خلال ما تشهده إيران من تحديات وتفجيرات ومظاهرات واحتجاجات استطاعت حتى الآن أن تبرز هشاشة النظام الحاكم هناك، وهشاشة علاقته بالمجتمع.
والمؤكد أن هذا النظام بات يشرب من نفس الكأس الذي أراد أن يسقي به المنطقة، كل هذا ليبدو معه السلام في اليمن وكأنه أصبح دالة في أحداث كبرى يجري بواسطتها تفكيك هذا النظام المتسبب في كل ما يحدث لليمن من كارثة، والمؤذي للمنطقة كلها.
من الواضح أن هذا النظام المؤذي أصبح أمام خيارين، وكلاهما سيفضيان إلى ضرب زخم مشروعه في الصميم: الأول، أن يواصل مقاومة التكسير التي يتعرض لها والتي ستستنزف قدراته وامكانياته وتراكم الشروط اللازمة لعملية تغيير شاملة.
والثاني هو أن يسارع إلى تقديم تنازلات أساسية يعاد معها صياغة الأمن الإقليمي بقواعد لا تترك خيارات كثيرة أمام وكلاء ايران، ومنهم الحوثيون، غير التوجه نحو السلام، والتخلي عن المشروع الطائفي، والقبول بشروط المواطنة، والمشاركة في بناء الدولة الوطنية.
جلّ ما في المسألة هو أن "عملية التبريد" التي تجري في ما وراء المشهد يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن الحوثي هو قداحة لإشعال النار بيد إيران، وأن استمرار تزييت هذه القداحة لن تفضي سوى إلى مواصلة إشعال المزيد من النيران.