آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات الأستاذ/محمد الجماعيصنوان لا يفترقان

الأستاذ/محمد الجماعي
الأستاذ/محمد الجماعي
عدد المشاهدات : 7,102   
صنوان لا يفترقان


أتحدث عن الزميل صلاح القاعدي :

ذكرني فيسبوك أن صلاح القاعدي صار صديقا لي في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، وتذكرني مهنة الصحافة يوميا أن "القاعدي" الذي ضمتني وإياه قائمة سوداء لأخطر 90 مطلوبا لمليشيا الحوثي وفي مقدمتها اسمي وثانيها صلاح... جمعتني وإياه قبل 6 سنوات قبلها في صحيفة العاصمة الصادرة من صنعاء، سويا مع الزميل المختطف عمران والزميل عبدالباسط الشاجع الذي اعتدت عليه عصابة مسلحة في الضالع بينما كان عائدا هو والزميل عبدالله المنصوري من عدن، وما تزال سيارة الأخير وهواتف الزميلين في قبضة أولئك اللصوص.

متأكد جدا أن زميلي القدير (السيد) صلاح القاعدي المختطف في سجون الحوثي والمخلوع صالح منذ 28 أغسطس الماضي، سيعود إلى تلك الوقفة العظيمة في محراب مهنته بين شاشات التلفزة معدا بل ومقدما إن شاء الله لبرنامج "حديث الصحافة" الأشهر بين البرامج المشابهة في القنوات اليمنية..

وإذا فقد كانت المهنة أولا وأخيرا هي رابطي بصلاح القاعدي، وفيما بين هذه السنوات وتلك، ضمنتنا "صوت الثورة" الصادرة عن المركز الإعلامي للثورة كمائدة يومية دسمة، وفي مقدمة أهدافها نشر الوعي الثوري والوطني في ساحة التغيير ثم تدوين الحالة اليومية التي تعتمل بين أوتاد الخيام ومكبرات الصوت في الميادين، ومعنا أيضا عمران والشاجع وأساتذة كبار.

ربما سيأتي الوقت الذي لا أكتب فيه بلؤم عن صديقي "أبو أوس" القابع الآن خلف قضبان بني عمومته - فيما يزعمون - من لا يرعون قربي ولا يصلون رحما ولا يرقبون في يمني إلا ولا ذمة.. ومن شأن أحرفي هذه أن تنال من صاحبي الذي أحببته لانتظامه ودقته وأناقة مخبره ومظهره. أما ابتسامته بل وضحكته فقد أحيت في قلبي نظرة الشباب التي غيبها ما وعيته من زمن المخلوع.

أما وصلاح مايزال بأيديهم واللؤم يملأ قلوبهم فلا ثم لا.. لأن صلاح ومثله كثيرون من "آل" اليمن الطيبين الطاهرين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، رفضوا الانشقاق والانقلاب والاقتحام والقتل والتدمير..

وأنى لزميلي صلاح أن يفعل ذلك وقد امتهن حرفته كما يفعل الكبار، بحزم وجد وانتظام. وله في هذا الميدان باع طويل لا يشق لها غبار، فقد كان مثالا للمثابرة والالتزام.

وصلاح واحد من جيل الصحفيين الذين صقلوا هذا الاسم في الآونة الأخير ومنحوه من صدقهم وإخلاصهم وحبهم لوطنهم ما جعل أقلامهم في موازاة المدفعية في نظر أجراء الأنظمة وسدنة المستبدين. ويوم لا مدفع يذودهم عن الدم اليمني والمال المنتهك والسلطة المنهوبة؛ثمة قلم لصلاح ورفاقه الـ 13 المختطفين يقوم مقام آلات الردع والزجر، وهيهات هيهات أن تنهزم أقلامنا أمام بنادقهم,,.

لم أقل شيئا يستحق العناء في هذه التناولة، وفي الجعبة عن هؤلاء الأبطال ما يرسم لون الغد بتوقيت أرواحهم التي تلاعب عناكب السجون المظلمة..