تقاطع غير مسبوق للأزمات.. البنك الدولي: تغير المناخ يهدد نصف اليمنيين الاتحاد الدولي للصحفيين يرفض التعسفات ضد نقابة الصحفيين في عدن في اليوم العالمي للطفل.. 10 ملايين طفل يمني بحاجة إلى المساعدة توصية بإنهاء الازدواج الوظيفي وإعادة تقييم الحد الأدنى للرواتب دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية والرئاسي يشيد أحزاب شبوة تندد بقمع الفعاليات السلمية وتطالب باحترام حرية الرأي نيوزيلندا تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الرابع خلال عام.. فيتو أمريكي لدعم حرب الإبادة في غزة السفير السعودي: المملكة شريك فاعل مع الأشقاء في اليمن وستستمر بأداء واجبها الأخوي هيئة رئاسة مجلس النواب تناقش الترتيبات اللازمة لاستئناف انعقاد جلسات المجلس
كلما مرّ الحديث عن ملف المختطفين في سجون مليشيا الإرهاب الحوثية عاد وبقوة إلى الأذهان ذِكر الأستاذ محمد قحطان، ومن غير المقبول أو المعقول أن يتم تجاوز اسمه في أي عملية تبادل تتم بين الشرعية والانقلاب.
ولابد من الضغط من قبل الفاعلين السياسيين وممثلي المنظمات الإنسانية والميسرين لعمليات التبادل في هذا الاتجاه فـ"قحطان" رجل سياسة وسلام وتفاهم، وبقائه كل هذه المدة مخطوفاً ومجهول المصير هو إخفاق للمنظومة السياسية والإنسانية كلها دون استثناء.
لم يحمل "محمد قحطان" يوماً سلاحاً سوى الحُجة البالغة وأثقال من الحصافة وحِملاً من المنطق، وكماً هائلاً من الخوف والقلق على حاضر ومستقبل البلد، وختم مسيرته السياسية قبل اختطافه أن كان آخر المغادرين لطاولة المفاوضات وهو يبذل أقصى ما يملك من جهد لتجنيب البلد والشعب ويلات الانقلاب، وما سيجلبه من فوضى على الأرض والإنسان.
وأثبتت الأحداث لاحقاً أن ما كان يخافه ويعمل لأجل منعه حلَّ بالجميع، وأصبح "قحطان" أحد ضحايا هذه الفوضى الانقلابية التي جاهد ليقي البلد شرورها، لكنه اصطدم بتعنت الانقلابين المسكونيين وقتها بـ"انتفاشة وهم السلطة" والأحلام الزائفة بالتملك والسيطرة.
لا يوجد مبرر مقنع أبداً لاستثناء قحطان من كل صفقات التبادل، ولن يقنعنا أحد بأسباب ذلك مهما حاول، وخاصة أن للانقلابين مكاسب حصلوا عليها، وقيادات استردوها، ولم تحصل أسرة قحطان حتى على تطمين حول حياته أو صحته، ولم يبقَ في البلد مختطفاً لم يعرف أهله مصيره أو يسمعون صوته إلا هُوَ، فأي حقدٍ هذا؟ وأي عجز؟!
وأين دور الكيانات الدولية التي تتشدق برعايتها لحقوق الإنسان، وتحت هذا العنوان يقدمون للانقلابين خدمات تتجاوز دورهم الإنساني والحقوقي إلى محاولات منح الانقلاب شرعية لا يحلم بها، ولن يعترف بها أحد ولو طالت بهم السنين، وحين الحديث عن قحطان يتملكهم "التَمَسكُن" وكأن على رؤوسهم الطير.
لـ"قحطان" اسرتان تنتظرانه على أحرِّ من الجمر، أسرة صغيرة حالها كبقية أسر المخفيين تموت باليوم مرات ومرات وهي تتمنى عودته أباً وأخاً وجداً، أما أسرته الكبيرة فهم نحن اليمنيون في كل جهات الوطن تعلمنا منه دروس النضال وأخذنا عنه أبجديات الحرية، وكل يوم تمر ننتظر أن يفعل أرباب السياسة والإنسانية شيئا لأجله فقد فعل لأجلنا جميعاً كل شيء، ويخيبُ أملنا وأمل أسرته الصغيرة كثيراً حين تمرُّ صفقات التبادل ولا نعثر على اسمه!
ونعتبر ذلك الإخفاق عيباً وعاراً أسوداً لا مجال ليظل مستمراً في هذه الصفقة، ولابد من فعل حقيقي وضغط قوي لتلافيه لنستعيد حكيمنا ومعلمنا "قحطان"، وكل المختطفين في معتقلات الانقلاب.