آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات محمد الغابريالعدوان الصهيوني على سوريا

محمد الغابري
محمد الغابري
عدد المشاهدات : 169   
العدوان الصهيوني على سوريا

أنصار الطغيان والفساد والسجون والتعذيب، أعداء الإنسان، المعبرون عن قلوب أقسى من الحجارة، يرون في العدوان الصهيوني على سوريا، أنه نتيجة لسقوط بشار، والبكاء على سوريا إلى حد الشماتة بها وبشعبها.
ولكن لماذا قام الكيان الصهيوني بإلغاء اتفاقية فض الاشتباك ووقف إطلاق النار، واحتلال المنطقة العازلة، ومحاولة التوغل داخل الأرض السورية غير المحتلة؟
قبل الإجابة عن ذلك ينبغي التذكير بأن الكيان الصهيوني لم يحترم سيادة سوريا على الإطلاق، بل كان يعتدي عليها بطرق مختلفة، وكان رد الأسد الأب والابن دائماً الاحتفاظ بحق الرد، والعمل للتوازن الاستراتيجي.
وظهر التوازن في السلاح المهترئ، خاصة الطيران الحربي، وأن كل القوة العسكرية للنظام كانت لشن الحرب على سوريا، ولم تكن يوماً لحماية البلد من العدوان الخارجي، كما هو مفترض ومعروف الجيوش لحماية الدولة من العدوان الخارجي، ولا تقيم داخل المدن أو محيطها بل تكون في الغالب عند الحدود.
الجديد في العدوان الصهيوني هو شن غارات مكثفة على معسكرات الجيش السابق، ومخازن السلاح.. لماذا؟
1- انتقامية ثأرية من إقدام الشعب على إسقاط نظام الأسد، ومحاولة لإفساد الفرحة العامة بنجاح الثورة، والتحرر من الطغيان.
2- تأكيد عملي أن نظام الأسد كان بالنسبة للكيان حارس أمين، والجملة التي يعلمها الجميع، لم تطلق طلقة من قبل نظام الأسد باتجاه الجولان منذ خمسين سنة، وأنها الجبهة الأكثر هدوء.
3- إدراك الكيان بأن السلاح السوري مهما كان، لم يعد بأيد أمينة بالنسبة له، والخشية من قيام جيش سوري مهني يدرك أن مهمته الأولى حماية البلد وسيادتها واستقلالها من أي عدوان خارجي.
4- ربما يكون تنفيذا لمخطط مسبق في حالة سقوط الأسد، العمل على دولة منزوعة السلاح، ودولة منزوعة السلاح لا تحتاج إلى جيش، فقط قوات شرطة للأمن الداخلي.
5- يخشى الكيان من قيام سوريا الجديدة بعقد اتفاقيات دفاعية مع تركيا وربما دول أخرى، وذلك ما يؤدي بالضرورة إلى خروج سوريا عن السيطرة.
في كل الأحوال لا يستطيع الكيان الصهيوني ولا واشنطن من منع أي دولة مستقلة من تشكيل جيش، والتسلح بمختلف أنواع الأسلحة، وما يفعله الكيان استغلال اللحظة للإساءة للثورة السورية وشعبها المنتصر.
ويحتاج من دول فاعلة من أنصار سوريا الجديدة، إقناع واشنطن بضرورة الالتزام بسيادة الدول واستقلالها، بالقانون الدولي.
أما السوريون فأمامهم مهام شاقة لمعالجة وإدارة الملفات المختلفة، وسيصلون بإذن الله تعالى، إلى مرادهم، بما في ذلك احترام الكيان الصهيوني للدولة السورية.