في كل عمل إرهابي غادر وغير متوقع، يسقط غالبا _إن لم يكن دائما_ الضعفاء والبسطاء ضحايا لتلك الهجمات اللاإنسانية وكأن القتلة والمجرمون يقومون بانتقاء ضحاياهم بشكل خاص ومعين، بحيث يجب أن تتوفر فيهم شروط اللاحول ولا قوة أمام جبروت القاتل الطاغية، وكذا يجب أن يتوفر فينا أكبر قدر من الصدمة والوجع لقلوبنا.
مجزرة دار المسنين في عدن وضحاياها من العاملين الذين جاءوا من بلدانهم البعيدة طلبا للرزق ومن أجل العناية بالعجزة من المسنين الذين ربما لم يجدوا في عجزهم من يعتني بهم من أهاليهم فكان الغرباء لهم عوناً، وكانت مكافأتهم القتل بتلك الطريقة الوحشية.
لن اتطرق لمن يقف خلفها ولماذا فهذا قد أصبح معلوم لأطفال الشوارع في وطن النكبات، بل أني سأحزن وطني لأنه مقبل على حصاد مرّ على أيدي من رضعوا الشيطنة من إبليس وسأتألم لتلك الأرواح التي تحرق كل مرة كأوراق رخيصة في لعبة القوى.
العلقم في القصة الدامية ما تناقلته أصوات خافتة على استغباء لنا تقول إنه تم قتل العاملين الهنود بسبب ضلوعهم في نشاط تبشيري في فئة لا أدري ما أقول عنها وما الفوائد الحاصلة من تبديل دينها قبل القدوم على الأخرة.. شيء لا يصل للعقل مهما حاولنا التضليل، أعتقد أن الحمقى الذين في قلوبهم "دعششة " فقط من سيصدقون أن تلك الجرائم البشعة من أجل الحفاظ على بيضة الإسلام وتهديد المسيحية.
فحروبنا الحالية والقادمة ستكون ضد الإسلام المحرف والمخرف ليس إلا.
وللحقيقة لم نعد نبالي عجائز ومسنين عدن أو اليمن قاطبة على أي دين لقوا الله..
بقدر ما نريد دولة تحافظ على هذه الأرواح التي تزهق باسم الدين ومن أجل الدين وكل الأديان بريئة منها.
ونحن لا نظن خيرا في قوى التحالف فيما يحدث في عدن من إراقة للدماء البريئة كفواتير تدفع نظرا لغباء البعض وإجرام البعض الآخر لقد تعددت نوايا التحالف بتعدد الدول المؤثرة فيه وصار اليمن يتقلب بين جحيم الأعداء وتقاعس الأصدقاء ولا صوت يعلو كصوت الحق.