أكثر من 34 ألف شهيدا منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة مارب تسجل نحو 176 حالة اشتباه بالكوليرا تعز: 248 شهيدا ومصابا ضحايا قناصة الحوثي في منطقة واحدة إحباط محاولة تسلل لمليشيا الحوثي شمال تعز 150 رحلة طيران إلى مطار سيئون خلال الربع الأول من العام الجاري استشهاد نحو 14 ألف طفل في غزة.. ومجازر جديدة للاحتلال معركتنا مع إيران.. العليمي: نريد سلاما يستعيد المؤسسات وليس استسلاما للمليشيات إصابة 3 أطفال بانفجار لغم حوثي في الضالع تنديد حقوقي باختطاف مليشيا الحوثي لخبيرين تربويين منذ 6 أشهر
اغتيال القيم
كل المجتمعات وخصوصاً التي تحوي الكثير من التعدد والتنوع تقوم وتبنى في الأساس على قواعد من القيم تضبط علاقاتها وتحد حدودها وتحمي نسيجها ، القيم في الغالب تورث وتستلهم وتصبح جزء مهما من تكوين المجتمع وثقافته وتعززها وسائل التنشئة وتدعمها وسائط صناعة الوعي وتنميها مؤسسات المجتمع ، القيم هي الى حد كبير تشبه الخيط الذي يحمي حبات المسبحة من التطاير والضياع ويعطيها شكلها الأنيق ..
عاش المجتمع اليمني عقوداً من الزمن يحتكم الى مخزونه الهائل من القيم التي حمت المجتمع وصانته حتى مع ضعف الدولة او تلاشي دورها كان الناس يحتمون بالقيم التي تشكل خط دفاع مهم يحول دون تداعي المجتمع وانهياره .
من آثار الانقلاب واستنزاف فكرة الدولة استطاعت القوى الإنقلابية شمالاً وجنوباً أن تلحق الكثير بالضرر من القيم التي عُرف بها اليمنيون لقد سعوا بحروبهم المجنونة الى تصويب مدافعهم نحو قلاع القيم وحصونها ليخلقوا حالة من الضياع الذي يمكن أن ينفذوا منه لتمرير مشاريعهم البائسة ، أشعلوا نار العنصرية ونفخوا في جمرة الأحقاد والكراهية وزرعوا في القيعان الجدباء بذور السلالية والطائفية وغرسوا في العقول الخاوية مفاهيم المناطقية ليصنعوا يمناً مشوهاً معزولاً عن تاريخه .
ليس من المستغرب أبداً إن توجه سهامهم ورمحاهم نحو القوى التي سعت وتسعى وتحمل على عاتقها مشروع تعزيز القيم فهم يرون فيها العدو والخصم الذي يجب أن يسقط يعتقدون يقينا أن الأرضية التي يمكن أن تقوم عليها مشاريعهم هي تلك المنزوعة تماما من القيم فلا يمكن أن تنمو المليشيات وهناك من يدعوا جهاراً ويقاتل ليبقى مشروع الدولة ، لا يمكن أت تمرر مشاريع التجهيل وتزييف الوعي وهناك من يعلّم ويربي ويثقّف لا يمكن أن يُستعبد الناس وهناك فؤوس تحطم أغلال العبودية وأصفادها ، لا يمكن أن تنتشر السموم وهناك من يصنع لها الترياق الذي يبطلها ، استهداف القوى الوطنية بالاغتيال والاعتقال والتهجير والحرب الإعلامية الضخمة هو في الأساس حرب لإغتيال القيم.