إصلاح حضرموت.. تأهيل طلبة جامعيين وتكريم متفوقين بالثانوية العامة سنوات الجحيم.. جرائم إخفاء قسري وتعذيب ونهب في صنعاء وعدن بدوافع سياسية المجلس اليمني للتخصصات الطبية تحت مظلة المجلس العربي دوري أبين.. شباب زارة ينتزع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني تصعيد اقتصادي جديد.. مساعي حوثية للاستيلاء على شركة كمران وسط تحذير حكومي اليهود يرقصون في المسجد الأقصى و41788 شهيدا في غزة لفائدة 2390 مزارعا.. دعم طارئ لسبل العيش في مأرب مطالبات بآليات لحماية الحقوقيين وتنديد بالاختطافات الحوثية إحصائية أممية: نزوح نحو نصف مليون يمني منذ بداية العام بسبب الصراع وتغيرات المناخ وفاة وإصابة 316 شخصا في حوادث مرورية خلال شهر
ثمة قصة خيالية اشتهرت مطلع الستينات، تقول إن "آدم عليه السلام، طلب النزول إلى الأرض لرؤية التغييرات فيها، وأنه طاف صحبة جبريل حول الأرض، وبدأ مذهولا بالتطور الحاصل، ويقول: كل شيء تغير، لم أعد أعرفها، ثم بدت بقعة من الأرض، فصاح: هذه أعرفها، هذه هي اليمن".
هذه القصة تلخص حال اليمن إبان حكم الكهنوت الإمامي، إذ لم يغيروا فيه شيء سوى تشييد القصور لهم والسجون لليمنيين، يفتقر المواطن لأبسط حقوقه الحياتية كالغذاء والدواء والتعليم وبقية الخدمات الأساسية، يحاصره ثالوث الموت "الجهل والفقر والمرض" من كل جانب.
ومن هنا، فلم تكن ثورة 26 سبتمبر ترف زائد عن الحاجة، إنما كانت ضرورة وجودية لأجل استعادة حق اليمنيين في الحياة، وفي التحرر من أكثر العصور تخلفا وظلامية.
ولقد قامت الثورة السبتمبرية في ظل تصور سائد بأن التخلف يعيق قيام الثورات، لكنها أثبتت أن ما من قوة تستطيع إيقاف إرادة الحياة لدى الشعوب، وأن التغيير قادم لا محالة مهما بلغت حالة الشعب ونكوصه الحضاري.
26 سبتمبر، ثورة مثلت شهادة ميلاد جديد لليمن، أنهت قرون من التخلف والعيش في عصور ما قبل التاريخ، إيذانا بعهد جديد يحقق تطلعات اليمنيين في الحرية والعدالة والمساواة والمستقبل الأفضل.
26 سبتمبر، ثورة شعبية أحرزت منذ اليوم الأول لاندلاعها انتصارات مدوية، بفضل الدعم والتأييد الشعبي المنقطع النظير، الذي عم كل مناطق اليمن شمالا وجنوبا، تجلى ذلك في الزخم الشعبي الكبير للدفاع عن الثورة في سنواتها الأولى.
26 سبتمبر، ثورة الحرية والانعتاق من الظلم والظلمة، والسير على درب الأحرار، ومقدمة طبيعية لثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدة.
وتكمن أهمية انتصار الثورة بالنظر إلى ما واجهته من تحديات وأخطار كبرى، تجعلنا نقف بإجلال إزاء تضحيات الثوار الأوائل، وعظمة الإنجاز الذي حققوه في إسقاط أعتى حكم كهنوتي في العصر الحديث.
لذلك ستظل ثورة 26 سبتمبر رمزا وطنيا يُحتفى به سنويا بوصفها عنوان كرامتنا وهويتنا الحضارية، وانتصارا لقيم ومبادئ ثورة 26 سبتمبر التي ينبغي استلهامها اليوم في مواجهة تحديات الحاضر التي تمثل امتدادا بشعا للخطر الإمامي، فالثورة فعل مستمر لا يحسم في معركة واحدة.
كما أن هذه الذكرى الخالدة تطل علينا، والكهنوت الحوثي الانقلابي يحاول يائسا طمس هوية الشعب اليماني السبتمبرية الأصيلة، في انتفاشة تحاكي انتفاشة الهالكين قبله عندما أذن الله بدنو رحيلهم.
الرحمة والخلود لشهداء الثورة اليمنية.
النصر للشعب اليمني العظيم.