في اليوم العالمي للطفل.. 10 ملايين طفل يمني بحاجة إلى المساعدة توصية بإنهاء الازدواج الوظيفي وإعادة تقييم الحد الأدنى للرواتب دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية والرئاسي يشيد أحزاب شبوة تندد بقمع الفعاليات السلمية وتطالب باحترام حرية الرأي نيوزيلندا تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الرابع خلال عام.. فيتو أمريكي لدعم حرب الإبادة في غزة السفير السعودي: المملكة شريك فاعل مع الأشقاء في اليمن وستستمر بأداء واجبها الأخوي هيئة رئاسة مجلس النواب تناقش الترتيبات اللازمة لاستئناف انعقاد جلسات المجلس جهل فاضح واستغفال للرأي العام.. البنك المركزي يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج معسكر خارجي للمنتخب الوطني استعدادا لبطولة خليجي 26
من المهم الاشتغال على تطوير قدراتنا على المواجهة، ووضع الاستراتيجيات المناسبة، وتحديد الأولويات والمهام، وتصنيف القضايا حسب درجة الخطورة والأهمية، وبذل الطاقة بالقدر المطلوب للتخلص والتجاوز، والتركيز على فعل المقاومة، وعدم تبديد الجهد فيما هو ثانوي وهامشي وغير ذي بال.
إدارة الصراع فن، وعمل مهم وخطير، يبدأ من داخل العقل والروح، بعقلنة الصراع، وأنسنته وتأطيره ضمن أبعاده الوطنية ووفق القيمة والمعنى، وتفكيكه، والتعامل معه بوعي وبروح محاذرة، لا تصارع كي تصرع ذاتها، وتخسر قضاياها المركزية ومبادئها الأساسية.
وحين يكون الصراع وطنياً فهو يستوجب الارتفاع بالقضايا إلى مستوياتها اللازمة، وعدم الانغلاق داخل تأطيرات وصيغ ضيقة، تهزم المشروع الجمعي، وتقزم الأدوار، وتكرس حالة من العصبوية، والانقسام الهوياتي، والإنتماءات الجغرافية الضيقة.
صنع الحوثيون انحطاطهم الخاص وفرضوا علينا للأسف صورتهم ومنطقهم وخطاباتهم وسجالاتهم، ونجحوا في تعميم بشاعاتهم وتفجير الوعي والروح والوجدان وسمموا الذائقة الخاصة والعامة.
فرضوا صراعهم البالي والرث واستنفدونا كثيرا في ملاحقة الترهات وجعلونا نذهب أحيانا بعيدا عما هو جوهري وأساسي في الصراع.
النقاشات الدائرة والأطروحات والأحاديث والمنشورات والمهاترات العنيفة حول كثير مما هو ثانوي على الأغلب حالة عمى وتشوش وعجز عن الإمساك بالزمام.
من المهم عدم البقاء في مربع رد الفعل، والعمل وفق أجندة الخصم والاستجابة للنزال وفق شروطه ودواعيه، الصراع على هذا النحو يدمر الروح ويستهلك الطاقات ويبعثر القضايا والجهود ويبعدنا عن المراد.
كثير مما يدور، صخب وجنون وهستيريا ونزق متبادل وضجيج باعث على الدوار، وغالبا حول ما هو سطحي وعابر، لكأننا في مقلب كبير مشغولين بالنبش فيه ليل نهار.
وعلى نحو يوحي بفقداننا نموذجنا الخاص وتضييعنا لصورتنا وحكمتنا وقدرتنا على التحكم في مسار الصراع حد العجز عن البقاء مستنفرين في التعامل مع القضايا باعتبار أولويتها وأهميتها.
يجب عدم السماح لخصومنا بجرنا بعيدا عن خطوط النار إلى الهوامش لملاحقة كل ما هو ثانوي وشكلي وغير ملح.
بلدنا في وضع صعب وفي حالة عري فاضح وانكشاف مريع، ونعرف جيدا أن لدينا ويلات وكوارث لعينة، هي أكبر من كل هذه الجلبة المشتعلة حول العادي والبسيط.
نحن نعمل على جندلة الوعي بهذا الإسقاط لكل ما هو هام وضروري، وهو ما يعني مزيدا من التشوش والارتباك والتخبط، وانعدام التركيز وغياب الرؤية وضياع الوجهة.