حتى المسيرات والمظاهرات التي كانت تملأ الشوارع والميادين المفتوحة، كنتم تقولون إنها جماهير الإصلاح لتتركوا انطباعا لدى أسيادكم وأذنابكم أنها موجهة من طرف سياسي بعينه، والآن ماذا عما حدث في مدرسة الكويت بالعاصمة، وماذا عما حدث بمدرسة الصياح في حجة، ثم ماذا عما حدث مرارا في مدرسة بدر للبنات في العاصمة، وآخره اليوم حتى اضطررتم لإغلاق المدرسة وإلى إشعار آخر..!؟
أتذكر معلومات من قبل سنين تفيد أن الصف الأول الثانوي في مدرسة الكويت (18) شعبة، وكل شعبة تتراوح ما بين (130) و(150) طالبا.. هل هناك دليل أقوى من هذا على الرفض المجتمعي لكم في صنعاء والمحافظات الشمالية!؟
الذين لا يتجاوز بصرهم أنوفهم ولا يفتؤون يتحدثون عن أن مجتمع شمال الشمال حاضنة للحوثي.. أي حاضنة للحوثي في صعدة ولم يسيطر عليها إلا بحرب طحن فيها كل شيء بالتآمر مع حليفه صالح ولا يزال يحكمها بالحديد والنار؟!
لو كان في صنعاء ومحافظات الشمال حاضنة شعبية للحوثيين فما الذي يدعوه لكل هذا السلاح والقمع والحروب والتفتيش والاعتقالات والانتشار الأمني والعسكري؟!
لو كان شمال الشمال حاضنة شعبية للحوثي فلماذا يحاصر أبسط المواطنين في استخدام كاميرا الجوال فضلا عن أن يسمح بدخول الصحفيين والقنوات والصحف ووسائل العمل الإعلامي؟
أجزم أن محافظات شمال الشمال أكثر سخطا ورفضا للحوثيين، لأنها الأكثر معرفة بهم والأكثر تضررا منهم لولا أن الظروف والمعطيات التي نعرفها جميعا فرضت عليهم الأمر الواقع، وعما قريب سترتفع هذه المعطيات والجميع سيرى الأمر كما هو عليه.
من اليوم فصاعدا، لن تتحدث المقاومة والقوى المؤيدة للشرعية عن خيانات في صفوفها، فالحوثيون الآن هم من سيظل يمضغ هذه الكلمة!!
سيخونهم مجتمع الشمال كما خانهم مجتمع الوسط والجنوب، سيخونهم وفق منطقهم هم لا منطقنا نحن، إذ لا أحد يرى الخيانة سوى النكوص عن مبادئ الحرية والعودة إلى سراديب الجهل والكهنوت والرضوخ للحكم الظالم باسم الله وتحت لافتة الحق الإلهي السرمدي المكذوب، وإنما الحق الإلهي السرمدي هو حق الناس في الحياة.