حققت المقاومة الشعبية بتعز يوم أمس نصراً عظيماً، بسواعد أبنائها الشرفاء، وكسرت الحصار عن المدينة، بعد دحرها للمليشيا من الجبهة الغربية للمدينة، وتمضي المقاومة بثبات نحو تحرير كامل المدينة، خاصة مع بدء المعارك اليوم في عدة مناطق في الجبهة الشمالية، والتقدم الكبير فيها.
تم التخطيط لمعركة تعز بوتيرة عالية من قبل المقاومة، طوال الفترة الماضية، وانتصرت على الرغم من خذلان العديدين لها، وفي هذه المعركة توحدت المقاومة بمختلف مكوناتها كما لم يحدث من قبل، وصنعت تعز نصرها، وبإمكاناتها المتواضعة.
تعز التي عانت كثيرا، انتصرت لكل اليمن، ولمخرجات الحوار الوطني، وستبقى المدينة التي لا تركع لأحد وحرة، وتصنع مستقبلها والوطن بعيدا عن كل الأجندة التي لا تضع مصلحة اليمن واليمني فوق كل اعتبار، وستغير مجرى الأحداث كاملة في الوطن، فمع استكمال تحرير تعز سيقبل الحوثيون بأي حل سياسي وهم صاغرين، بعد أن أوشكوا على خسارة الورقة التي كانوا يضغطون بها، قبل دخولهم في أي جولة مفاوضات، وقد تنجو صنعاء من الحرب، إذا ما انسحبوا منها، أما إذا أصروا على الحرب فسيدفعون كلفة باهظة، فإصرارهم لن يكون سوى انتحار وسيخسرون في كل الأحوال، ما لم يكن هناك رغبة من قبل كل الأطراف لتجنيب تلك المدينة الحرب، وليحكم من يحكمها، كما سيكون من السهولة تأمين عدن التي تعيش على فوهة بركان الفوضى.
ويبدو بأن تعز ستتحرر بكاملها خلال وقت قصير، ويدعم ذلك فتح جبهات مختلفة للقتال اليوم، والتقدم فيها، ويبقى أن المعركة الحقيقة ستكون بإرساء دعائم الأمن في المناطق المحررة.
إن تحرير الجبهة الغربية وفتح منفذ للمدينة، يعني أن المدنيين لن يتعرضوا للإذلال والامتهان علي يد جماعة الحوثي وأنصارهم في معبر الموت" الدحي"، ولن يهان رجالات تعز، ولن تبكي نساؤها.
وحدها تعز وأبنائها من ذاقوا المعاناة غير الإنسانية على يد تلك الجماعة، وهاهم اليوم يتنفسون النصر، ويصنعوه أيضا، ولن يكون بمقدور أحد أن ينال من نصرهم.
لقد أثبت رجالات تعز بأن الحق وإرادة الرجال والشجاعة تقهر أعتى القوات، وأثبتوا للعالم بأن تحالف المصلحة الذي جمع صالح والحوثيين، لتقويض الدولة يفشل أمام إرادة الملايين من الشعب اليمني، الذين يطمحون لمستقبل أفضل، يحترم آدميتهم، ويحافظ على اليمن وهويته ويبنيه.
ومما لاشك فيه أن تعز عتية، وساهم وعي أبنائها في صناعة هذا النصر، ومن خلالها ستعود كامل الدولة، وسيواصل اليمنيون استكمال انتصار ثورة فبراير وأكتوبر وسبتمبر.