آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات عبدالباسط القاعديالإصلاح في الصين

عبدالباسط القاعدي
عبدالباسط القاعدي
عدد المشاهدات : 496   
الإصلاح في الصين

تحظى زيارة وفد التجمع اليمني للإصلاح رفيع المستوى لجمهورية الصين الشعبية باهتمام ومتابعة واسعة من قبل المهتمين والمتابعين للشأن السياسي اليمني كونها جاءت في ظل المتغيرات والتطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة اليمنية والعربية والتأثير المتنامي والكبير للصين في كل الملفات الحيوية التي تمس مصالح دولنا ومنطقتنا.

ومن وجهة نظري فإن الزيارة تكتسب أهمية خاصة كونها تعد الزيارة الأولى لوفد رفيع من الإصلاح برئاسة الاستاذ عبدالوهاب الانسي الأمين العام للحزب وتمثيل شمل الأمانة العامة وقيادات المحافظات وعدد من القيادات الإصلاحية التي تتولى مناصب رسمية رفيعة في الحكومة بينهم مستشاري الرئيس ونائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الشورى ووزير الصناعة والتجارة ووزراء سابقين وأعضاء في البرلمان ورئيس الكتلة الوزارية للإصلاح، وغيرهم.

‏كما أن الزيارة جاءت وفق دعوة رسمية من الحزب الشيوعي الصيني وهو الحزب الحاكم في الصين، وتم التحضير لها منذ وقت مبكر وسبقتها العديد من اللقاءات الثنائية للترتيب للزيارة وإعداد برنامجها لضمان الخروج بنتائج عملية وملموسة تعزز العلاقة بين الحزبين.

‏ومن خلال المتابعة لبرنامج الزيارة للأيام الماضية فقد كانت أيام عمل مكثفة وحافلة باللقاءات المهمة وشملت العديد من النظراء من الجانب الصيني رفيع المستوى، إذ أن المسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني هم الذين يديرون السلطة ويرسمون توجهاتها.

‏والصين اليوم كدولة لها موقعها وتأثيرها القوي في العالم الذي يتجه نحو توازن وتعدد الأقطاب، تبحث عن حلفاء موثوقين في المنطقة وبالذات تلك القوى التي لها امتداد اجتماعي وشعبي ولديها إسهامات وحضور قوي، كما أن اهتمام القيادة الصينية بحزب الإصلاح نابع من الاهتمام الذي توليه لليمنيين ويقينها بأن الإصلاح هو الحزب القوي والمتماسك والأقدر على صنع علاقات مستدامة، خاصة في ظل مبادرة الحزام والطريق التي تبنتها الصين وتعمل على ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.

‏إن حجم الارتياح الصيني لتجربة الإصلاح لا تخفى على المتابع الحصيف فالزيارة التي تمتد لتسعة أيام انقضت منها 5 أيام بينما البرنامج لا يزال حافلا والمباحثات جارية في كافة الملفات، فعلى المستوى الحزبي تم التأكيد على تبادل الخبرات والزيارات والتدريب والتأهيل، وقدم الإصلاح برنامج فيما يخص العلاقة بين الحزبين، كما اقترح الإصلاح برنامج تعاون متعلق بدعم الصين للشرعية، وكما يبدو فإن هذا الأمر تم بالتنسيق مع قيادة الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة ورئيس مجلس الوزراء.

‏ومن القضايا الجوهرية التي تؤكد عليها الصين دائما هي موقفها الواضح الداعم لسلامة ووحدة التراب اليمني، واستعدادها للمساهمة في حل الأزمة اليمنية ودعمها لجهود تحقيق السلام الشامل والعادل وتقديم المساعدات، وهذا الموقف كان محل ترحيب الإصلاح الذي أشاد بموقف الصين ودعمها للقرار 2216 ومرجعيات الحل المتفق عليها.

‏تخلل البرنامج أيضا زيارة السفارة اليمنية في بكين واللقاء بقيادة وطاقم السفارة والتنسيق المسبق معها ودعم جهودها في خدمة اليمنيين وتقديم كافة التسهيلات لهم.