عدن ... مدينة الوطن الاولى
استطاع الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الايام الماضية ان يعيد عدن الى صدارة المشهد وطنيا ودوليا باعتبارها مدينة الوطن الاولى ، بعد الارباكات الكبيرة التي عاشتها عدن خلال العام الحالي والتي كانت أسوأها في مواضيع الخدمات و ضعف المعالجات في ملفات الكهرباء والمياه والصحة والأمن والبيئة والمعاشات .
ولقد كانت للأنشطة المهمة التي عقدها الرئيس مع جهات الاختصاص ، في البنك المركزي والاجهزة المالية وكذلك مع السلطات المحلية والمؤسسات العسكرية والأمنية وايضاً مع الفعاليات الاقتصادية والتجارية ، اثرها الكبير في رد الاعتبار لهذه المدينة .
كل هذه الفعاليات يضاف الخطاب الإعلامي المواكب لوجود الرئيس في عدن والذي كان في صدارته خطاب الرئيس بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني وحديثه عن المكانة الخاصة التي لعبتها عدن خلال العقود الاخيرة وعلى وجه الخصوص وهي تواجه قوات الاحتلال البريطاني للظفر بالاستقلال ، وكذا الدور المتميز الذي لعبته عدن وهي تواجه المشروع الطائفي وتكسر شوكته في عدن ليتكبد الانقلابيون بعد ذلك سلسلة من الهزائم والانهيارات لمشروعهم الاستبدادي .
وبين هاتين المحطتين ذكرى الاستقلال الوطني وهزيمة المشروع الطائفي والاحداث الكثيرة والكبيرة التي جرت بينهما '
لابد من الاستفادة من اللحظة السانحة اليوم والتي لاتزال تعطي اولوية لعدن لتكون مدينة الصدارة على مستوى الوطن ، وكان المأمول بعد الاستقلال الوطني في عام ١٩٦٧ م ان تحافظ عدن على ازدهارها العالمي وتجعل من الاستقلال وما تولد عنه من روح وطنية وثابة الى مزيد من النجاح والتألق الدولي ولكن حدث ماحدث وفقدت عدن مركز الريادة .
كان حديث الاخ الرئيس واضحا وقويًّا ومسؤولا مع كل تلك الجهات ان عدن لا بد ان تطلع بهذا الدور الكبير في هذه المرحلة حتى تعكس التاريخ الكبير والمؤثر الذي عرفت به هذه المدينة وان اي اتجاه يحاول الأضرار او الانتقاص من هذا الدور لن يسمح به بعد الان ، وان ملفات الدولة الاساسية الجاري تصحيحها سواء في الجانب السياسي او العسكري والامني او الخدمات وإعادة الإعمار يجب ات تكون عدن قاعدته الاساسية .
لابد لهذه المدينة ان تستعيد عافيتها بشكل قوي وعاجل ولن يكون ذلك منجزا الا من خلال إيلاء المواطن في عدن كل الاهتمام ، وكما أشار رئيس الجمهورية في توجيهاته للمسؤولين ان الصلاحيات والتفويضات الاساسية فيما يخص المواطن وخدماته هي بايديهم ، وما عليهم الا مواكبة هذه التوجيهات بشكل عملي من خلال خطط تنفيذية واضحة للخدمات وبالذات ذات الطابع المحلي ، حتى يحدث الاستقرار لهذه الخدمات وينصرف الناس لأداء أعمالهم الاساسية في مجالات الحياة ليحدث التراكم المطلوب ، والذي يمكن السلطات في مستوياتها المختلفة بعد ذلك من الانجاز الأكبر في مرافق المدينة الاساسية وعلى وجه الخصوص في الميناء والمطار والمنطقة الحرة والمصافي .
عدن اليوم بعد انكسار المشروع الطائفي الاستبدادي على شواطئ بحرها وصخور جبالها تستعيد لحظة الانتصار الاول في الثلاثين من نوفمبر لتعويض مافات ، ولتكون في مركز الصدارة والريادة ، مدينة الوطن الاولى وعاصمته الحقيقية من خلال قيمها المدنية في العلم رالثقافة والابداع والتعايش والتجارة والصناعة والانفتاح ، وعلى الجميع التكاتف لإنجاز هذه المهمة الكبيرة التي دعى لها الاخ الرئيس وحماية هذه المدينة وقيمها واستيعاب كل مزايا المدينة لتواكب التضحيات العظيمة التي قدمها ابناء هذا الوطن .