آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات محمد أحمد بالطيف لو كانت لليمنيين دولة

محمد أحمد بالطيف
محمد أحمد بالطيف
عدد المشاهدات : 76   
لو كانت لليمنيين دولة

لا ينقص اليمن سوى وجود دولة حقيقية ذات كفاءة عالية تدير هذا الكم الهائل من ذلكم الثراء الفاحش والموارد المتعددة والمتنوعة.
اليمن كنز لا يقدر بثمن، يمتلك ثروات هائلة ليس لها نظير، دعونا نسرد بعضاً منها إجمالاً وندع التفاصيل لأهل الاختصاص.
اليمن موقع استراتيجي فريد يوزن بالذهب الخالص، يصلح لأعظم استثمار رابح جداً، فهو همزة الوصل بين أقطار العالم القديم وأعظم اقتصاديات العالم المعاصر.
هذا الموقع يمثل في حالة السلم والاستقرار شريان الحياة الاقتصادية ومركزاً استثمارياً لا شبيه أبداً، بينما في حالة الحرب يسيطر على الموقع الاستراتيجي، الذي يعد بمثابة قلعة حصينة وثكنة متقدمة وسلاح فتاك ذو مفعول يعدل امتلاك قنابل نووية متعددة، وليست قنبلة واحدة فقط.
اليمن ثروات طبيعية نادرة لا حصر لها، توزع التضاريس المختلفة والبيئات المتنوعة، وما ينتج عنها من ثراء مناخي وبيولوجي وانثروبولوجي متميز وغني.
دعونا فقط نشير إلى الإنسان اليمني، الذي يعد ثروة فاحشة الثراء، لو جدت من يحسن استثمارها وإدارتها.
شعب عظيم مكافح، يلبي جميع احتياجات ومتطلبات البناء الحضاري بكل كفاءة واقتدار.
ثروة سكانية فاضت على رقعتها المحلية لتنساح على وجه المعمورة في الجهات الأربع على حد سواء، لم يكتف بالاغتراب فقط، بل ذهب أبعد من ذلك ليسهم بفاعلية أينما تواجد على وجه الأرض، وكأنه جزء لا يتجزأ من مكونات المجتمعات، التي استقرت به الغربة فيها، دون أن يذوب ذوبان يفقده ارتباطه الوجداني بأرضه الأم.
والأهم من ذلك أنهم تبوأوا مراكز قيادية مرموقة في أماكن غربتهم، ولهم جاليات فريدة في ترابطها وعلاقاتها قل أن تجد لها نظير.
اليمن شهود حضاري لا يقدر بكل كنوز الكون مجتمعة، وليست كنوز الأرض فقط، فاليمني سمعة لا نظير لها تذعن لها قلوب أكثر شعوب العالم احتراماً واجلالاً.
وهذه في حد ذاتها منحة ربانية فيها من الإعجاز الشيء الكثير، رغم رداءة الدولة اليمنية الرسمية وضعفها وتردي سمعتها، إلا أن ذلك لم ينعكس سلباً على معدن اليمني الأصيل، بل ظل محتفظاً بمكانته بين الشعوب الأخرى.
أمور ومميزات كثيرة يعجز المرء عن عدها، فضلاً عن شرحها وتبيانها كلها تؤكد عظمة هذا الوطن العظيم، لكنها "جهورة بيد فحام".
لو توفق اليمانيون وتكاتفوا فيما بينهم، وأوجدوا لهم دولة حقيقية يديرها خيرة رجالات اليمن لجعلوا من هذه البقعة الجغرافية معجزة العالم كله وحديثه وقصته التي ليس لها نظير.
لن أكون مبالغاً إن قلت سيصبح اليمن هو سيد العالم، وهو من يتحكم فيه ويقوده بصورة أو بأخرى طوعية أو كرهاً.
ربما يكون الآخرون قد تنبهوا مبكراً لهذا الأمر واجتهدوا في أن يظل اليمن هكذا وأسوأ مما هو عليه الآن، كي لا ينطلق هذا المارد من عقاله ويأخذ بزمام المبادرة دون الجميع.
فهل سنرى هذا الحلم يتحقق وينبعث اليمنيون من بين كل هذا الركام، ويبرز منهم من يقود هذا الثراء الباذخ، ويحسن إدارته على جميع المستويات، ويحدث ما يظنه الكثير أمراً مستحيلاً.. لم لا؟!