آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات سارة قاسم هيثمطوفان الأقصى

سارة قاسم هيثم
سارة قاسم هيثم
عدد المشاهدات : 320   
طوفان الأقصى

7 أكتوبر هو يوم صنع للأمة تحولا استراتيجيا قد لا تبدو ملامحه الآن، لكنه حتما صنع فجرا جديدا ستظهر ملامحه رويدا رويدا.

فقراءة التاريخ لا يمكن أن تكون بقراءة الأحداث التفصيلية، بل بالنظر إلى المنحنيات التاريخية، إلى أين تتجه، صعودا أم هبوطا؟

ففي عام 1967، وصلت الأمة إلى القاع بعد أربعمائة سنة من الهبوط في المنحنى التاريخي، وكان مؤشر وصول الأمة إلى القاع هو انتزاع المسجد الأقصى من قبل الصهاينة والاستيلاء عليه في هذا العام، حيث كانت تعيش الأمة في أسوأ حالاتها من ارتهان وضعف وغفلة شديدة.

ولأن لكل أمة مقدسات تقوم بثورة إن مست فكذلك كانت مقدساتنا التي مسها أعداء الأمة في حملة صهيونية هي في الحقيقة امتداد للحملات الصليبية التسع التي قادها الغرب الأوربي على الأمة الإسلامية عبر العصور، وكان حدث انتزاع الأقصى سببا في قيام ثورات بدايتها الصحوة الإسلامية عبر محطات مختلفة ومتعددة.

ومع تلك المراحل المتعددة كان مؤشر المنحنى العام التاريخي يسير نحو الصعود ووصولا إلى طوفان الأقصى، ويمكننا أن نقرأه وفق مؤشر المنحنى بأنه قد أحدث نقلة نوعية للأمة الإسلامية نحو الصعود، ولها ما بعدها في صناعة سرعته وأثره الذي ما تزال تفاعلاته حاضره وتتشكل حتى الآن.

ولعل أفضل ما صنعه طوفان الأقصى بأنه أشعل الألم والانتماء معا تجاه القضية الفلسطينية لكل الأمة الإسلامية، ولكل أحرار العالم، وذلك مؤشر، من مجموعة مؤشرات، ليس هنا موضع ذكرها، في صناعة التغيير على المستوى الاستراتيجي للأمة والمنطقة برمتها.

لذلك حق لنا أن نحيي السابع من أكتوبر بوعي تاريخي للجميع، وبناء قاعدة توعوية تساعد على النضج، والسير قدما نحو استكمال مسيرة طوفان الأقصى.