آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات مراد هاشمأن تصبح دولة في خمسة أيام ..!

مراد هاشم
مراد هاشم
عدد المشاهدات : 5,304   
أن تصبح دولة في خمسة أيام ..!


الحوثيون تحولوا في بضعة أيام من جماعة متمردة بحسب التعبير المتداول دوليا او مليشيا بحسب التعبير المحلي.. الى سلطة انقلابية بحسب التعبير الغالب السائد حاليا في الداخل والخارج .


نجح الحوثيون اذا في اقناع الجميع بترقيتهم الى سلطة ، سلطة الامر الواقع على الاقل في العاصمة وما وحولها. 


تطلب الامر فقط حشد الانصار في القصرالجمهوري واعلان بيان ثم الشروع فورا في ارتداء زي العسكر،،، ومع توالي قرارات واجراءات دمج اللجان " الثورية " بمؤسسات الدولة وبدء تنفيذ بنود ما سمي ب" الاعلان الدستوري" تريد الجماعة وفي ( خمسة أيام ) أن تصبح سلطة الامرالواقع دولة!. 


مأزق الحوثيين سيكون في صعوبة نيل الاعتراف بدولتهم او حتى بشرعية سلطتهم داخليا وخارجيا، ولعب دور الشرطي لمواجهة ارهاب القاعدة لن يكون وحده كافيا للحصول علي اعتراف ، ناهيك عن أن الأمن وفي بلد على وشك الانهيار اقتصاديا والتشظي اجتماعيا لن يتحقق .. فالامن والامان لايستتبان بالسلاح وحده ، والاستقرار لايتحقق بالخطب او( بالهنجمة ) والتهديد والوعيد والترهيب والاملاء وفرض الرأي والتخوين لكل مخالف ..

 

كما ان البحث عن شركاء مقنعين للمشاركة في المسؤولية وربما تحمل اوزار ما يحدث لن يكون سهلا و تكرار العاب وحيل علي صالح في الاستعانة بواجهات من الانتهازيين من مختلف المناطق مشكلة ..( فالمعروض في السوق والمتهافتون) اغلبهم خدم مع صالح وسجلاتهم المثقلة بالفساد او الفشل معروفة وهم بذلك عبئ يجر أكثر الى الحفرة لا رافعة للخروج منها.


وما لم تحدث تسوية منصفة لجميع القوى اليمنية ومقبولة اقليميا ودوليا لا مهرب لجماعة الحوثي من الملاحقة القانونية وربما الحصار السياسي والاقتصادي ولاسيما مع تراكم سجلها من الانتهاكات لحقوق الانسان و للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن بدءا من اول حرب في صعدة وحتى الاطاحة بالسلطة المنتخبة.

 


كان المأزق الأكبر للقوى السياسية وعلى رأسها اللقاء المشترك هو في كيفية التعامل بأدوات سياسية مع مليشيا البندقية هي اداتها الحقيقية ، فالواجهة او الوجه السياسي للمليشيا اتضح بالتجربة أنه اما غير فاعل او مخادع هدفه التمكين ليس إلا.


جمال خاشقجي ، الكاتب السعودي ، كتب أن تجمع الاصلاح هو القوة المنظمة الوحيدة القادرة على مواجهة الحوثيين واحداث التوازن في اليمن . وحقيقة أخشى أن مقولة خاشقجي تعبر عن واقع مضى ولم يعد له وجود اذا اخذنا كلمة " قوة " بالمعني السياسي. الاصلاح قوة سياسية واجتماعية لها وزنها صحيح وهو قادر بالفعل ومعه الشركاء الاساسيين في اللقاء المشترك على احداث توازن إن كان الملعب هو السياسة واللاعبون ساسة والادوات افكار وبرامج وتفاوض وحوار وانتخابات ،، أما وقد تم بأدوات الغلبة و القوة ( البسط ) على المعلب كله ومصادرته فإن اللعبة و قوانين اللعب قد تغيرت! 


لن تقبل جماعة الحوثي بأي حال التخلي عن الدولة او سلاح الجيش او حتى عن سيطرة مليشياتها على العاصمة وهي كانت قد انقلبت على هادي وبحاح حينما قررا في خطوة متأخرة الدفع بمن تبقى من قوات الجيش والامن الى شوارع العاصمة كما انقلبت على المشترك مؤخرا حينما طرح الاصلاح صراحة خلال المفاوضات مطلب وشرط تشكيل قوة وطنية تمثل اليمنيين جميعا لحماية العاصمة.


وفي المقابل وكما هو واضح من المواقف المعلنة لن تقبل اغلب القوى السياسية والاجتماعية اليمنية التعامل مع سلطة غير شرعية كما لن تقبل مهانة الخضوع والخنوع وقد تجد نفسها مضطرة ومدفوعة للمواجهة لاسيما أن العجز المتوقع للحوثيين ، وقد اصبحوا في الواجهة، عن كسب رضى الناس من خلال تحقيق انجاز ملموس علي الصعيد المعيشي قد يغري الحوثيين بالهرب الى الحرب واللجوء الى تكرار اساليب صالح .. اشغال الناس بمزيد من الصراعات والازمات!

 

من صفحة الكاتب على الفيسبوك