في اليوم العالمي للطفل.. 10 ملايين طفل يمني بحاجة إلى المساعدة توصية بإنهاء الازدواج الوظيفي وإعادة تقييم الحد الأدنى للرواتب دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية والرئاسي يشيد أحزاب شبوة تندد بقمع الفعاليات السلمية وتطالب باحترام حرية الرأي نيوزيلندا تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الرابع خلال عام.. فيتو أمريكي لدعم حرب الإبادة في غزة السفير السعودي: المملكة شريك فاعل مع الأشقاء في اليمن وستستمر بأداء واجبها الأخوي هيئة رئاسة مجلس النواب تناقش الترتيبات اللازمة لاستئناف انعقاد جلسات المجلس جهل فاضح واستغفال للرأي العام.. البنك المركزي يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج معسكر خارجي للمنتخب الوطني استعدادا لبطولة خليجي 26
بين الفينة والأخرى يطل علينا بعض المتحذلقين بدعاوى تنقيح التراث وكأنّهم قد اكتشفوا ما لم يسبقوا إليه من قبل، بينما حقيقة دعواهم لا تخرج عن دعاوى المستشرقين وأفراخهم من أدعياء الحداثة وأنصار المدرسة الشحرورية، وذلك لا يعني بكل حال تعصيم كتب التراث من الدخن والمدسوس أيضاً.
وقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بتنقيح التراث وفق ضوابط علمية وقواعد دقيقة وأسست لذلك جملة من العلوم التي تعنى بهذا التنقيح، دون أن تظهر حول ذلك إشكالات علمية أو فكرية أو تشكل أزمة في المجتمع الإسلامي، ومن بين هذه العلوم:
1- علوم الحديث
التي عنيت بتحقيق الحديث النبوي ووضع القواعد والأسس لتنقية الأحاديث والعناية بالسنة النبوية، وجهابذة هذا الفن علماء الحديث، والجرح والتعديل المتخصصون في ذلك.
2- الفقه الإسلامي
وفي مجال الفقه الإسلامي وتنقيته، قدمت جهود جبارة ودونت المصنفات في ذلك كما في كتاب الأم للإمام الشافعي ورسالته، ولم تزل كتب الفقه وبخاصة المطولات منها تناقش الاقوال الفقهية وتغربلها، وترجح وتستدرك وتضعف وتحكم بشذوذ بعض الآراء كالمجموع للنووي والحاوي الكبير للماوردي والمبسوط للسرخسي والمغني لابن قدامة، وكذلك كتب الظاهرية كالمحلى لابن حزم ومن تأثر بهذه المدرسة كالشوكاني وابن الأمير ونحوهم، والحال كذلك في بقية العلوم كالتفسير واللغة والتاريخ والعقيدة.
وفي الآونة الأخيرة ظهر علينا أنصار محمد شحرور، والمتأثرون بأفكاره بما يسمى عندهم بالقراءة الجديدة للإسلام وهؤلاء في حقيقتهم مفلسون من علم الشريعة، منهزمون حضارياً، مفتونون بمفردات التغريب، ينادون بتنقيح التراث وفقاً للآتي:
1- التنقيح دون ضوابط علمية، أو معايير ثابتة، وإنما يحدوهم إلى ذلك مجرد الأهواء التي عشعشت في رؤوسهم ليجعلوا منها قواعد لهدم التراث بذريعة تنقيحه.
2- يعمدون إلى مفردات من النصوص ويبترونها عن سياقها، أو يعجزون عن فهمها وجمعها مع غيرها نظراً لعجزهم عن إدراك القواعد الفقهية والأصولية، وكيفية التعامل مع النصوص التي تحتاج إلى جمع وترجيح وحمل بعضها على وجه دون آخر فيقومون حينئذ بردها جهلاً منهم وإن كانت في أصح الكتب، بل ولو كانت متواترة، ومثل هذا السلوك لا يختلف عن سلوك الفرق والطوائف المنحرفة كالخوارج والرافضة والمرجئة والقدرية الذين يضربون النصوص بعضها ببعض ويأخذون بالمتشابه ويتركون المحكم والمنهجية واحدة في المحصلة وهي اتباع الأهواء والتحكم في نصوص الوحي بغير برهان.
وخلاصة القول إذا لم تكن الدعوة إلى تنقيح التراث، قائمة على الأسس والمعايير العلمية الدقيقة، وعلى أيدي علماء متخصصين في مجالاتهم، فإن ذلك يعتبر دعوة إلى التخريب والتحريف وهدم التراث، ولن يقف دعاته عند حد، بل سينتقلون من الحديث إلى القرآن، وقد فعل بعضهم، لأن المسار منحرف والمقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة.