منتخب اليمن في أبوظبي لمواجهة الإمارات ضمن تصفيات آسيا المشتركة رئيس الوزراء: خارطة الطريق توقفت وأفق الحل السياسي تراجع 1200 مليون دولار وفرها البنك المركزي لتغطية عجز موازنة 2023 الإفراج عن 16 معسرا في مارب بعد دفع أكثر من 41 مليونا عنهم حصيلة العدوان على غزة ترتفع إلى 31726 شهيدا و73792 مصابا تنديد رسمي بمحاصرة الحوثي لمنزل شيخ في صنعاء بسبب صلاة التراويح الأحزاب اليمنية تلتقي مجلس التعاون الخليجي وتشديد على حشد الجهود لمواجهة المخاطر مجلس الأمن يدعو إلى تنفيذ القرار 2216 ودعم حكومة اليمن ومنع الحوثي من حيازة السلاح رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي محافظ صعدة في وفاة شقيقه نزوح 32 أسرة خلال أسبوع في عدة محافظات
من المهم جدا أن يعرف العالم أسباب أو سبب استقالة الجنرال باتريك كومارت رئيس لجنة المراقبة في الحديدة، شرط أن تعلن هذه الأسباب بوضوح بعيدا عن أسلوب تمييع الحقائق التي يتبعها عادة ممثلو الأمم المتحدة في تقاريرهم.
يشعر المرء من خلال ممارسة الأشخاص الذين يتم تكليفهم كمبعوثين من الأمم المتحدة في مهام متعلقة بأحداث أو مشاكل، أنهم واقعون تحت ضغوط خفية توجه تقاريرهم وفق مشيئتها و الكيفية التي تريد بها توظيف الأحداث.
كان اليمنيون يتوقعون أن ترفض الأمم المتحدة الاستقالة، و أن تبحث عن الأسباب التي دعت إلى اتخاذ قرار الاستقالة و بهذه السرعة المفاجئة، لكن المفاجأة الأكبر كانت في سرعة قبول الاستقالة !
اليمنيون يعرفون الأسباب، و لكنهم يريدون - و لو مرة واحدة - أن تقف الأمم المتحدة موقفا مسؤولا تجاه القضية اليمنية و تكشف عن تلك الأسباب، و أن تقول الحقيقة؛ ليعرف العالم مدى همجية مليشيا الكهنوت الحوثية التي لا تحترم اتفاقا و لا عهدا.
يرى رجل الشارع اليمني - الذي يتابع الوضع و يعيشه - أن هناك ممالأة من المبعوث الأممي للمليشيا، و يرى أن الجنرال الهولندي كان شجاعا في عدم رضوخه لمليشيا متمردة، و يتساءل الشارع اليمني كما يتساءل المراقب المحايد عما إذا كان مارتن جريفيث سيمتلك قدرا من هذه الشجاعة و سينحو منحى باتريك، أو على الأقل يقول الحقيقة ؛ خاصة و قد وضعته مليشيا الحوثي في عدة مواقف خائبة !؟
تقزيم الحالة اليمنية - التي يعمل عليها مارتن جريفيث - و اختزالها بميناء الحديدة تسطيح غير بريء للواقع، و التمترس بالوضع الإنساني يؤكد عدم البراءة، إذ يقفز إلى أذهان اليمنيين و ذهن كل أحرار العالم تساؤل مشروع مفاده : أين كان هذا الشعور و الاهتمام بالوضع الإنساني إبان حصار عمران ثم صنعاء؟ لماذا لم تقف الأطراف الدولية حينذاك كما ظهرت بهذه القوة اليوم!؟
لماذا لم يظهر هذا الاهتمام بالحالة الإنسانية، التي يتباكى بسببها اليوم المجتمع الدولي؟
إن كل ما يجري اليوم في اليمن من مأساة هو بسبب مليشيا الحوثي و الانقلاب، و قد كان هناك يومها تعهد دولي بالوقوف ضد أي طرف يعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية، فجاءت العرقلة في مثل ضوء الشمس من مليشيا التمرد و الانقلاب، و لم يكن هناك أدنى موقف ضد العرقلة المسلحة التي استهدفت اليمن و اليمنيين، إن لم أقل ما يقوله كثير من المراقبين أن الانقلاب الذي آل لمصلحة الحوثي و التفرد به قد حظي بدعم ماكر من هنا أو هناك، إما بغباء سياسي من البعض، أو بمكر مبيت من البعض الآخر . و ما يزال اليمنيون ينتظرون تفسيرا من الدول الراعية عن أسباب صمتهم و تغاضيهم عن معرقلي التسوية السياسية يومذاك.
و السؤال الملح اليوم: ما موجب استعارة دموع التماسيح من مارتن جريفيث و من وراءه على الحديدة؛ لإعاقة تحريرها و استرجاعها القانوني من قبل الشرعية، بينما لم يرَ اليمنيون شيئا من تلك الدموع إزاء مأساة اليمن و اليمنيين التي سببها مليشيا الحوثي حين الانقلاب و بعده !؟
إذا كانت الحكومة اليمنية تتعاطى بحكم مسؤوليتها القانونية و الاخلاقية مع خطوات المبعوث الأممي، على أمل أن تقوم الأمم المتحدة بدورها المنوط بها؛ فإن الشارع اليمني لا يرى في مواقف المبعوث الأممي إلا أنها مواقف تتساهل مع المليشيا و تبرر همجيتها؛ ما لم أقل ما يقوله مراقبون و محللون سياسيون أنه ذهب في التعامل معهم إلى ما هو ألعد من التساهل، و أنه يمثل مظلة لنزق الحوثيين و استهتاراتهم.
سيكون من الأفضل للسيد جريفيث لو أنه عاد ليعيش مع عائلته - كما تردد في الأخبار- من أن يختم حياته بتهمة التواطؤ مع مليشيا متمردة، بحسب الكثير من الناس!