آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات صلاح القاعديقناديل الفجر.. الوفاء لأهل الوفاء

صلاح القاعدي
صلاح القاعدي
عدد المشاهدات : 13,250   
قناديل الفجر.. الوفاء لأهل الوفاء
سيكون على المشاهد اليمني أن يجد نفسه مذهولاً، أمام قناديل الفجر، كلما عزف نشيدهم: عهداً يا شهداء الثورة، بصوت المبدع الفنان محمود كارم، الذي أنجز لغة الثورة ولحنها في هذا الشدو الجميل الذي رصع عقده الشاعر دهاق الضبياني، بكلمات من وهج الثورة..  

من بيت كل شهيد، وساحة كل مدينة، ولحن كل ملحمة ومجزرة أقدم عليها النظام السابق.. تطلع علينا عدسة قناة سهيل، في كل حلقة من حلقات البرنامج بمعلقة ثورية، ومعزوفة أدبية، صاغتها أنامل معدي البرنامج، منذ جزئه الأول والثاني وحتى الثالث، اعتماداً على الدقة والموضوعية، وبما يضمن الحفاظ على الهوية وتماسك النسيج الاجتماعي والوطني..   

للعام الثاني على التوالي، وكاميرا قناديل الفجر لا يغمض لها طرف.. تتنقل بين القرى والمدن والأرياف، في السهول والجبال، في الحواضر والبوادي.. تتعقب آثارهم، وتسجل أعمالهم وإبداعاتهم، تجلس إلى أصدقائهم، وأقاربهم، ومدارسهم ومساجدهم، ومؤهلات اختيارهم لهذا الشرف العظيم، وحيثما قبر شهيد، وأينما ثمة ذكرى تعيد إلينا أرواحهم، ودليل يدلنا عليه..   

الزملاء في الإعداد والسيناريو والتصوير والمونتاج والإخراج، ومن ورائهم إدارات الإنتاج والبرامج والمالية وحتى أعلى قمة الهرم الإداري في القناة، لا يألون جهدا في كل ما من شأنه تخليد الشهداء في ذاكرة الثورة، ومبادلة الوفاء منهم بالوفاء لهم، وإظهار مواقفهم البطولية وإنجازاتهم الثورية والوطنية على كل صعيد..   

منذ البدء وعقب جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس 2011، تم وضع اللمسات الأولى للبرنامج، والموافقة عليه، ثم الانتقال لتسجيل حلقاته، حيث تم الاتفاق على تسميته “قناديل الفجر” تيمناً بنافذة الضوء التي أشعل نورها هؤلاء القناديل بتضحياتهم، في فجر الثورة الشعبية السلمية. وقد تم ذلك بفضل الله تعالى، بدءاً بتسجيل المتاح والممكن داخل أمانة العاصمة وفي إطار المناطق التي يحميها أنصار الثورة، إذ كانت كاميرا سهيل محفوفة بالمخاطر، كلما خرجت عن ذلك النطاق الجغرافي وسط أمانة العاصمة، اعتقال هنا واختطاف هناك، وما اعتقال الزميل أحمد فراص مصور البرنامج إلا جزء يسير من مسلسل الانتهاكات ضد القناة.   


الأول من رمضان الماضي 1432هـ، تم بث حلقة الشهيد عبد الواحد المنصوب، كأولى حلقات البرنامج، التي أعيد بثها كاملة في شهر شوال من العام نفسه، كما تم تصوير الجزء الثاني في فترة الهدوء التي أعقبت مجازر النظام السابق، وتم بثها بمعدل حلقتين في الأسبوع في الوقت الأصلي ثم تعاد ثلاث مرات في أوقات مختلفة.. وها هو الجزء الثالث من البرنامج يطل علينا من جديد بحلقات متنوعة من مختلف ساحات اليمن بعد أن قررت إدارة القناة توسيع طاقم الإعداد وإثراءه بأقلام جديدة، لرفع وتيرة الإنتاج، على أن البرنامج سيشهد نقلة نوعية في أجزائه القادمة، من حيث الشكل أو المضمون أو عدد الشهداء..
  
للزميل محمد الجماعي مبدع الفكرة وصانع شخصية البرنامج جزيل الشكر لتفرغه لهذا الجهد وسط تغافل الكثير من الزملاء، وذهولهم عن الخوض في هذا المجال، وللزميل هلال عكروت مخرج البرنامج عظيم الامتنان على تحمله عبء هذا العمل الثوري الهام، وإنجازه بهذه الطريقة الرائعة، ولإدارة سهيل وأسر الشهداء يرجع الفضل بعد الله في نجاح هذه الملحمة التي تملأ شغاف أرواحنا..  
تصبحون على ثورة.