إحالة قضايا فساد في الاستثمارات النفطية إلى النيابة العامة تقاطع غير مسبوق للأزمات.. البنك الدولي: تغير المناخ يهدد نصف اليمنيين الاتحاد الدولي للصحفيين يرفض التعسفات ضد نقابة الصحفيين في عدن في اليوم العالمي للطفل.. 10 ملايين طفل يمني بحاجة إلى المساعدة توصية بإنهاء الازدواج الوظيفي وإعادة تقييم الحد الأدنى للرواتب دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية والرئاسي يشيد أحزاب شبوة تندد بقمع الفعاليات السلمية وتطالب باحترام حرية الرأي نيوزيلندا تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الرابع خلال عام.. فيتو أمريكي لدعم حرب الإبادة في غزة السفير السعودي: المملكة شريك فاعل مع الأشقاء في اليمن وستستمر بأداء واجبها الأخوي
زعيق الحوثي بات يغطي على رنين أجراس السلام، في فضاءات معتمة ومخيبة، هناك سكون، أشبه بسكون المقابر، لا يكدره سوى ثرثرة الحوثي عن انتظاره موافقة المملكة العربية السعودية لتوقيع "خارطة الطريق"، فيما يشبه فهلوة الحاوي الذي يلعب على فقدان البصيرة عند متابعيه.
خارطة الطريق إلى السلام عند الحوثي هي مجرد شماعة يعلق عليها جرائمه المرتكبة بحق اليمن واليمنيين، أي أنه لا يراها سوى اعتراف بحقه في التمرد على الدولة اليمنية، والقبول بأنه مُعتدى عليه.
وبسبب ذلك فإنه لا يقبل التفاوض بشأن السلام إلا مع المملكة العربية السعودية، هذا ما صرح به مؤخراً المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإرهابية من داخل عمان، ناكراً الجهود التي يبذلها الاشقاء السعوديون والعمانيون كوسطاء، وأن خارطة الطريق التي يتحدث عنها هي جهد مشترك، يتم التشاور بشأن بنودها مع الحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية.
هذا الزعيق الذي يصدر عن أنفس محتقنة بحماقة الاعتقاد بأن التهديد بمواصلة خيار الحرب هو الذي سيوفر الشروط المناسبة لهم لتوقيع خارطة تعترف بانقلابهم، مع ما يرتبه ذلك من قيام نظام طائفي على غرار ما حدث في بلدان أخرى امتدت إليها يد إيران لتعبث بدولتها الوطنية.
يرافق هذا الزعيق الذي لا يتوقف، مسرحية البحر الأحمر التي تنفذ مشروعاً فارسياً قديماً في ظل صمت غير مفهوم للدول المطلة على هذه المجرى البحري العربي الهام، وخطف طائرات شركة الطيران اليمنية في سلوك يعبر بصورة واضحة عن الطبيعة الطارئة لهذه الجماعة التي لا تعترف بالدولة ولا بقيمها.
فالذي يختطف دولة بأكملها سيختطف الطائرات وسيعتبر ذلك انتصاراً، وسيختطف الناس من الطرقات ومن منازلهم وسيعتبر ذلك انتصاراً أيضاً، وسيفاوض على ذلك من موقع المنتصر كما يحدث اليوم وهو يخفي المناضل الوطني الكبير محمد قحطان، والمواطن البريء معتز عبدالحميد، والآلاف ممن اختطفهم وأخفاهم ليساوم بهم مقابل إطلاق مقاتلي مليشياته.
إن السلام عملية تاريخية لا يضطلع بها إلا أولئك الذين لا يرون الحروب سوى حالة استثنائية قد تستلزمها الضرورة، وهي مؤقتة وجزئية من عملية سياسية واسعة هي في الأساس موضوع الرهان الحقيقي لتحقيق التوافق والعيش المشترك، أما الذين يرون الحروب وسيلة للعيش والارتزاق فسيظلون يعملون على إسكات أجراس السلام بزعيقهم المستمر وحماقاتهم التي ستقرر في نهاية المطاف المكان الذي يليق بهم.