آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات يسلم البابكريمشهدان يختصران الحكاية

يسلم البابكري
يسلم البابكري
عدد المشاهدات : 846   
مشهدان يختصران الحكاية

مشهد لرجل أمن فلسطيني يطلق النار من عربته ليقتل شاباً أعزلا في الضفة في إطار حملة تقوم بها الأجهزة الأمنية لملاحقة المقاومين هناك.

وطيران حربي للعدو ينفذ مئات الغارات لتدمير كل مقدرات سوريا كي لا تكون في أيد من الشعب وكأن هذا السلاح الذي ظل مأمون الجانب يوشك ألا يكون كذلك.

هاذان المشهدان يختصران الحكاية.

هزم العرب هزيمة عسكرية ساحقة قبل 57 عاماً، ثم ماذا بعد، هل استوعبوا الدرس وقيموا الموقف واستعدوا للقادم؟

هاجس الأمن هو الذي بني عليه هذا الكيان واستطاع تحويل الدول المحيطة به إلى حرس حدود وفي داخلها إلى أدوات قمع وبطش بحق الشعوب، واليوم وبعد 57 عاماً لو اضطر الكيان لإعادة تجربة حزيران لكان الأمر أسهل عليه بكثير ولذهب إلى أبعد مما ذهب يومها ولكن في أقل من ستة أيام.

كان الاستثناء هو غزة وليس المقصود بها الجغرافيا، فجغرافيا غزة بالحسابات العسكرية إمكانية المقاومة فيها صفرية، لكن المقصود روح المقاومة التي تسكن الصغير والكبير، هي الشيخ المقعد الذي صنع جيلاً يقاوم ويستبسل ويصنع المعجزات، هي القيادة التي خرجت من معاناة الناس وتضحي لأجلهم وتسابقهم في الفداء.

مؤلم جداً واقعنا العربي الذي تم إنتاج نخبة موغلة في الطغيان والاستبداد وقهر الشعوب وقمعها، قضية أن يكون للشعوب كلمة أو رأي أو قرار هذه قضية لا يمكن السماح بها مطلقاً من عالم يصنع الديمقراطية في بلدانه ويعمق الاستبداد في عالمنا، لكن هذا ليس قدراً، فكما كان السابع من أكتوبر حدثاً كبيراً أسقط رهانات كثيرة، فالتغير السريع في سوريا أيضاً سيكون له أثره في معادلة الصراع مع العدو.