آخر الاخبار

الرئيسيةكتابات الأستاذ/محمد الجماعيحان الوقت يا بنك البنوك

الأستاذ/محمد الجماعي
الأستاذ/محمد الجماعي
عدد المشاهدات : 32,570   
حان الوقت يا بنك البنوك

عندما أبلغت وزارة الخزانة الأمريكية، الحكومة اليمنية، رسميا، أنها رفعت الحظر عن حساباتها، كان على الحكومة أن تمنح هذا الأمر احتفاء أكبر من نشره عبر خبر صحفي، كونه ناتج عن جهد حكومي كبير، وكونه أيضا جاء عقب انتظار شعبي يفسر تعثر تسليم رواتبهم، من قبل حكومة بن دغر منذ قرار نقل البنك المركزي الذي تعاملت معه كخبر صحفي أيضا..

ما تبذله الحكومة من جهد جبار في المجال الاقتصادي يضاف بلا شك إلى رصيدها، سيما وهي تخوض معتركا متعدد الأطراف، الحوثيون شمالا، وبعض الفصائل جنوبا.. حصار إقليمي، وانكشاف خليجي تجاه التزاماته المالية للحكومة في المرحلة الراهنة.. حرب هنا، وشحة مالية هناك، موارد نفطية متوقفة، وأخرى ضريبية وجمركية منقوصة..

غير أن تحفظها على المعلومة الاقتصادية منذ نقل القرار المالي إلى عدن منتصف ديسمبر الماضي، ليس له ما يبرره، بل إن هناك من يعتبره قصورا يجب تلافيه، كون المعلومة اصبحت حقا مضمونا للجميع في عصر انفتاح الإعلام على كل شيء.. ومصادرة الحكومة لهذا الحق يعرضها للكثير من الحرج والضغط والشائعات..

كما أن بقاء عسل الحكومة في جعبتها، يعطي انطباعا منقوصا ومشوها عن تحركاتها وأعمالها، ويضعف الصورة الذهنية لدى غالبية أبناء الشعب الذي توزع أبناؤه بين جبهات المقاومة وميادين العمل الجديد، في ظل تشكل جيش وطني جديد، ومكونات اتحادية وفقا لمخرجات الحوار الوطني..

لا توجد حتى الآن خارطة واضحة للنجاحات الاقتصادية التي استخدمتها الحكومة كسلاح في حصارها للانقلابيين.. ولا يستطيع المواطن لوحده أو حتى الصحفيين أو وسائل الإعلام المختلفة أن تدرك كيف تدير الحكومة كل هذه الأمور وما هي الأسس التي تبني عليها خططها وموازناتها وبرامجها..

في الوقت الراهن تقوم عملة البلاد بسمعتها الاقتصادية، وفي بلادنا فإن إنضاج وعي المواطن واستقطاب صوته وجهده الإعلامي، من شأنه أن يرص الصفوف لتقوية جبهة الحكومة والشرعية، بدلا من وقوعهم في شرك الشائعات والمشاريع الصغيرة في طول البلاد وعرضها..

وفي وضع كهذا، أليس من الجيد أن تستند الحكومة والبنك المركزي ووزارة المالية إلى رؤية إعلامية وخطة واضحة لإسناد جهودها العملية داخليا وخارجيا!!. هناك صعوبات تغلبت عليها الحكومة لكي تنتصر في معركة نقل البنك، وهناك إجراءات وتحركات واسعة وحثيثة للوصول إلى استعادة ثقة المجتمع الدولي ومؤسساته المالية، وبلا شك ما تزال هناك عقبات أخرى كالاتصالات التي تتحكم بها صنعاء وينتظر مركزي عدن تخطيها لكي يمارس عمله كـ"بنك البنوك"؟..


نقلا عن Almawqea Post الموقع بوست