على ذكر إعصار تشابالا الذي يهدد سواحل حضرموت والمهرة وسقطرى وشبوة وغيرها ربما.. لا بأس أن نعود قليلاً لنتذكر فقط بعض محسوبية وفساد واستهتار السلطة التي انتفض ضدها اليمنيون، فقط لنذكر البعض ممن يستغلون إجرام وهمجية ذات السلطة مع حلفائها حالياً للحنين إلى ذات العهد الإجرامي بطرق أخرى..
على عهد الرئيس السابق والمخلوع علي عفاش، الذي تخرج مجرم حرب بعد ثلاثة عقود في السلطة، قتل عشرات المواطنين وأصيب المئات وتهدمت مئات المنازل وفقد آلاف المواطنين مصادر أرزاقهم جراء الفيضانات والسيول التي ضربت حضرموت في نهاية أكتوبر 2008.
لم يحدث شيء قبل الكارثة.. رغم أن توقعات بأمطار غزيرة وردت في نشرات الأحوال الجوية كروتين يومي.
كان المطر الذي استمر لزهاء يومين والسيول التي قتلت وأغرقت وأصابت العشرات وشردت المئات وجرفت الأرض والمصالح والنحل في موسم العسل الدوعني..
تضرر الإنسان في نفسه وماله، فحضرت سلطات عفاش كرجل إنقاذ كسيح بعد الكارثة.. حضرت لاستقبال المساعدات من دول الخليج والعالم ودشنت صندوق الإعمار..
هذا هو استثمار الكوارث بالنسبة لسلطة رئيس تجول بطائرات مروحية من السرب الرئاسي وظلت وسائل الإعلام الرسمية حينها تروج لخبر توجيهه لطائرة مروحية لإنقاذ عجوز علقت وسط السيول، وظلت هذه القصة محور تركيز الإعلام فيما عشرات الأطفال والنساء والرجال مفقودون وغيرهم محاصرون وبعضهم لم يعرف لهم مصير ولا جثة..
مهمة عفاش كانت عادة ما تبدأ مع بدء جولة استثمار النكبات.. جسور جوية سيرت من عواصم الخليج إلى مطارات حضرموت وطائرات وقوافل برية محملة بمساعدات مهولة..
مساعدات بيعت كثير منها في الأسواق السوداء.. فيما مخصصات الإعمار والتعويضات أتى عليها الفساد المألوف.. صرف الفتات للمتضررين وأثري كثير من المرتزقة والسماسرة وتجار الكوارث.
حينما ضرب تسونامي جنوب شرق آسيا لم تعلم حكومة عفاش حينها أن مئات اليمنيبن تضرروا بصورة مباشرة أو غير مباشرة من الزلزال.. وبحسب تقرير معتبر صدر عن إحدى الجهات الإعلامية التابعة للأمم المتحدة فإن الجهات الحكومية اليمنية لم تعلم بتلك الأضرار التي لحقت بالصيادين والمزارعين إلا من منظمات خارجية بما فيها منظمات الأمم المتحدة.
أما وقد صار الوضع كما هو عليه بفعل ذات المجرمين المستهترين الذين غيروا فقط طريقة إجرامهم بحق اليمنيين، فلا نملك سوى التعويل على رحمة الله، بعد أن انقض مجرمو الحروب وعباد السلطة الحقراء على أشلاء الدولة التي كنا نأمل لملمة شتاتها فأتى هؤلاء لإزالة ما تبقى من معالمها والقضاء على أمل اليمنيين فيها.. دولة مركزها بيد العصابات وحكومتها الشرعية لا زالت تطالب المنفى بحق العودة، وتكتفي بالحديث والضجيج والشكوى..
نتمنى السلامة لكل اليمنيين وغير اليمنيين المعرضين لموجات وآثار تشابالا..
نتمنى العافية لهذا الوطن الجريح..