تعز ومأرب.. مظاهرات لنصرة غزة ومطالبة العالم بوقف حرب الإبادة ومحاسبة قادة الاحتلال وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية العرادة يطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعادة تقييم مواقفهم من مليشيا الحوثي اتفاقية لتنظيم نقل البضائع بين اليمن والدول العربية وزير الدفاع: مليشيا الحوثي تنشط في تهريب الحشيش والمخدرات اليمن يكسب طاجيكستان في كأس ديفيز للتنس ترحيب فلسطيني بأوامر اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية
محمد قحطان هو صوتنا وضميرنا نحن اليمنيون الذين توارثنا النضال جيلا بعد جيل من أجل قضايانا الوطنية، وكان هذا السياسي الصادق خير ممثل عنها ومن أشجع من حملها وعبر عنها بطهر الفكرة وصدق الانتماء وأفقه اللامحدود.
في نهاية العام الثامن على تغييبه نرى هذا الاحتشاد الشعبي الواسع خلف قضيته لأنه لم يعد ملكا لحزب الإصلاح وحده، فقد تحول من قائد سياسي إلى رمز وطني وزعيم شعبي ينتمي إلى كل بيت يمني وينتمي إليه كل يمني صادق بغض النظر عن توجهه وانتماءه، لا لشيء إلا لأنه حمل حلم كل يمني وناضل من أجله وأوصله إلى ساحة السياسة التي مارسها برقي تميز به عن الجميع وأسس لقواعد مختلفة تتجاوز حالة الانتماء الضيق والتعصب الفج الذي كان سائدا حينها، ليس في اليمن فحسب، بل في عموم الأقطار العربية، وكانت تجربة محمد قحطان وتحديثاته لمفاهيم الممارسة السياسية نموذجا ما زال يبهر الجميع حتى الآن، عجز الجميع من بعده عن إيجاد صيغة كتلك التي ابتكرها أو على الأقل كان له الدور الأهم في اختراعها.
كل الأطراف اليمنية مدينة لمحمد قحطان بمواقفه الصادقة معها، وكل القضايا وجدت في ضميره ما يكفي من الاهتمام والإخلاص، والأهم من هذا كله أن نضاله الطويل كان واضح الغاية ونبيل المقصد، وكل جهوده كانت تصب من أجل قضيتنا المركزية المتمثلة ببناء الدولة الوطنية الجامعة التي تحمي الجميع ويشعر كل يمني بانه منها وإليها حقوقه محفوظة وواجباته تجاهها معروفة، وكذلك الحفاظ على الجمهورية التي لم تكن الأخطار المحدقة بها والشر الذي يتربص بها غائب عن ذهن محمد قحطان اليقظ.
عندما اختطفه الظلاميون كانوا على إدراك تام لكل هذا الحضور الوطني الصادق والنزيه في ضميره وعقله، وكان تقييمهم بأنه رمزية لكل ما أتو من أجل القضاء عليه، وتغييبه كان في نظرهم هو أسهل الطرق لإقناع الآخرين بموت كل شيء يمثله، وأن عهد الحلم اليمني قد ولى إلى غير رجعة وحل محله عصر الانكسار والاستسلام للماضي الذي ظننا يوما اننا تجاوزناه، وما إصرارهم على إبقاء هذا العملاق مغيبا حتى اللحظة إلا من أجل التأكيد على أنهم لم يتخلوا بعد - ولن يتخلوا - عن نهجهم الذي ابتدأوه، لكننا على ثقة بأنها انتفاشة كما وصفها قحطان ستزول عما قريب.