آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات حسين الصوفيأسئلة المختطَفين!

حسين الصوفي
حسين الصوفي
عدد المشاهدات : 7,818   
أسئلة المختطَفين!
مرّ عام كامل وبضعة أسابيع منذ قيام ميليشيا الحوثي والمخلوع على اختطاف مواطنين يمنيين بلغ عددهم عشرات الآلاف في شتى المحافظات، بينهم قيادات حكومية وسياسيين أبرزهم الأستاذ محمد قحطان ممثل الإصلاح في الحوار، ووزير الدفاع الصبيحي!
واقترب عام على الانقضاء، وأزيد من 16 صحفيا يقبعون خلف قضبان ميليشيا الحوثي والمخلوع، عام كامل بلا إدانات ولا محاكمات ولا قضاء، ولا حتى حبس معروف!
الليلة وصل وفد الميليشيا إلى الكويت، وحرصت بعض الأطراف على أن يظهر الحوثيين وحلفاؤهم من أتباع المخلوع؛ كأنهم وفدا رسميا، وليس خافياً الدعم اللامحدود والرعاية المفضوحة التي تقدمها لهم قوى دولية أبرزها المنظمة الأممية ومن وراءها واشنطن!
لكن هنا تبرز أسئلة يفترض طرحها بقوة، ويجب على الأطراف جميعها أن تقف معها بمسؤولية وإنسانية وضمير، أن يقف معها بما يليق، وبما يجب، وبما يوازي الوجع الذي يعيشه عشرات الآلاف من اليمنيين خلف قضبان الإنقلابيين، ومثله أوجاع في قلوب وأذهان أسرهم وأطفالهم وذويهم!
يسأل المختطًفون: لماذا يستمر الانقلابيين في اختطافنا؟!
لماذا يحرمونهم من زيارة أهاليهم؟ لماذا يعذبونهم؟ يضربونهم؟ يصعقونهم بالكهرباء؟ يعلقونهم من أرجلهم من سقوف الزنازين؟
قبل أيام أرسل لي الفتى مروان نجل زميلي الصحفي المختطف عبد الله المنيفي في لحظة وجع: عم حسين.. هل بيعذبوا أبي الآن؟، حينها تسمرت في مكاني!
سألت نفسي: عن سر اختطاف الحوثيين لكل هؤلاء المواطنين؟ بعض التقارير تقول إن المختطفين بلغوا نحو ثلاثين ألف مختطف؟!
وهناك تحضر بعض الجدليات، لكن يأتي سؤال آخر: لماذا يستمر الحوثيون في تعذيب المختطفين رغم تجاوز مدة اختطافهم لهم العام وبعضهم عشرة أشهر؟!
في كل أعراف الدنيا، تقوم الأطراف المتحاربة بأسر المقاتلين، ويسموا ضمن القانون الدولي "أسرى حرب" ولهم حقوق نصت عليها مواثيق دولية، لكن ما يجري أن عصابة انقلبت على دولة، واحتلت كل مؤسساتها، وقامت بهمجية ووحشية باقتحام البيوت والمساجد والأسواق، صالات الأعراس، والمقابر، والمستشفيات، من أجل اختطاف الأبرياء، ثم تقوم بإخفائهم في سجون بعضها كانت معروفة للجهات الأمنية والأخرى لا تزال سرية وطي المجهول!
لماذا يفعلون ذلك؟ أي مكسب سياسي يمكنهم تحقيقه؟
لو كانوا يشتبهون بهم مثلا، -والحديث على سبيل الافتراض- فلماذا يستمرون في تعذيب صحفي لأكثر من عشرة أشهر؟ ربما كان يكفيهم ذلك أثناء التحقيق في الأيام الأولى من الاختطاف، لكن هذا سلوك العصابات الفاشية النازية الحوثية الإرهابية!
جلسنا مع مختطفين مفرج عنهم، كانوا يروون لنا قصصاً وحشية غير قابلة للتصديق، لو لم يكن من رواها هو من عاشها، تعذيب نفسي وجسدي بشع وبشع للغاية؛ تجد الكلمات مشقة في تصوير كل هذه الوحشية، ويطرح السؤال: لماذا لا يفرج عن جميع المختطفين كبادرة حسن نوايا قبل كل حوار؟
وتحضر الأسئلة كأسراب الحمام البيض، تحوم فوق كل هذه الآفاق المترامية، لتسأل الجهات الدولية الراعية للمباحثات، وعلى رأسها الأمم المتحدة، لماذا لم يتم الإفراج عن المختطفين؟ وقد كانت ضمن أهم نقاط جنيف1؟ لماذا؟!
تبقى الأسئلة نفسها تتحدث عن سر صمت الجهات الدولية عن الأوضاع الإنسانية القاسية للمختطفين في سجون الإنقلابيين، ويتردد صداها بوضوح بالغ مع جولات مباحثات أو قبلها أو بعدها، ورغم أن الأسباب مكشوفة، إلا أن أنين المختطفين ترغمنا على إعادة طرحها من جديد..
فمتى سيتم الإفراج عن المختطفين؟!