مازال المتشاورون في الكويت في نقطة الصفر ينتظرون المشاط ومحمد عبد السلام ليبدأ الحوار بحسب الجدول المتفق عليه ونقاطه الخمس.
العالم ينتظر مندوبي الحوثي ليبدوا في حل أزمة شعب لكن محمد فليته والمشاط وخبرتهم في تثاؤب عميق، ويمشون بخطوات ثقيلة كلها تمنع وغنج والعالم ينتظر.. وينتظر؛ هذا الانتظار يرضي غرور مندوبي الحوثي وسيدهم ويشعرون بالانتشاء وكأنهم يعوضون النصر الذي انحرفت شوكته 180 درجة منذ انطلاقهم إلى صنعاء، وبزوغ نجم استعادة الملك، ليس ملك اليمن وإنما ملك الجزيرة.
أسكرهم المسؤول الإيراني وهو يتحدث عن الشاب عبد الملك الحوثي كسيد للجزيرة العربية؛ لقد فهم عبدالملك الرسالة بمدى أكبر (سيد العالم)، مسكونا بخرافات التمكين المشحونة من قصور (الهرمزان) باسم الإسلام على عيدان حقد الانكسار الفارسي على يد عمر بن الخطاب والفرسان العرب.
كانوا يقولون: الأهبل يسكر بزبيبة، لكنه سرعان ما يصحو منها، فهي في الأخير زبيبة، أما الحوثي فقد سكر بخمرة الملك وسيد العرب، وهو الشاب الذي لم يدخل جامعة ولم يتجاوز صنعاء!
وهم الدولة والملك وسيد اليمن والجزيرة، خمرة قديمة انتزعت منها حكمة اليمنيين ودس محلها سم فارس وهيلمان كسرى.
ماذا تريدون من وفد ملك الملوك، وسيد الجزيرة أن يقول لكم في الكويت؟ هل تريدونه مثلاً أن يوقع على تنفيذ القرار 2216 ويتنازل عن كل هذه الأوهام بالحق والملك الموهوب من الخالق؟!
كتب أحد مثقفيهم منشوراً يحذر عبد السلام والمشاط من ان يسلكوا مسلك أبي موسى الأشعري، اساء للصحابي أبي موسى، وللإمام علي بلغة سوقية.
استدعاء معركة صفين الذي مضى عليها أكثر من 1400 سنة، هو الحقيقة الطائفية التي تحرك حروب الحوثيين، وتوضح جوهر الكارثة التي زرعها الأعداء في قلب الأمة والدين.
الآن بعد أخذ ورد وصراخ وحنق في صنعاء ومسقط والمطار وبوابات القاعة، قال وفدهم إنهم يريدون وقف الطيران وتشكيل حكومة وفاق وطني.. بس!!
بمعنى يريدون استسلاماً كاملاً من الشعب، وفوق ذلك يريدون العالم أن يعاونهم على ذلك، وما زالوا يعيشون حالة تسليم صنعاء والجيش بدعم من العالم حينها في الداخل والخارج؛ قالوا عندها إنه تسخير إلهي لـ"السيد"!
والحقيقة إنها كانت الفرصة الذهبية التي أضاعوها بسبب دعوة الأيتام والأرامل والمظلومين ودم الأبرياء، ليظهروا على حقيقتهم التي لا يصلحوا فيها، لا للدين ولا للدنيا، بل ظهروا ككارثة ووباء على اليمن والإقليم والمنطقة، يجب معالجته عسكرياً وسياسياً وثقافيا، أو الهلاك.