آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات جمال أنعمكي لاتهزمنا جراحاتهم

جمال أنعم
جمال أنعم
عدد المشاهدات : 7,555   
كي لاتهزمنا جراحاتهم




ماهو اقسى من الخذلان أن تجبر على إخراس وجعك وأن تتألم بصمت وحسرة وأن تضيق امامك الخيارات وتصعب عليك الشكوى وابداء التعب 

هذا واقع حالنا عموما اذ نخوض حربا من اجل وطن مثخن قادته الخيانات والتواطئات والمؤامرات الى هذا المآل ولم يبق الا أن يتحمل عبء المقاومة فيه بنوه الوطنيون الخلص في ظل انكشاف عام ومحدودية وندرة في كل شي وضمن شروط غاية في القسوة 

وتحت ماتبقى من المشروعية المتآكلة والشرعية المحمية كرها رغم فجيعة اليمن بها وخيبات اليمنيين منها 
اتابع هذا النقاش حول ملف الجرحى واشعر بالخزي امام هؤلاء الفرسان النبلاء الفادين الكبار المخذولين 
واكثر مايجرح ويعمق الجرح تحويلهم الى مادة صراخ وعويل وندب وموضوع اشفاق 

بحيث تهزمنا جراحاتهم بأكثر مما أرادوا الانتصار 

قدرنا ان نتعامل مع موضوع الجرحى بحساسية عالية وكياسة وحصافة ورهافة وتمجيد بحيث لا نكرس الشعور بالخسران والندم لديهم وبحيث لانخيف المقاومين ونجهض الروح العامة 

مهم ان تتشكل اطر رسمية للتعامل مع هذا الملف ومهم ان تضغط هذه الأطر على اصحاب القرار وتصل الى ابعد مستوى في تبني هذه القضايا ضمن المحيط المتحالف معنا في هذه الحرب 

من العار أن نقاتل عن شرعية لاتقوم بأدنى متطلبات حماية ذاتها ومواطنيها المدافعين عنها كتجلي وجود وبقاء 
هذه اولوية وطنية وعسكرية وسياسية واجتماعية نظرا لاتساع الجراحات وتعاظم ضحايا الحرب 

من الخطورة تحول هذه القضية الى المجال العام وتناولها اعلاميا بصور تعمق الهزيمة والانكسار يجب ان يقال للرئيس ورئيس الحكومه وكل المعنيين هل تريدون تحويل هؤلاء المقاومين الى عامل احباط وأسف وندم وموضوع شماتة ووصمة عار وفضيحة وكيف سينظر لكم اذا كنتم تخذلون انفسكم والوطن على هذا النحو يجب ان يقال لهم انتم تصعبون الأمور علينا وعليكم 

الحلول الترقيعية والأداءات المنهكة ستظل عاجزة مهما كانت 

هذه قضية بلد ودولة 

كم ستكون تعز وكم سيكون القتيل والجريح وكم سيكون المجتمع المقاوم 

من الصعب ان يقوم المقاومون بكل الأدوار 

بحمل السلاح وتضميد الجراح وتوفيرالرصاصة واللقمة 

هذا ملف سياسي وعسكري بامتياز يجب ان يطرح بقوة ويتعامل معه بدون اي تراخي او تهاون