الحقيقة هي أن لا قيمة لتراجع بحاح عن القبول بإقالته، فالواقع أنه لم يعد نائبا للرئيس ولا رئيسا للحكومة، ولا أحد في العالم قد يتعامل معه بمعزل عن الشرعية.
لكن، يبقى السؤال ما وراء هذا البيان؟
التفسير الطبيعي هو أنه يعكس شخصيته المتعالية على شرعية الرئيس هادي، والتي دأبت على رفض كل ما يصدر عنه، فالرجل الذي لم يتردد عن احراج الرئيس وهو في الأمم المتحدة، بالقول إن وزير خارجيته الذي يجلس إلى جانبه في الجمعية العامة ليس وزير خارجية الجمهورية اليمنية، في قصة قطع العلاقات مع إيران المعروفة، لما قد يتردد عن إحراج الرئيس وقد خسر كل شيء.
التفسير الثاني هو أن الإنقلابيين قد دفعوه لهذا القول، لأجل التمسك بعودته لممارسة مهام رئاسة الجمهورية في التسوية السياسية المتوقع التفاوض حولها في الكويت، وهذا الأمر هو وارد، لكن لن يكون له أي قيمة.
التفسير الثالث هو أن دولة في التحالف قد دفعته لذلك لفرض أجندة خاصة من خلاله في الجنوب، أو المساومة به لأجل أجندة أخرى، وهذا التفسير مستبعد من وجهة نظري، لأن الأشقاء في الخليج أعقل من أن يقدموا على هذا التعقيد.
وماذا عن بيانات بعض أجنحة الناصري والاشتراكي التي نفت تأييدها لقرارات الرئيس هل تنم عن مخطط واسع يضم بحاح إلى جانب دولة في التحالف وحتى أطراف في الانقلاب؟!
عن نفسي أستبعد ذلك أيضا، ولا أفسر تلك البيانات إلا كفرصة أرادت من خلالها تلك الأطراف التذكير بنفسها كي لا يتم تجاوزها في أي تقاسم جديد للحكومة.
الأهم من كل ذلك هو القول إن بيان بحاح في حكم المنعدم، ولن يغير من حقيقة أنه لم يعد نائبا للرئيس ولا رئيسا للحكومة، فالشيء الوحيد الذي أضافه البيان هو التأكيد على صوابية الإطاحة به، إن لم يكن بسبب الشكوك حياله، فبسبب الصدع والعطل الذي كان يتسبب به وجوده في قيادة الدولة.