آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات عدنان الجبرنيالجانب الآخر من قضية تفجير البيوت في رداع

عدنان الجبرني
عدنان الجبرني
عدد المشاهدات : 396   
الجانب الآخر من قضية تفجير البيوت في رداع

أولا: جذر المشكلة أن شقيق المشرف الحوثي قتل مواطن قبل عام، ولجأت أسرة القتيل إلى القضاء ولم يتم القبض على القاتل لأنه "مؤمن مجاهد" وشقيق المشرف وظل شقيق القتيل سنة يطالب بضبطه دون جدوى أو إنصاف أو عدالة، بعدها قرر يترصد القاتل ويأخذ بثأره، وعندما وجده نال منه وقتله ولاذ بالفرار، ثم جاءت الجماعة بحملة رسمية للبحث عنه فلم تجده في المنزل، وبدأت تقرأ من الملزمة: فر المنافق يجب أن تفجروا منزله. وهو ما فعلوه. وهذا يضيء على جانب من سلوك الحوثي، أي حد من المؤمنين يقتل أو ينهب ليس عليه حساب ولا يدخل حبس ولا يناله عقاب لأنه "مع الله".

ثانيا: التوحش الحوثي واللجوء لأقسى الخيارات في القوة، هو مؤشر على غيظ الجماعة من عناد وبأس اليمنيين ورفضهم الخضوع لها، وما زالوا يقاتلون ويرفضون ويصرون على حقهم مهما صورت هذه الجماعة نفسها أنها باطشة ومتوحشة بلا أخلاق، وبالتالي نحن هنا أمام قصة بطولة في جانبها الآخر، ومثل هذا الرجل البيضاني الشجاع آلاف فعلوا نفس السلوك، عندما تتغطرس الجماعة بحقهم يأخذون حقهم بأيديهم.

ثالثا: مشكلة الحوثيين مع الحادثة أنها نُفذت بشكل خاطئ قليلا وسقط قتلى كثير بشكل فضحهم وجعلهم في موقف مخزي يصعب تبريره، ولذلك بادروا للهروب إلى الأمام بادعاء الإنكار، ويتساءل المرء هل فتح أحدهم فمه عندما فجرت جماعتهم 800 منزلا خلال السنوات الماضية؟ هل خجل أحدهم من اقتحام مؤمنيهم آلاف البيوت ونهبوها وما زالوا يسيطرون على آلاف منها حتى اليوم؟

رابعا: اتقن الحوثيون على مدى سنوات "الهلس" بعد كل فضيحة، والتركيز على إجراءات إعلامية ولجان لتحويل أي جريمة إلى دليل على عدالة "السيد" ولكن لم يسبق أن أنصفوا أحدا وكل ما يقومون به هدفه امتصاص غضب الناس ويراهنون على نسيان الشعب، بينما يواصلون التعبئة ونقل الناس من فصل إلى آخر في الجريمة والبروباغندا، وهذا أمر أصبح مؤخرا مستعصيا وبات الناس في قناعات حقيقية رغم ادعاء الجماعة تعلقها بقضايا الأمة مثلا.

خامسا: تذكروا أن هذه الجماعة التي تقتل وتبطش وتنهب وتجوع الناس وتمارس عليهم فرزا طبقيا مقيتا وتنتهك كل الحرمات تسمي نفسها "أنصار الله" وتزعم أنها "مسيرة قرآنية" وأن قائدها موصوف لدى أتباعه بأنه "امتداد النبوة" و"علم الهدى" والرجل الذي "يتلقى توجيهاته من الله"، كل هذا وهو الرجل الذي أهان اليمنيين في بيوتهم ولقمة عيشهم ولم يبق جريمة إلا ومنهجها وأطّرها سلوكا، ومع ذلك تدفعهم العنصرية والفوقية السلالية إلى تكرار بجاحتهم على الناس بالقوة وبإصرار وصفاقة غير مسبوقة في التجارب البشرية.