وفد من الإصلاح يلتقي عيدروس الزبيدي وتأكيد على وحدة الصف الوطني ونبذ الخلافات الصحفيين العرب يستنكر الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين اليمنيين البنك المركزي: تدهور سعر العملة نتيجة حتمية لتوقف تصدير النفط الحكومة ترحب بتصنيف نيوزيلندا لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية العرادة يطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعادة تقييم مواقفهم من مليشيا الحوثي اتفاقية لتنظيم نقل البضائع بين اليمن والدول العربية وزير الدفاع: مليشيا الحوثي تنشط في تهريب الحشيش والمخدرات اليمن يكسب طاجيكستان في كأس ديفيز للتنس ترحيب فلسطيني بأوامر اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية وقفة في مارب تضامنا مع غزة وتنديدا باستمرار جرائم الاحتلال
الصحافة سلطة عظيمة التأثير، كونها على علاقة مباشرة بالراي العام- تأثيرا وصناعة وتأثرا- لكن الصحفيين ليسوا كلهم سواء إذ منهم الأصيل، ومنهم المتسّور الدخيل، ثم هم من بعد ذلك أنواع فمنهم:
- الصحفي المسئول الذي يسعى دوما وراء الحقيقة ويحترم قواعد العمل واخلاقية المهنة، ويتحمل في سبيل ذلك كل التحديات والمخاطر والمشاق.
- الصحفي الرجيم وهو الذي يمتلك حس المحقق، ومهارات العاملين في بلاط صاحبة الجلالة، ويعرف جيدا الخط الفاصل بين الحقيقة والكذب، ثم هو يعزف عن الحقيقة إلى ما سواها، طلبا للمصلحة الشخصية، وهو من الحرفية بمكان بحيث يدرك متى يمكنه أن يكذب، وكيف يكذب؟!
- الصحفي المسخرة وعادة ما يكون شخصا طفيليا وصوليا، عديم الشخصية، لا يملك إمكانات العمل، ولا يراعي متطلبات المهنة، يعيش على الدعاية السوداء والإثارة المفخخة، لا تعنيه الحقيقة، وهو من الضحالة، وفقر الخيال في دركة تجعله يتبدى عاريا عند كل شائعة يبثها أو كذبة يسوقها، ويسوق لها.
وعادة ما تكون روح هذا النوع من الأشخاص ملبدة بدخان الحقد والمواقف المسبقة تجاه الأشخاص والجهات، والأحداث، فيسير مكبا على وجهه، مغمض القلب، يصارع ظله، ويطلق النار على قدميه، وهو يظن أنه يحسن صنعا.
ويمكن للقارئ الكريم الوقوف على عينة عملية من تخبط هذا النوع من الصحفيين عبر هذين المثالين: في صحيفة اليوم الثامن تقرير لصبري هاشم بعنوان هل يسعى سفير السعودية لتمكين الإخوان من عدن؟ يتحدث فيه عما يسميها مساع حثيثة يقوم بها السفير السعودي لدى اليمن محمد آل الجابر تهدف الى تمكين تنظيم الإخوان الموالي لقطر من مدينة عدن.
ويزعم نقلا عن مصدر وثيق الصلة بالحكومة أن محمد آل الجابر مول تحالفا حقوقيا تابعا لقطر يطلق عليه تحالف رصد بعشرة مليون ريال سعودي، تحت ذريعة حملة ترويجية للسعودية في عدن، تحت اسم "السعودية تضيء اليمن".
ويضيف التقرير إياه رافعا من جرعة الشطح الأعمى: السفير السعودي يكشف عن مساعيه لتسليم عدن العاصمة الجنوبية لتنظيم الإخوان"، ولا ينسى الصحفي إضافة بعض البهارات الهندية فيقول: نقلا عن مصادر عسكرية في عدن، إن مليشيات تابعة لتنظيم الإخوان بدأت عملية تحشيد واسعة، وسط حالة من الترقب والحذر تسود الشارع الجنوبي، خاصة في ظل الحديث عن تدفق عناصر مسلحة من خارج الجنوب الى معسكرات الشرعية في عدن.
وفي اليوم الثامن أيضا تقرير آخر بعنوان: موالٍ لقطر يفضح دعم اللجنة الخاصة للإخوان.
وفي محتوى المادة الصحفية يقول: إن تقريرا موثقا كشف تلقي إخوان اليمن الموالين لقطر، دعما ماليا من اللجنة الخاصة السعودية، وسفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن. ويشير التقرير إلى وجود دلائل جديدة تؤكد تورط اللجنة الخاصة السعودية عبر سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن بدعم إخوان اليمن الموالين لقطر للسيطرة على المحافظات اليمنية الجنوبية المحررة..
هذه مجرد عينة لسيل من المواد الصحفية الصفراء التي يتم ضخها يوميا على المواقع الالكترونية، دون مراعاة لأبسط شروط المهنة، ومعايير الاحترام للذات، أو التقدير لذكاء القارئ.
لاشك أن القارئ يشعر بالشفقة والقرف في ذات الوقت من الصحفي والصحيفة التي تورد مثل هذه الأخبار الدائخة، والتقارير المخمورة، التي لا يعرف صاحبها أنه يسيئ للقضية التي يعتقد أنه يخدمها، وأنه يبدو غبيا قمئا وهو يسوق هكذا تهم مناقضة للوقائع، ومسار الأحداث، وشواهد الميدان.